زلزال تركيا وسوريا.. متى نفقد الأمل في العثور علي ناجين؟

الاثنين 13 فبراير 2023 06:53 م

الوقت ينفد والآمال تتلاشى.. تعكس العبارة السابقة أحوال الفرق الإغاثية المنتشرة في تركيا وسوريا، منذ أن ضرب الزلزال المدمر أجزاءً من البلدين، حيث ندخل، الإثنين، اليوم الثامن من وقوع الزلزال، وسط استمرار المحاولات من فرق البحث والإنقاذ للبحث عن أحياء تحت الأنقاض، ولكن بآمال متداعية.

وبطبيعة الحال، تقل الإعلانات من الفرق حاليا عن انتشال أحياء من تحت الركام، لكنها لم تنقطع، حيث تم انتشال صبي في هاتاي، وفتاة في كهرمان مرعش بتركيا، الإثنين، بعد مرور ما يزيد على أسبوع من الكارثة.

والجمعة الماضي، أعلنت منظمة الدفاع المدني السوري المعروفة باسم "الخوذ البيضاء"، عن انتهائها من عمليات البحث والإنقاذ والانتقال لمرحلة البحث والانتشال، وذلك "بعد شبه انعدام لوجود أحياء"، حسب قولها في بيان صحفي.

وسرّع نقص الإمكانات المتوفرة في سوريا من يأس فرق الإنقاذ، لكن في تركيا قد يختلف الوضع بشكل ملموس.

إلى متى يصمد العالقون؟.. هذا هو السؤال الأبرز الآن، وإجاباته المحتملة، على أسس علمية وتجارب سابقة، هي ما تحركه الفرق على الأرض الآن.

ووفقا لتقرير نشرته وكالة "سبوتنيك" الروسية، فإنه بعد مرور ما بين 5 إلى 7 أيام، وهي الأيام التي تسمى "الأيام المصيرية"، تنخفض آمال العثور على ناجين إلى أن تنعدم الفرص تقريبا، وإن كانت هناك حالات يتم العثور فيها ناجين بعد هذه الأيام، لكنه أمر نادر الحدوث.

لكن تقارير أخرى تشير إلى إمكانية وجود فرص لنجاة الأحياء تحت الركام والأنقاض بعد مرور أكثر من أسبوع، وربما لفترة قد تصل إلى 17 يوما، بشرط استطاعة المحاصر تحت الركام الوصول إلى أي شئ يمكن تناوله ليبقيه على قيد الحياة، كما حدث في بنجلاديش في مايو/أيار 2013، عندما تم انتشال امرأة بعد هذه المدة من تحت أنقاض مصنع، قالت إن ما أبقاها حية هو بعض الطعام الجاف الذي تصادف أن كان بجوارها وهي عالقة.

عوامل مهمة

ويقول خبراء إن عوامل مختلفة تؤثر على مدة بقاء الإنسان على قيد الحياة تحت الأنقاض، ويشمل ذلك وضعية الإنسان عند حدوث الانهيار، ومدى توافر الهواء والماء، والظروف الجوية، ومستوى لياقته البدنية والذهنية، وفق ما نقل موقع "BBC".

وعلى الرغم من أنه ليس من السهل التنبؤ بوقوع زلزال أو انهيار مفاجئ لمبنى، يعد الوضع الذي تتخذه في حالة الطوارئ مفتاح النجاة، كما يقول الخبراء.

ويمكن أن يوفر مكان الشخص، إذا اختير بالصورة المناسبة، حماية جسدية تحت الحطام ويساعد في الوصول إلى الهواء.

الهواء والماء

الهواء والماء أمران أساسيان للبقاء على قيد الحياة عندما يحاصر الشخص تحت مبنى منهار. لكن هذا يعتمد على مستوى الإصابات، ففقدان الدم يقلل من احتمال البقاء حيا أكثر من 24 ساعة.

لذلك، إذا لم يكن الشخص مصابا بجروح خطيرة ولديه هواء يتنفسه، في صورة جيب هوائي في مساحة كافية، فإن الشيء التالي هو الحفاظ على ألا يصاب بالجفاف، كما يقول الخبراء.

