فورة دبلوماسية مساعدات الزلزال تقرب تركيا من خصوم الأمس

الخميس 16 فبراير 2023 04:31 م

أدى تضامن ما بعد الزلزال إلى تحسن علاقات تركيا مع اليونان وأرمينيا وإسرائيل، إلا أن العلاقات بين تركيا وسوريا لم تتحسن رغم معاناتهما المشتركة من الكارثة.

وأشار الكاتب  هيم تستكين" في مقال نشره موقع المونيتور، وترجمه الخليج الجديد، إلى أن المساعدات في أعقاب الزلزالين الهائلين بتركيا، أدت لفورة دبلوماسية، حيث سارعت الدول التي تم تصويرها على أنها "أعداء" للمساعدة في البحث عن ناجين وتقديم الإغاثة الإنسانية.

ويشير "تستكين" إلى أن بعض الأفكار السائدة، تغيرت حيث كان الإسلاميون في تركيا يتبنون فكرة أن المسلمين وحدهم يمكن أن يكونوا إخوة لبعضهم البعض، بينما روج القوميون لشعار أن "الأتراك ليس لديهم أصدقاء سوى الأتراك".

لكنه في ذات الوقت لا يرجح أن يؤدي تدفق الدعم الدولي إلى صفحات جديدة في جميع العلاقات الخارجية التركية المضطربة، لكنه أظهر أن العداوات لا يمكن أن تستمر إلى الأبد.

ويشير "تستكين" في مقاله إلى أن إحدى أبرز مبادرات الدعم جاءت من أرمينيا، التي تفتقر إلى علاقات دبلوماسية رسمية مع تركيا وخسرت حرب كاراباخ المتنازع عليها لصالح أذربيجان المدعومة من تركيا في عام 2020.

وللمرة الأولى منذ أكثر من 3 عقود، فتحت تركيا الحدود يوم السبت للسماح بدخول الشاحنات الأرمينية التي تحمل مساعدات إنسانية وعمال إنقاذ، كما قام وزير الخارجية الأرميني "أرارات ميرزويان" بزيارة مدينة أديامان التي ضربها الزلزال.

كانت تركيا وأرمينيا قد بدأتا بالفعل محادثات التطبيع قبل الكارثة، لكن المناخ السياسي في تركيا لا يزال بعيدًا عن تعزيز المشاعر الودية تجاه أرمينيا مع بقاء نقاط الخلاف الرئيسية، مثل طرق النقل وكاراباخ إشكالية.

مع ذلك، يعتبر "تستكين" أن مساعدة أرمينيا في الزلزال برزت كفرصة للدبلوماسية العامة وكانت زيارة "ميرزويان" إلى أديامان بداية جيدة.

ويشير المقال لحالة أخرى، حيث تبرز اليونان كجار آخر سارع للمساعدة بالرغم من التوترات المستمرة مع تركيا بشأن النزاعات الإقليمية في بحر إيجه والتهديدات المتكررة من قبل "أردوغان" بأن الجيش التركي "قد يأتي إليكم فجأة ذات ليلة."

وفي هذا السياق، قاد وزير الحماية المدنية اليوناني شخصيًا تسليم الإمدادات الإنسانية إلى تركيا، وزار وزير خارجيتها، "نيكوس ديندياس"، هاطاي، وهي واحدة من أكثر المقاطعات تضررًا، مع نظيره التركي "مولود تشاووش أوغلو"، الأسبوع الماضي. وصرح الوزير "لسنا بحاجة إلى انتظار الكوارث الطبيعية لتحسين علاقاتنا".

وحظي عمال الإنقاذ اليونانيون بامتنان كبير من الجمهور التركي لإنقاذهم الأرواح تحت الأنقاض، ولكن على المرء أن يدرك أن هذا لا يكفي لفتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية المحفوفة بمجموعة من المشاكل طويلة الأمد، بما في ذلك النزاعات الإقليمية، وقبرص وعسكرة الجزر القريبة من الساحل التركي.

وعلى الجانب الآخر، لم ترحب تركيا  بمساعدة القبارصة اليونانيين، ورُفض عرضهم بإرسال فريق بحث وإنقاذ بأدب.

كانت إسرائيل، أحد الأطراف المستفيدة من دبلوماسية الزلزال، التي أعادت العلاقات مؤخرًا مع تركيا، وقد اتصل الرئيس الإسرائيلي "إسحاق هرتسوج"، بأردوغان بعد وقت قصير من الزلزال الأول،

والتقى وزير الخارجية "إيلي كوهين" بالرئيس التركي في أنقرة يوم الثلاثاء، في حين ترك 450 فردا من فريق الإنقاذ بصماتهم على الجهود المحمومة لانتشال الناجين من تحت الأنقاض، ومن المتوقع أن تضيف كل هذه الخطوات زخمًا لعملية التطبيع.

ويضيف "تستكين" أن حلفاء الناتو مثل فرنسا والولايات المتحدة، اللذان غالبًا ما كانا على خلاف مع "أردوغان"، عرضوا الدعم، وكذلك فعلت فنلندا والسويد، اللتان تمنع تركيا عضويتهما في الناتو.

وكانت الصين، التي غالبًا ما ألقت معاملتها لمجتمع الأويجور بظلالها على العلاقات الثنائية مع تركيا، قد فازت بقلوب الأتراك بإرسال 467 من عمال الإنقاذ ومعدات عالية التقنية حيث شكلت خامس أكبر فريق إنقاذ بعد أذربيجان وإسبانيا والصين وإسرائيل.

وسافر "نيجيرفان بارزاني"، رئيس حكومة إقليم كردستان العراق أيضًا إلى المنطقة المنكوبة بالزلزال لإظهار التضامن.

ومع ذلك، فشلت الكارثة في إحداث أي ذوبان بين تركيا وسوريا، حيث عانت مناطقها الشمالية، بما في ذلك عفرين التي تسيطر عليها تركيا، من الموت والدمار على نطاق واسع من الزلازل أيضًا.

ويشير المقال إلى أن أنقرة رفضت السماح للسوريين بالعبور إلى تركيا، لكنها وافقت على إعادة فتح معبرين حدوديين لمدة 3 أشهر بالإضافة إلى المعبر على الحدود مع إدلب للسماح بتدفق المساعدات الإنسانية التي تنسقها الأمم المتحدة.

وعرقل المتمردون المدعومون من تركيا قوافل المساعدات القادمة من الشمال الشرقي الذي يديره الأكراد لعدة أيام قبل أن تصل إلى المناطق التي ضربها الزلزال في الشمال الغربي، وألقت مصادر كردية باللوم على تركيا.

ويذهب كاتب المقال إلى أن أنقرة لم تسمح بأي تحرك يمكن أن يؤثر على الوضع الراهن في عفرين أو إدلب التي يسيطر عليها الجهاديون.

وينوه إلى أن المحافظات التركية التي دمرها الزلزال هي موطن لأعداد كبيرة من اللاجئين السوريين الذين يواجهون الآن البؤس وعدم اليقين المتجدد والمشاعر المعادية للاجئين وخطاب الكراهية، حيث يرى الكثيرون في الكارثة فرصة لإعادة اللاجئين.

المصدر | فهيم تاشتكين/ المونيتور – ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

اليونان تركيا أرمينيا الزلزال

معهد دول الخليج: استجابة السعودية لزلزال سوريا تعكس تغيرات تنظيمية بجهودها الإغاثية 

دبلوماسية الزلزال.. هل تنفك أزمات تركيا مع اليونان وأرمينيا بعد لقطات التضامن؟