أثارت كلمة الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي" خلال القمة العالمية للحكومات بدبي، والتي جدد فيها الحديث عن انهيار وشيك لمصر لولا تدخل دول الخليج، لاسيما الرئيس الإماراتي الشيخ "محمد بن زايد"، جدلا عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال "السيسي"، في كلمته خلال القمة، الإثنين، بينما كان يجلس "بن زايد"، ونائبه الشيخ "محمد بن راشد" حاكم دبي: "لولا وقوف الأشقاء في الإمارات والسعودية والكويت لما استطاعت مصر القيام".
ويحمّل "السيسي" تداعيات ثورة 2011، المسؤولية عن الأوضاع السيئة التي عاشتها وتعيشها بلاده.
وخص "السيسي"، الرئيس الإماراتي بالثناء، حيث تحدث عن تسييره لسفن المساعدات النفطية والوقود للقاهرة في 2013 وما بعدها.
وأضاف الرئيس المصري: "الشيخ محمد بن زايد جاء لزيارة مصر، وأول مرة هشوفه، كان ساعتها الناس بتقف في مصر بالطوابير ومفيش بوتوجاز، غاز، بنزين وسولار".
وتابع: "أنا بفكر الناس في مصر قبل ما بفكر نفسي، والناس اللي هنا كمان في الإمارات، إن الشيخ محمد بن زايد جه ومعاه وفد وعارف إيه المطلوب، مش أنا اللي قلتله، والله العظيم ما قلتله".
وأردف الرئيس المصري: "بصيت لقيت السفن بتتحول من البحر المتوسط والبحر الأحمر فيها البوتاجاز والغاز والسولار والبنزين، بفكر نفسي وبفكر اللي عاوز يفتكر، ده كان أول نقطة مضيئة، والشيخ محمد نظم مع الأشقاء الدعم اللي هيتقدم لمصر، ولولاه ما كانت مصر وقفت من تاني".
متابعون عبروا عن غضبهم من تكرار "السيسي" لنغمة قالوا إنها مهينة لمصر وتاريخها، وهي نغمة تسول المساعدات، لاسيما أنه تحدث بعد ذلك عن احتياج مصر إلى تريليون دولار سنويا لتحقيق تنمية كبرى، وهو مبلغ هائل يتجاوز الميزانيات السنوية لدول كبرى، بحسب منتقدين.
واعتبر الكاتب المصري "جمال سلطان"، أن "السيسي" أساء لمصر في كلمته بالمؤتمر، حيث زعم أن الشعب المصري هو من أضاع البلاد وأن قادة الخليج هم من أنقذوها، وأن البلاد لا تزال متخلفة وتحتاج تريليونات الدولارات لكي تكون متحضرة، على حد قوله.
السيسي سافر إلى الامارات ليقف أمام الكاميرات ويقول أن مصر متخلفة وفقيرة وتعيسة وتحتاج ترليونات الدولارات لكي تكون متحضرة مثلكم وشعبها ضيعها وأنتم أنقذتموها، حتى المتسول الذي تقابله في أحياء السيدة زينب أو الغورية أو العتبة لا يفعل ذلك ولا يقول ذلك ولا يصل إلى هذا الحد من الهوان !
— جمال سلطان (@GamalSultan1) February 14, 2023
وعلّق السياسي الكويتي والنائب السابق بمجلس الأمة "ناصر الدويلة" على تصريحات "السيسي"، قائلا إنها تدل على أن "مصر عابت بالفعل عن الساحة العربية والإسلامية وباتت عاجزة عن نفسها".
غياب مصر عن الساحه العربيه والاسلاميه و الاقليميه لا قيمة له بسبب تراجع دورها الحقيقي و المعنوي في ارض الواقع فمصر اليوم عاجزة كل العجز عن نفسها ولا يمكن ان يغطي عجز مصر الا فاعلية الدور السعودي الذي يملك كل المقومات المادية و المعنوية لسد الفراغ المصري لذلك لابد من اعادة التقييم
— ناصر الدويلة (@nasser_duwailah) February 14, 2023
وتساءل الإعلامي المعارض "محمد ناصر" عن سبب تخصيص "السيسي" الحديث عن دعم "بن زايد" للقاهرة في 2013، وتجاهل الدعم الأكبر الذي قدمه، آنذاك، الملك السعودي الراحل "عبدالله"، معتبرا أن المسألة لها علاقة باستمرار التوتر مع الرياض بسبب رفضها منح مزيد من المساعدات والمنح غير المشروطة لمصر.