وينقل الموقع عن البروفيسور "ريتشارد إدوارد مون"، خبير العناية المركزة من جامعة ديوك في الولايات المتحدة، قوله إن "نقص الماء والأكسجين من القضايا الحاسمة للبقاء على قيد الحياة".

وقال "مون": "كل شخص بالغ يفقد ما يصل إلى 1.2 لتر من الماء كل يوم".

وأضاف: "هذا هو البول والزفير والعرق. عندما يفقد الشخص ثمانية لترات أو أكثر يصبح مريضا بشكل خطير."

وتشير بعض التقديرات إلى أن الناس قد يعيشوا بدون ماء لمدة تتراوح بين ثلاثة وسبعة أيام.

وتلعب درجة الإصابة دورا رئيسيا في مدة النجاة المفترضة، فإذا تعرض الشخص لصدمة في الرأس أو إصابات خطيرة أخرى ولديه مساحة محدودة للتنفس، فهناك فرصة ضئيلة للبقاء على قيد الحياة في اليوم التالي للكارثة، كما يقول الخبراء.

ظروف المناخ

ويؤكد الخبراء أيضا أن المناخ عامل حاسم، ففي الشتاء القارس تنخفض قدرة الجسم على النجاة، بسبب عدم تحمل البرد، وفي الصيف، على العكس من ذلك، قد يتسبب ارتفاع درجات الحرارة تحت الركام في فقدان الماء من الجسم وبالتالي الوفاة.

القوة النفسية

من العوامل التي غالبًا ما يتم التقليل من شأنها، وفقا للخبراء، الثبات النفسي والتحكم العقلي.

ويقول الخبراء إن الحفاظ على الإرادة النفسية والعقلية المركزة على البقاء قد يكون أمرًا حاسمًا للبقاء على قيد الحياة.

ويضيف خبير الإنقاذ "أونجورين": "الخوف هو رد فعلنا الطبيعي، لكن لا يجب أن نشعر بالذعر. نحن بحاجة إلى أن نكون أقوياء نفسيا حتى نتمكن من البقاء على قيد الحياة"، بحسب "BBC".

ويتابع: "من المهم محاولة التهرب من الشعور بالخوف والسيطرة على نفسك. قل لنفسك: حسنًا، أنا هنا الآن، أحتاج إلى إيجاد طريقة للبقاء على قيد الحياة. يجب أن يكون هذا هو الدافع. سيؤدي ذلك إلى تقليل الصراخ والحركة الجسدية. ستحتاج إلى توفير طاقتك من خلال التحكم في حواسك والذعر".

وتورد "BBC" قصص رائعة لأشخاص نجوا بعد فترات طويلة من وقوع كارثة الزلازل، مثل انتشال رجل في كوريا الجنوبية بعد 10 أيام، عام 1995، وقال إنه نجا بفضل شرب مياه الأمطار وأكل صندوق من الورق المقوى، كما أنه شغل نفسه بلعبة أطفال ليحافظ على نشاطه الذهني.

وفي هايتي، بعد الزلزال الذي وقع في يناير/ كانون الثاني 2010، وأودى بحياة أكثر من 220 ألف شخص، نجا رجل لمدة 12 يومًا تحت أنقاض متجر.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

زلزال تركيا زلزال سوريا تحت الأنقاض ناجون ضحايا الزلزال

تركيا: لا صحة لمزاعم قدوم موجة لجوء من سوريا

حصيلة قتلى زلزال تركيا وسوريا ترتفع لأكثر من 37 ألف شخص

الجارديان: إنقاذ ضحايا زلزال سوريا يعطله "فيتو بوتين المثير للسخرية"

خلافات مجلس الأمن تمنع صدور قرار بفتح معابر إضافية لإغاثة سوريا

زلزال تركيا وسوريا: قصص المعجزات والملائكة تضفي هالة على إنقاذات الرضع والأطفال.. والعلم يقول كلمته