أزمة المساعدات في الشمال السوري تصل ذروتها.. كيف علقت الأغذية العالمي ومنظمة الصحة

الجمعة 10 فبراير 2023 06:58 م

حذر برنامج الأغذية العالمي، من أن مخزونه أوشك على النفاد في شمال غرب سوريا، مطالبا بفتح المزيد من المعابر الحدودية من تركيا بعد الزلزالين اللذين ضربا البلدين، فيما أبدت منظمة الصحة العالمية أسفها لنسيان العالم مأساة سوريا.

وقال مدير برنامج الغذاء العالمي "ديفيد بيزلي" في بيان الجمعة، إن البرنامج يدعو إلى فتح المزيد من المعابر إلى الأراضي السورية المتضررة من الزلزال المدمر، لتجديد إمدادات المساعدات التي استنفدت.

وأضاف "بيزلي": "مخزوننا من الغذاء يتم استنفاده بسرعة، لا سيما الحصص الجاهزة للأكل، لذا، فهو بحاجة إلى التجديد بشكل سريع، وللقيام بذلك، نحتاج إلى معابر".

وفي الماضي، كان يتم جلب المساعدات إلى شمال غرب سوريا عبر معبر باب الهوى على الحدود مع تركيا، وهو نقطة الدخول الوحيدة التي سمح بها مجلس الأمن الدولي.

ورفضت روسيا والصين قرارا يقترح فتح المزيد من المعابر الحدودية بين تركيا وسوريا.

أما المسار الآخر، فكان عبر "خطوط متقاطعة"، تأتي من خلاله المساعدات من أراضي النظام السوري إلى الشمال الغربي الذي تسيطر عليه المعارضة السورية.

وقال "بيزلي": "أعيد فتح المعبر الوحيد الذي سمح به مجلس الأمن، لكن الأضرار التي لحقت بالطرق وبطء التخليص الجمركي يعيقان الحركة بشكل كبير".

وتابع: "نحن بحاجة إلى استئناف وزيادة العمليات عبر الخطوط من داخل سوريا، وهذا ليس الوقت المناسب لأي شخص لتسييس للمساعدات".

ويسعى برنامج الأغذية العالمي إلى توفير وجبات جاهزة لـ 100 ألف شخص في شمال غرب سوريا وتوفير حصص منتظمة جاهزة للتوزيع لـ 1.4 مليون شخص.

ولكن على المستوى الأكبر، لا يزال البرنامج بحاجة إلى 700 مليون دولار لإطعام ما يقرب من 6 ملايين شخص في سوريا.

وأضاف بيزلي: "شمال غرب سوريا كارثة فوق كارثة". وأوضح: "الآن، في منتصف الشتاء، نزح الكثيرون مرة أخرى وينامون في الخيام وأي مأوى يمكنهم العثور عليه يتمتع بخدمات محدودة للغاية".

فيما قالت "كورين فلايشر" المديرة الإقليمية للبرنامج في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا الشرقية للصحفيين، إن "شمال غرب سوريا، حيث يعتمد 90% من السكان على المساعدات الإنسانية، يمثل مصدر قلق كبير".

وأضافت: "نصل للناس هناك، لكننا بحاجة لإعادة تعبئة مخزوننا".

وتابعت: "مخزوننا ينفد ونحتاج لطريقة لجلب مخزونات جديدة.. المعبر الحدودي مفتوح الآن، لكننا بحاجة إلى فتح معابر حدودية جديدة".

وأودى الزلزال المدمر الذي وقع الإثنين بأكثر من 22 الفا و700 شخص، بينهم أكثر من3300 في سوريا.

ياتي ذلك، في وقت قال "مايك راين" المسؤول في منظمة الصحة العالمية الجمعة، إن الزلزال المدمر أعاد إلى الواجهة "الأزمة المنسية" في سوريا، مؤكدا جاهزية منظمته لإرسال كميات كبيرة من الإمدادات التي عرقلتها "قيودا لوجستية".

وتابع "راين": "العالم نسي سوريا (…) بصراحة، أعاد الزلزال تسليط الضوء" على سوريا، مضيفا: "لكن الملايين في سوريا يعانون منذ سنوات في ظل ما باتت أزمة منسية".

ويثير تأخر وصول المساعدات الى هذه المنطقة غضب منظمات محلية وسكان ومسعفين.

والخميس، دخلت أول قافلة مساعدات للأمم المتحدة إلى شمال غرب البلاد، مؤلفة من 6 شاحنات فقط، تلتها قافلة ثانية الجمعة مؤلفة من 14 شاحنة.

وضمت القافلتان معدات إنسانية وخيما وبطانيات، إلا أنها خلت من مواد غذائية وأخرى ضرورية لعمليات البحث والإنقاذ.

