دبلوماسي أمريكي سابق يحدد 3 أهداف من زيارة وزير الخارجية العراقي لواشنطن

الأحد 19 فبراير 2023 06:34 م

سلّط دوجلاس سيليمان، رئيس معهد دول الخليج العربية في واشنطن، والسفير الأمريكي السابق لدى بغداد، الضوء على الدوافع والأهداف الرئيسية من الزيارة التي أجراها مؤخرا وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين للعاصمة الأمريكية.

وقال سيليمان، في تحليل نشره موقع معهد دول الخليج العربية في واشنطن، أن حسين كان أول ممثل رفيع المستوى لرئيس الوزراء العراقي الجديد محمد شياع السوداني يزور الولايات المتحدة الأمريكية.

ولفت السفير السابق إلى أن الزيارة التي ركزت على الأبعاد الاقتصادية والمالية، تعتبر بمثابة مؤشر قوي على وصول العلاقات بين واشنطن وبغداد إلى مرحلة جديدة وصحية.

وعقّب أنه بالرغم من تلك التطورات، سيحتاج كلا الجانبين العراقي والأمريكي اتخاذ المزيد من الخطوات للحفاظ على الزخم الإيجابي.

وحدد سيليمان في تحليله 3 أهداف وراء زيارة حسين والوفد العراقي لواشنطن، والتي جرت في الفترة من 9 إلى 15 فبراير/شباط الجاري.

تجنب العقوبات الأمريكية

وذكر السفير الأمريكي أن الهدف الأول من زيارة حسين يتمثل في السعي لتجنب فرض عقوبات أمريكية على الحكومة العراقية بسبب تهريب الدولار إلى إيران، والتجارة واستيراد الغاز الطبيعي والكهرباء من الدولة الفارسية، فضلا عن التعاملات التجارية مع روسيا.

واعتبر سيليمان أنه فيما يتعلق بإيران، فقد حقق حسين بعض النجاح بحجة أن العراق بحاجة إلى الحصول على الدولار الأمريكي؛ لإجراء تجارة دولية مشروعة، وأن العراق يعتمد على إيران في أكثر من 40% من إنتاجه من الكهرباء.

وبيّن أنه يمكن للعقوبات الأمريكية حال فرضها على بغداد أن تؤدي إلى قطع إمدادات الغاز والكهرباء الإيرانية؛ مما سيكون له آثار كارثية على العراق والمنطقة.

وأضاف السفير أن أعضاء آخرون بوفد حسين عملوا خلال الزيارة مع وزارة الخزانة الأمريكية ومسؤولي الاحتياطي الفيدرالي لصقل التفاصيل الفنية لمراقبة البنك المركزي العراقي للوجهة النهائية للمعاملات بالدولار الأمريكي في العراق؛ لتعزيز الثقة في أن عددًا أقل من الدولارات الأمريكية سيجد طريقه إلى إيران.

ولفت إلى أن الفقرة شديدة اللهجة حول أسواق العملات في البيان المشترك للجنة التنسيق العليا بين البلدين؛ أظهرت النجاح في الحصول على بعض المرونة من واشنطن، لكنها أوضحت أيضًا أن توقعات الولايات المتحدة بشأن الإجراءات العراقية عالية.

بنفس المنوال، جادل الوفد العراقي بأن روسيا جزء مهم من اقتصاد العراق، لذلك يجب على واشنطن تخفيف القيود المفروضة على المعاملات مع موسكو.

على سبيل المثال، استشهد الوفد بشراء شركة النفط الروسية العملاقة روسنفت حصة 60% في خط أنابيب تصدير النفط الرئيسي لكردستان العراق في عام 2017، كما التزمت الشركة الروسية في عام 2018 بتمويل خط أنابيب غاز في إقليم كردستان أيضًا.

ومع ذلك، يبدو أن واشنطن لم تجد الحجج الداعية إلى المرونة في التعاملات مع روسيا مقنعة، واستمرت في موقفها المتشدد ضد تعاملات بغداد الاقتصادية مع موسكو.

استثمارات الغاز المصاحب

أما الهدف الثاني لزيارة حسين لواشنطن، وفق سيليمان، فيتمثل في محاولة إقناع الإدارة الأمريكية بزيادة استثماراتها الحكومية والخاصة في استغلال الأحجام الكبيرة المهدرة للغاز المصاحب لاستخراج النفط التي يتم حرقها.

وذكر الوفد أن العراق ينفق 4 مليارات دولار كل عام لاستيراد الغاز الطبيعي والكهرباء من إيران، وبدعم من الحكومة الأمريكية والقطاع الخاص لاستغلال الغاز المصاحب المهدر يمكن استبدال تلك الواردات الإيرانية، واستغلال تلك الأموال لتوفير الخدمات للعراقيين.

وبحسب السفير الأمريكي، فإن البيان المشترك يظهر دعم الحكومة الأمريكية القوي لمواصلة تطوير قطاع الطاقة في العراق.

دفاع عن السوداني

وتحدث السفير عن أن الهدف الثالث يتمثل في محاولة الدفاع عن رئيس الوزراء العراقي ونفي الاتهامات بأنه مدعوم من |يران والأحزاب الموالية لها في العراق.

وأضاف أو الوفد العراقي حاول من وراء الكواليس تخفيف المخاوف في الإدارة الأمريكية والكونجرس من أن رئيس الوزراء السوداني هو نتاج دعم إيراني.

وأوضح أن الوفد جادل بأن الدعم السياسي لرئيس الوزراء لا يأتي فقط من الأحزاب السياسية الموالية لإيران، ولكن من الحزبين الكرديين الرئيسيين والأحزاب السنية والمسيحيين والشيعة المعتدلين.

بالإضافة إلى دعم السوداني العلني للقوات الأمريكية، أشاروا إلى تركيزه المبكر في سياسته على تقديم الخدمات للعراقيين واتخاذ خطوات لمواجهة الفساد.

ولفت السفير الأمريكي السابق إلى أن الوفد ضغط أيضا بأدب خلال زيارته من أجل أن تتم دعوة السوداني لزيارة البيت الأبيض في المستقبل غير البعيد؛ كإشارة على دعم واشنطن.

وعقّب الوفد أن هذه الدعوة، حال حدوثها، سوف تساعد رئيس الوزراء في تنفيذ سياسات، مثل الإصلاح الاقتصادي والإداري، التي لا تحظي بدعم من الأحزاب والميليشيات الموالية لإيران.

وخلص السفير إلى أنه يمكن القول إن أهم إنجازات زيارة حسين ووفده لواشنطن هي ببساطة إعادة العراق إلى خريطة السياسة الخارجية الأمريكية بطريقة إيجابية.

وأضاف أنه لتوسيع جدول الأعمال بما يتجاوز التدفقات المالية، يجب على بغداد أن تفكر في القيام برحلات أكثر تكرارا إلى واشنطن من قبل المسؤولين على مستوى مجلس الوزراء، وخاصة أولئك الذين لديهم حقائب اقتصادية.

وبيّن أنه يمكن للتقدم الملموس في معالجة القضايا التي تواجه الأقليات في العراق - وخاصة أكراد العراق واليزيديين والمسيحيين - أن يحظى بدعم سياسي أكبر في واشنطن.

المصدر | دوجلاس سيليمان/ معهد دول الخليج العربية في واشنطن- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين العلاقات الأمريكية العراقية أسباب زيارة وزير الخارجية العراقي لواشنطن

العراق ينفي تعرضه لضغوط أمريكية للتطبيع مع إسرائيل

ضمن جولته في المنطقة.. وزير الدفاع الأمريكي يصل إلى العراق (فيديو)