أثارت تغريدة كتبها الأكاديمي الإماراتي المقرب من دوائر الحكم في أبوظبي "عبدالخالق عبدالله"، جدلا في مصر، والتي علق فيها على مديح وثناء الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي" للإمارات ورئيسها الشيخ "محمد بن زايد"، بسبب الدعم المالي والنفطي الذي قدمته إلى مصر، بعد إطاحة الجيش بالرئيس المنتخب الراحل "محمد مرسي" صيف 2013.
وكان "السيسي" قال في كلمة مطولة له أمام قمة الحكومات العالمية بدبي، إن "بن زايد" جاء إلى مصر في زيارة عقب إلقاء "السيسي"، الذي كان وزيرا للدفاع آنذاك، بيان 3 يوليو/تموز 2013، والذي أعلن فيه الإطاحة بـ"مرسي" وتعطيل الدستور.
وأضاف "السيسي" أنه التقى، حينها، "محمد بن زايد" لأول مرة، وفوجئ بأنه يعرف طلبات مصر من النفط والبوتاجاز والوقود والمال، وأنه أمر بتسيير السفن من البحر المتوسط والأحمر، والتي كانت محملة بهذه المواد، إلى الموانئ المصرية، مردفا أنه لولا دول الخليج و"محمد بن زايد" لم تكن مصر لتقوم مجددا.
وتعليقا على هذه التصريحات كتب "عبدالخالق عبدالله"، مطالبا من وصفهم بـ"الأشقاء في مصر" بالاطمئنان، قائلا إنه لو لم يكن لدى أبوظبي سوى دولار واحد لاقتسمته مع القاهرة، كما وصى مؤسس الدولة، الراحل الشيخ "زايد بن سلطان آل نهيان".
ليطمئن الاشقاء في مصر، لو لم يكن لدى الإمارات سوى $ واحدا سوف تتقاسمه مع مصر كما اوصى بذلك الأب المؤسس زايد طيب الله ثراه، فاستقرار أم الدنيا وازدهارها هو من ازدهار واستقرار الإمارات. وعندما تكون مصر مشرقة تكون الامارات مشرقة. هكذا كانت وهكذا ستظل العلاقة ابدية بين 🇪🇬 و🇦🇪 pic.twitter.com/7NjzbFcWj0
— Abdulkhaleq Abdulla (@Abdulkhaleq_UAE) February 13, 2023
تغريدة الأكاديمي الإماراتي استدعت ردود أفعال، تراوحت بين التأييد والثناء على "كرم الإمارات" ودعمها التاريخي لمصر، والنقد لما اعتبره معارضون امتهانا لقيمة مصر وإذلالا لها بحصر علاقاتها بدول الخليج في مسألة تلقي المعونات والمساعدات، وهي انتقادات طالت "السيسي" بعد كلمته الأخيرة ، والتي اعتبرها منتقدون استجداء مهينا للمعونات وتصغيرا لحجم مصر.
وقال مستخدم، تعليقا على تغريدة "عبدالخالق عبدالله" إن مصر "بها خزائن الأرض"، أو هكذا كان يفترض، كما قال نبي الله يوسف، عليه السلام، من قبل.
ياسيدي ..مصر بها خزائن الأرض كما قال سيدنا يوسف للملك .
— ♎NABILA (@NegmaEbrahim) February 14, 2023
واعتبر مغرد يدعى "أحمد المزيني" أن تغريدة "عبدالخالق"، "ليست حبا في زيد ولكن كرها في عبيد"، في إشارة إلى أن دعم أبوظبي لـ"السيسي" ليس حبا له أو لمصر، ولكن كرها في الثورة المصرية وجماعة الإخوان التي حكمت البلاد عام 2012 بعد انتخابات برلمانية ورئاسية مشهود بنزاهتها.
ليس حُباً في زَيد ولكن كُرهاً في عبيد
— أحمد المزيني (@zad_5a) February 14, 2023
واعتبر "محمد العقيلي" أن ثمة مبالغة في تصريحات "عبدالخالق عبدالله"، لاسيما قوله أن "استقرار مصر من استقرار الإمارات".
