لو تبقى لدينا دولار لتقاسمناه مع مصر.. تغريدة عبدالخالق عبدالله تثير جدلا على تويتر

الأربعاء 15 فبراير 2023 01:51 م

أثارت تغريدة كتبها الأكاديمي الإماراتي المقرب من دوائر الحكم في أبوظبي "عبدالخالق عبدالله"، جدلا في مصر، والتي علق فيها على مديح وثناء الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي" للإمارات ورئيسها الشيخ "محمد بن زايد"، بسبب الدعم المالي والنفطي الذي قدمته إلى مصر، بعد إطاحة الجيش بالرئيس المنتخب الراحل "محمد مرسي" صيف 2013.

وكان "السيسي" قال في كلمة مطولة له أمام قمة الحكومات العالمية بدبي، إن "بن زايد" جاء إلى مصر في زيارة عقب إلقاء "السيسي"، الذي كان وزيرا للدفاع آنذاك، بيان 3 يوليو/تموز 2013، والذي أعلن فيه الإطاحة بـ"مرسي" وتعطيل الدستور.

وأضاف "السيسي" أنه التقى، حينها، "محمد بن زايد" لأول مرة، وفوجئ بأنه يعرف طلبات مصر من النفط والبوتاجاز والوقود والمال، وأنه أمر بتسيير السفن من البحر المتوسط والأحمر، والتي كانت محملة بهذه المواد، إلى الموانئ المصرية، مردفا أنه لولا دول الخليج و"محمد بن زايد" لم تكن مصر لتقوم مجددا.

وتعليقا على هذه التصريحات كتب "عبدالخالق عبدالله"، مطالبا من وصفهم بـ"الأشقاء في مصر" بالاطمئنان، قائلا إنه لو لم يكن لدى أبوظبي سوى دولار واحد لاقتسمته مع القاهرة، كما وصى مؤسس الدولة، الراحل الشيخ "زايد بن سلطان آل نهيان".

تغريدة الأكاديمي الإماراتي استدعت ردود أفعال، تراوحت بين التأييد والثناء على "كرم الإمارات" ودعمها التاريخي لمصر، والنقد لما اعتبره معارضون امتهانا لقيمة مصر وإذلالا لها بحصر علاقاتها بدول الخليج في مسألة تلقي المعونات والمساعدات، وهي انتقادات طالت "السيسي" بعد كلمته الأخيرة ، والتي اعتبرها منتقدون استجداء مهينا للمعونات وتصغيرا لحجم مصر.

وقال مستخدم، تعليقا على تغريدة "عبدالخالق عبدالله" إن مصر "بها خزائن الأرض"، أو هكذا كان يفترض، كما قال نبي الله يوسف، عليه السلام، من قبل.

واعتبر مغرد يدعى "أحمد المزيني" أن تغريدة "عبدالخالق"، "ليست حبا في زيد ولكن كرها في عبيد"، في إشارة إلى أن دعم أبوظبي لـ"السيسي" ليس حبا له أو لمصر، ولكن كرها في الثورة المصرية وجماعة الإخوان التي حكمت البلاد عام 2012 بعد انتخابات برلمانية ورئاسية مشهود بنزاهتها.

واعتبر "محمد العقيلي" أن ثمة مبالغة في تصريحات "عبدالخالق عبدالله"، لاسيما قوله أن "استقرار مصر من استقرار الإمارات".

وقال رابع ساخرا، إن صندوق الثروة السيادي الإماراتي به ما يزيد على تريليون دولار، مطالبا أبوظبي بتحويل نصفهم إلى مصر، كما يقول صاحب التغريدة باقتسام الأموال مع البلد العربي.

وقال "سعود السليطي": "لو عطيتوهم صندوقكم السيادي كامل بعد مصر محتاجة اضعاف صندوقكم السيادي 6 مرات كل سنة".

بينما رأى الصحفي المصري "محمد طلبة رضوان" أن الدعم الذي يقدمه "محمد بن زايد" ليس لمصر، بل لـ"السيسي" كي لا تقوم قائمة لمصر، على حد قوله.

وكتب اليوتيوبر المصري "أحمد الجاسر" ساخرا: "سمعت إن اللي بنا مصر كان في الأصل إماراتي".

وعلى الجانب الآخر، اعتبر مؤيدون أن كرم الإمارات وحب أهلها لمصر، جعلهم يبكون، كما كتب مغرد يدعى "أسامة شتات".

ووافقه "محمد عبدالقادر"، قائلا: "شكرا أبناء زايد الكرام.. من مصر نحبكم بصدق وتستحقون كل الخير والعزة.. أدام الله عليكم الفضل وزادكم".

وتلقى "السيسي"، منذ 2013، دعما ماليا من السعودية والإمارات والكويت تمثل في منح مالية مباشرة وودائع دولارية علاوة على نفط خام ومشتقات نفطية ووقود، وتزايدت وتيرة هذا الدعم منذ  توليه السلطة رسميا عام 2014.

لكن تلك المعونات والمساعدات، والتي تجاوزت قيمتها 90 مليار دولار، وفق مصادر بالبنك المركزي المصري، وعشرات المليارات على حد وصف "السيسي" نفسه، لم تمنع الأزمة الاقتصادية التي بدأت ملامحها في مصر بعد ذلك بسنوات قليلة، والتي تضخمت بعد تداعيات جائحة كوفيد-19 والحرب الروسية الأوكرانية، إلى أن وصلت لأزمة مالية عنيفة، وسط خروج مليارات الدولارات من البلاد.

وبعد إعلان السعودية، وبعدها الكويت، عن تغيير سياسات منح المساعدات وربطها بإصلاحات، انطلقت انتقادات لتلك الدول من مقربين من السلطات في مصر، تبعها تراشق إعلامي مصري سعودي، لكن "السيسي"، حرص في كلمته بقمة الحكومات الأخيرة في دبي على تهدئة الأمور مجددا،  عبر الثناء على دول الخليج التي قدمت له الدعم سابقا.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

العلاقات الإماراتية المصرية عبدالخالق عبدالله مساعدات خليجية

تمثل ربع الديون.. 42.3 مليار دولار أقساط وفوائد مستحقة على مصر في 2024