#السيسي في الامارات مسح بكرامة مصر الارض وقعد يتغني بحسنات الامارات وفضلها علي مصر والمصريين ، ونسي يتغني بفضل الملك عبد الله اللي طلعله الطيارة وباس راسه عشان قعده علي كرسي حكم مصر رغم ان كاتب المقال اياها كان قاصد يشتم السعوديه تحديدا ! pic.twitter.com/jl7VIHULBc
— محمد ناصر (@M_nasseraly) February 14, 2023
وعبر الصحفي "مسعد البربري" عن صدمته مما وصفها بـ"مستوى المهانة" في تصريحات الرئيس المصري بدبي، وتأثيرها السلبي على صورة البلاد.
اللي يشوف كلام #السيسى النهارده في #الامارات يتصدم من مستوى الشحاته والمهانة والزلة اللي وصل ليها، وللأسف وصل صورة البلد لها معاه‼️#مصر #حكم_العسكر 🇪🇬
— مسعد البربري | Albarbary (@Albarbary6) February 13, 2023
وبلهجة ساخرة، قال الكاتب والباحث المصري "مأمون فندي"، إنه "ليس فقط الشباب المصري من قرر السفر والعمل في دول الخليج، بل يبدو أن الدولة المصرية فعلت الأمر نفسه".
مش قلت لك !!! https://t.co/bu1kRGzMEh
— Mamoun Fandy (@mamoun1234) February 14, 2023
وتساءل السياسي المعارض "مصطفى جاويش" بلهجة ساخرة عن سبب تغيير "السيسي" لوضعيته في الإمارات وهو يمسك بالمايكروفون ويتحدث، حيث اعتاد أن يفعلها في مصر وهو يعطي ظهره للحضور.
سؤال عابر لماذا جلس السيسى اليوم فى الإمارات يتحدث وجها لوجه وليس من " قفاه" كما يفعل فى مصر غالبا،
— دكتور مصطفى جاويش (@drmgaweesh) February 13, 2023
(بغض النظر عن الحواديت التى رواها عن ثورة يناير وغيرها )
واختار الاقتصادي البارز "مراد علي" التركيز على لغة الأرقام في حديث "السيسي"؛ عندما قال إن مصر تحتاج ميزانية سنوية تريليون دولار لكي تنمو بشكل جيد، قائلا إن دولة ضخمة مثل روسيا بجيشها الضخم وعدد سكانها الذي يتجاوز 140 مليونا لا تتجاوز ميزانيتها السنوية 420 مليار دولار.
الأرقام التي ذُكرت في مؤتمر #الامارات أمس تحتاج مراجعة.
— Mourad Aly د. مراد علي (@mouradaly) February 14, 2023
مثلاً، هل فعلاً #مصر تحتاج موازنة سنوية تريليون #دولار؟!؟
دولة بحجم #روسيا بجيشها الضخم وسكانها ١٤٣ مليون نسمة ميزانية حكومتها ٤٢٠ مليار دولار.
وبالمناسبة سعر #الدولار ٣١ جنيه وليس ٢٠ كما ذكر#السيسي #الجنيه #الاقتصاد #دبي pic.twitter.com/XUb73Muibf
من ناحيته، طالب الأكاديمي الإماراتي "عبدالخالق عبدالله"، المقرب من دوائر السلطة بالإمارات، من وصفهم بـ"الأشقاء في مصر" بالاطمئنان، قائلا إنه لو لم يكن لدى أبوظبي سوى دولار واحد لاقتسمته مع القاهرة، كما وصى مؤسس الدولة، الراحل الشيخ "زايد بن سلطان آل نهيان".
ليطمئن الاشقاء في مصر، لو لم يكن لدى الإمارات سوى $ واحدا سوف تتقاسمه مع مصر كما اوصى بذلك الأب المؤسس زايد طيب الله ثراه، فاستقرار أم الدنيا وازدهارها هو من ازدهار واستقرار الإمارات. وعندما تكون مصر مشرقة تكون الامارات مشرقة. هكذا كانت وهكذا ستظل العلاقة ابدية بين 🇪🇬 و🇦🇪 pic.twitter.com/7NjzbFcWj0
— Abdulkhaleq Abdulla (@Abdulkhaleq_UAE) February 13, 2023
ويعد الرئيس الإماراتي من أقرب الداعمين لنظيره المصري منذ قيادة الأخير تحركا عسكريا لعزل الرئيس المنتخب الراحل "محمد مرسي"، وتعددت اللقاءات بين "السيسي" و"بن زايد" في القاهرة وأبوظبي، منذ أن كان الأخير وليا لعهد الإمارات.
وأثمرت تلك العلاقة عن منح القاهرة تفضيلات قصوى لأبوظبي للوصول إلى المشروعات الاستثمارية بالبلاد، علاوة على منح الإمارات مليارات الدولارات على شكل منح وودائع ومساعدات للسلطة في مصر، تزايدت وتيرتها بعد تولي "السيسي" الرئاسة في 2014.