كارنيجي: صفقة متكاملة قادمة تؤشر بحل الأزمة اللبنانية.. وهذا دور قطر

الجمعة 17 فبراير 2023 08:08 م

رأى المحلل السياسي "مايكل يونج" أن ثمة أمر ما قيد التبلور في الشأن اللبناني، على غرار اتفاق الدوحة 2008، من المحتمل أن يتم عبر صفقة متكاملة إقليمية ومحلية، تقود في نهاية المطاف إلى حل الأزمة اللبنانية.

واستشهد "يونج" في تحليل نشره مركز "كارنيجي" بالاجتماع الخماسي الذي استضافته باريس الأسبوع الماضي، وضم ممثلين عن الولايات المتحدة وفرنسا وقطر ومصر والسعودية، بهدف الاتفاق على خريطة طريق من شأنها مساعدة لبنان على الخروج من أزمته السياسية والاقتصادية اللامتناهية.

وأشار إلى أنه يبدو أن سلسلة من المفاوضات تدور خلف الكواليس حول من سيخلف ميشال عون في رئاسة الجمهورية، ما أدّى إلى فتح نقاشٍ أوسع حول هوية رئيس الوزراء المقبل، وإمكانية حصول لبنان على حزمة الدعم المالي للتخفيف من هول المآسي الاقتصادية التي يعانيها.

وذكر بأنه يبدو أن العمل لا يزال جار للتوصل إلى اتفاق جديد على غرار اتفاق الدوحة الذي حال دون وقوع حرب أهلية في لبنان، ثم أفضى إلى انتخاب ميشال سليمان رئيسًا للجمهورية وتشكيل حكومة وحدة وطنية.

وتابع: "في حين أن بنوده (الاتفاق الجديد المحتمل) لا تزال غير واضحة المعالم، ونجاحه غير مؤكّد، يتمحور النقاش بأكمله حول حلٍّ سياسي مرتبط بالنزاعات في المنطقة، مع إضافة بعدٍ اقتصادي إليه".

وذكر "يونج" أنه على الرغم من البعض أبدى تشاؤما بعدم خروج بيان حول الاجتماعي الخماسي في باريس، لكن هذا في غير محله، لأن أحد الأسباب المحتملة خلف عدم إصدار بيان هو أن فرنسا فضّلت ترك المجال مفتوحًا أمام مزيدٍ من المشاورات مع دول أخرى، ولا سيما إيران.

ووفق لذلك، يرى "يونج" أن قطر في موقع ممتاز في الوقت الحالي يخولها بأداء دور الوساطة بين طهران والسعودية، ناهيك عن تمتّعهم بعلاقات ودّية جدًّا مع الأمريكيين والفرنسيين، كما أن لدى الدوحة اتصالات وثيقة بالساحة اللبنانية المحلية، وتجمعهم منذ فترة طويلة روابط بحزب الله.

صفقة متكاملة

وفق "يونج" تنطوي الصفقة المتكاملة الأوسع نطاقًا لحل الأزمة في لبنان على عناصر كثيرة تتعدّى مواصفات من سيتولّى رئاسة الجمهورية أو رئاسة الحكومة.

وأوضح أنه بالنسبة للسعوديين، ستكون الأولوية رؤية ما ستقدّمه إيران من تنازلات في النزاع اليمني مقابل تقديم السعودية المساعدة إلى لبنان الذي يُنظَر إليه بأنه تحت تأثير طهران.

وأضاف أنه على الرغم من عدم تجديد الهدنة في اليمن في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، استأنفت السعودية وحركة أنصار الله المعروفة بالحوثيين، محادثاتهما عبر القنوات الخلفية من أجل إطالة أمد الهدنة والتفاوض على حلٍّ أوسع.

ومما لا شك فيه أن ذلك سيؤدّي إلى تحسين الأجواء في المفاوضات المتعلقة بلبنان.

وذكر أنه يبدو أيضًا أن حزب الله يسعى إلى حلٍّ أكثر توافقية للخروج من المأزق اللبناني، نظرًا إلى أنه لا يملك أكثرية في المجلس النيابي، وبالتالي فهو مضطرّ إلى المساومة مع خصومه، وحتى مع بعض حلفائه، من أجل التوصل إلى اتفاق حول رئيس الجمهورية.

مرشح مرضي للجميع

وفق يونج تستغرق مسائل على غرار تعيين الأشخاص في المناصب، قدرا من الوقت لمعالجتها، ومن أجل التوصّل إلى صفقة يتم الاتفاق بشأنها على مستويات التفاوض المتعدّدة، لا بدّ من إرضاء الجميع.

من المُستبعَد أن يقبل حزب الله برئيس مقرّب جدًّا من السعوديين والأمريكيين والفرنسيين والمصريين، لكنه عالقٌ أيضًا في معضلة، فهو غير قادر على فرض سليمان فرنجية على مجلس النواب،

لا بل أن حزب الله أقل قدرة حتى على فرضه على الطائفة المسيحية التي ترفض الآن أكثر من أي وقت مضى، أن تختار الأكثرية المسلمة الممثّلين الأساسيين للمسيحيين في الدولة.وهكذا، بات حزب الله مرغمًا على البحث عن أسماء بديلة قد لا تكون مثالية بالنسبة إليه، إنما سيُضطرّ إلى قبولها ربما من أجل بلوغ اتفاق شامل.

لذا، يبدو من السابق لأوانه الآن التداول بأسماء مرشّحين رئاسيين محدّدين، فاسم المرشّح الذي سيتصدّر السباق الرئاسي سيأتي حصيلة المساومات الإقليمية والمحلية.

وأوضح "يونج" أنه لن يتم انتخاب فرنجية اليوم، ولا قائد الجيش جوزيف عون.

لكن، في حال تم التوصل إلى اتفاق بين كلٍّ من الدول الخمس المشاركة في اجتماع باريس وإيران وحزب الله، ما يدفع سائر الفرقاء اللبنانيين إلى القبول به، فهذا يعني أن جميع المرشحين لا يزال لديهم فرصة، وأن الخيار سيقع على من سيستوفي بالدرجة الأكبر الشروط النهائية للاتفاق.

وأضاف يونج أنه يجب التخلّص من وهم أن اللبنانيين سيتوصّلون، من تلقاء أنفسهم، إلى اتفاق على رئيس جديد للجمهورية ورئيسٍ للحكومة.

وأكد على أنه ليس لدى الأفرقاء اللبنانيين أي حافز لتسهيل بلوغ هذه النتيجة، فهم يتوقون إلى معرفة المحفزات المالية التي سيتضمّنها الاتفاق، والتي لا يمكن أن تصدر سوى عن المشاركين الخليجيين.

إذا كان القطريون مستعدّين لدفع سلفة على أرباحهم من المشاركة في حقل قانا، كما ألمح بعض المراقبين مؤخرًا، فقد يكون إبرام صفقة سياسية متكاملة مربحًا أيضًا من الناحية الاقتصادية.

وخلص إلى أنه ثمة أمرٌ ما قيد التبلور في الشأن اللبناني، حتى لو أن المباحثات ما زالت مستمرة في الوقت الراهن.

المصدر | مايكل يونج/كارنيجي- الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

أزمة لبنان حل الأزمة اللبنانية صفقة إقليمية وساطة قطرية حزب الله إيران السعودية

لبنان يستيقظ على توقيتين مختلفين.. الطائفية أكبر من الشتوي أو الصيفي

مسؤول قطري رفيع يزور لبنان الإثنين المقبل