الله يحفظ الجميع
— محمد العقيلي (@mohammedAlagili) February 15, 2023
لكن لفتتني مقوله مكروره
"استقرار مصر من استقرار الامارات"
في تفسير منطقي لهذا كلام ام هي مجاملات وكذب
واصطفافات للتمايز ؟؟؟؟؟
وقال رابع ساخرا، إن صندوق الثروة السيادي الإماراتي به ما يزيد على تريليون دولار، مطالبا أبوظبي بتحويل نصفهم إلى مصر، كما يقول صاحب التغريدة باقتسام الأموال مع البلد العربي.
صندوق الثروة السيادي فيه فوق التريليون دولار
— Mahmoud Waly (@MB_Waly84) February 14, 2023
هاتوا نصه لو صادقين
حولوا ٥٠٠ مليار دولاررفورا لمصر
بتصدروا يوميا ٤ مليون برميل بترول
هاتوا نصهم
عاوزين افعال مش فنجرة بق
وقال "سعود السليطي": "لو عطيتوهم صندوقكم السيادي كامل بعد مصر محتاجة اضعاف صندوقكم السيادي 6 مرات كل سنة".
لا مصر بخير ولاهي مشرقة ولا انتوا بقد مصاريف مصر، لو عطيتوهم صندوقكم السيادي كامل بعد مصر محتاجة اضعاف صندوقكم السيادي ٦ مرات كل سنة.
— سعود السليطي (@saoudalsulaiti) February 14, 2023
بينما رأى الصحفي المصري "محمد طلبة رضوان" أن الدعم الذي يقدمه "محمد بن زايد" ليس لمصر، بل لـ"السيسي" كي لا تقوم قائمة لمصر، على حد قوله.
لا علاقة لمصر أو أشقائكم فيها.. محمد بن زايد يدعم عبد الفتاح السيسي… (كي لا تقوم قائمة لمصر).
— Mohamed Tolba Redwan (@Tolba_Radwan) February 14, 2023
وكتب اليوتيوبر المصري "أحمد الجاسر" ساخرا: "سمعت إن اللي بنا مصر كان في الأصل إماراتي".
سمعت إن اللي بنا مصر كان في الأصل إماراتي
— احمد الجاسر 🔴 (@xjkMMR7hDF7IXwg) February 13, 2023
وعلى الجانب الآخر، اعتبر مؤيدون أن كرم الإمارات وحب أهلها لمصر، جعلهم يبكون، كما كتب مغرد يدعى "أسامة شتات".
جعلتني ابكي ياشيخ بارك الله لك ومتع الامارات حكامها واهلها بالامن والامان والرفعه والخير الوفير تسلم
— اسامه شتات المحامي بالنقض (@AsamhBalnqd) February 14, 2023
ووافقه "محمد عبدالقادر"، قائلا: "شكرا أبناء زايد الكرام.. من مصر نحبكم بصدق وتستحقون كل الخير والعزة.. أدام الله عليكم الفضل وزادكم".
شكرا أبناء زايد الكرام. من مصر نحبكم بصدق وتستحقون كل الخير والعزة
— Mohamed Abdelkader (@Sneferu2222) February 14, 2023
ادام الله عليكم الفضل وزادكم
وتلقى "السيسي"، منذ 2013، دعما ماليا من السعودية والإمارات والكويت تمثل في منح مالية مباشرة وودائع دولارية علاوة على نفط خام ومشتقات نفطية ووقود، وتزايدت وتيرة هذا الدعم منذ توليه السلطة رسميا عام 2014.
لكن تلك المعونات والمساعدات، والتي تجاوزت قيمتها 90 مليار دولار، وفق مصادر بالبنك المركزي المصري، وعشرات المليارات على حد وصف "السيسي" نفسه، لم تمنع الأزمة الاقتصادية التي بدأت ملامحها في مصر بعد ذلك بسنوات قليلة، والتي تضخمت بعد تداعيات جائحة كوفيد-19 والحرب الروسية الأوكرانية، إلى أن وصلت لأزمة مالية عنيفة، وسط خروج مليارات الدولارات من البلاد.
وبعد إعلان السعودية، وبعدها الكويت، عن تغيير سياسات منح المساعدات وربطها بإصلاحات، انطلقت انتقادات لتلك الدول من مقربين من السلطات في مصر، تبعها تراشق إعلامي مصري سعودي، لكن "السيسي"، حرص في كلمته بقمة الحكومات الأخيرة في دبي على تهدئة الأمور مجددا، عبر الثناء على دول الخليج التي قدمت له الدعم سابقا.