وأوضح "راين" أن "العديد من المنظمات ومن بينها منظمتنا، قامت بتخزين المساعدات لأننا في فصل الشتاء".

ومنذ الاثنين، تنهمك فرق الإغاثة بالبحث عن ناجين تحت الأنقاض في ظل نقص في الإمكانات، فيما تتضاءل تدريجياً إمكانية العثور على أحياء.

وحذر "راين" من أن سوريا تواجه الآن "كارثة أخرى"، تتمثل في فقدان الأرواح بسبب نقص المعدات الطبية اللازمة.

وأضاف: "علينا أن ندرك أن حجم هذه الكارثة كبير للغاية وأنها تفوق قدرة الجميع".

وتابع: "في حال لم تتوافر المعدات، لا يمكنهم القيام بعملهم. الأمر أشبه بمطالبة رجل اطفاء بالذهاب لمواجهة حريق من دون خرطوم".

ويقطن في المناطق الخارجة عن سيطرة نظام الأسد في محافظة إدلب وريف حلب الشمالي المجاور أكثر من 4 ملايين شخص، جزء كبير منهم من النازحين.

وانتقدت منظمة الخوذ البيضاء، الدفاع المدني في المناطق الخارجة عن سيطرة دمشق، المساعدات الضئيلة التي ترسلها الأمم المتحدة والتي لا تشمل معدات لفرق البحث والإنقاذ.

وتواجه المساعدات الدولية إلى سوريا، أزمة في غياب جهة للتنسيق، خصوصاً أن الكثير من دول العالم لا تعترف بنظام "بشار الأسد" بسبب تورطه الكبير في الحرب الأهلية السورية التي راح ضحيتها عشرات الآلاف وتسببت بتهجير الملايين، بينما لا تعترف أيّ جهة بالمعارضة المسلحة التي تسيطر على إدلب، وإن كانت تركيا تنسق وتدعم عدداً من فصائل المعارضة.

إلا أن الجمعة، وافقت الحكومة السورية على إيصال مساعدات إنسانية إلى مناطق خارج سيطرتها في شمال البلاد.

وأعلن مجلس الوزراء في بيان، إثر جلسة استثنائية، أن "إشراف الصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر العربي السوري على توزيع هذه المساعدات بمساعدة منظمات الأمم المتحدة سيكفل وصولها إلى مستحقيها".

ومنذ أيام، تهبط تباعاً طائرات محملة مساعدات إغاثية للمتضررين في مطارات دمشق وحلب واللاذقية، العدد الأكبر منها من دولة الإمارات، إضافة إلى روسيا وإيران، ودول أخرى معظمها لم يقطع علاقته بدمشق بعد اندلاع النزاع الدامي في البلاد منذ 2011.

ووفق مراقبين، فإن الطبيعة الفاسدة لنظام "بشار الأسد" تعني أنه حتى هؤلاء السكان لا يمكن ضمان وصولهم الكامل للمساعدات القادمة، كما تصر السلطات الوطنية على أن أي مساعدة يُقصد بها العبور من مناطق النظام إلى المناطق غير التابعة للنظام يجب أن يتم تسليمها إلى الحكومة السورية والتعامل معها.

يذكر أن الشمال السوري يعاني أصلًا من وضع مأساوي من ناحية دخول المساعدات الدولية، خاصة بعد أن ضغطت روسيا على الدول من أجل تخفيف عدد المعابر العاملة وجعلها تقتصر على معبر "باب الهوى" فقط.

وتتضاءل فرص العثور على مزيد من الناجين تحت الأنقاض بعد 5 أيام من زلزال تركيا وسوريا المدمر، الذي أودى بحياة أكثر من 23 ألفًا، وخلّف عشرات آلاف المصابين.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

سوريا شمال سوريا أزمة إنساية الصحة العالمية الأغذية العالمي مساعدات نظام الأسد

بعد تقييم احتياجاتها.. اجتماع لمجلس الأمن بشأن سوريا الأسبوع المقبل

الخوذ البيضاء تطالب بفتح تحقيق دولي حول تأخر وصول المساعدات للشمال السوري

زلزال سوريا.. الخوذ البيضاء تعلن الانتهاء من عمليات البحث والإنقاذ

الأمم المتحدة تخشى خلافا محتملا مع روسيا بشأن المساعدات لسوريا

تضامنا مع ضحايا الزلزال وخوفا من جلب الكوارث.. سعوديون وكويتيون يطالبون بإلغاء الحفلات

مسؤول أممي يتوقع تضاعف أعداد ضحايا زلزال تركيا وسوريا

تنكأ جراح الماضي.. سرقة المساعدات في سوريا تثير جدلا (فيديو)