مصير "القيصر" بوتين هل تحدده حرب أوكرانيا؟.. واشنطن بوست تتساءل

الاثنين 20 فبراير 2023 12:31 م

يحب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (70 عاما) تصوير نفسه على أنه "قيصر جديد" مثل بطرس الأكبر أو إيفان الثالث في القرن الـ15 والمعروف باسم "موحد الأراضي الروسية"، وفق تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.

لكن حرب بوتين، المستمرة منذ عام في أوكرانيا، فشلت حتى الآن في تأمين الأراضي التي يهدف إلى الاستيلاء عليها، ويوجد خوف في روسيا من أنه يقود البلاد إلى فترة مظلمة من الصراع والركود أو ما هو أسوأ، بحسب التقرير الذي ترجمه "الخليج الجديد".

ويقول أفراد في النخبة إن بوتين بحاجة ماسة الآن إلى نصر عسكري لضمان بقائه. ولكن حتى مع تعرضه لهزائم عسكرية متكررة، شدد بوتين قبضته الاستبدادية في الداخل، مستخدما الحرب لتدمير أي معارضة وهندسة مجتمع منغلق معادٍ لليبراليين ومحبي موسيقى الجاز ومثليي الجنس والمتحولين جنسيا والحرية والديمقراطية على النمط الغربي.

منصب محفوف بالمخاطر

ويرى المؤيدون لبوتين أنه لا يمكن أن يخسر في أوكرانيا، بفضل ثروة روسيا الهائلة من الطاقة والأسلحة النووية والعدد الهائل من الجنود الذين يمكن دفعهم إلى ساحة المعركة.

لكن مسؤولين تنفيذيين في الشركات ومسؤولين حكوميين يقولون إن منصب بوتين في القمة قد يكون محفوفا بالمخاطر مع تزايد الشكوك حول تكتيكاته بين النخبة.

وبالنسبة لكثيرين منهم، ضحت مناورة بوتين بـ30 عاما من التقدم الذي تم إحرازه منذ انهيار الاتحاد السوفييتي (عام 1991)، وتصيب رؤية بوتين لروسيا العديد من أفراد النخبة ومسؤولي الدولة بالرعب، حيث يثقون في أن الحرب كانت خطأ كارثيا، لكنهم يظلون خائفين وصامتين.

وقال الدبلوماسي الروسي الوحيد الذي استقال علنا من منصبه بسبب الحرب، بوريس بونداريف، الذي كان يعمل في بعثة الأمم المتحدة بجنيف: "في النخبة ما زالوا يخشون فعل أي شيء بأنفسهم.. اعتادوا أن يقرر بوتين كل شيء".

وتابع: "يعتقد الناس أن الوضع ليس سيئا للغاية. يجب أن تكون هناك خسارة عسكرية كاملة، وعندها فقط سيدركون أنهم بحاجة إلى القيام بشيء ما".

استسلام مستبعد

يبدو أن ما تتفق عليه جميع المعسكرات هو أن بوتين لا يظهر أي استعداد للاستسلام.

ومع تدهور وضع روسيا في ساحة المعركة في الأشهر الأخيرة، قام بتغيير قادته وشن غارات جوية وحشية على البنية التحتية المدنية وهدد باستخدام الأسلحة النووية.

الآن، ومع تعزيز قواته بالمجندين واستعدادهم لشن هجمات جديدة، يحتاج بوتين إلى انتصار للحفاظ على مصداقيته.

مجتمع عسكري قومي

مع تزايد عدد الضحايا في أوكرانيا، تبدو موسكو مدينة متلألئة ومتعالية وغير مبالية، حيث تمتلئ مطاعمها ومقاهيها برواد شباب يرتدون ملابس رياضية أوروبية ويلتقطون صورا سيلفي بأحدث هواتف آيفون ويطلبون البيتزا.

ولكن تحت ذلك، ينشئ بوتين مجتمعا ذا طابع عسكري وقومي يتغذى على الدعاية ومهووس بحرب "وجودية" إلى الأبد ضد الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي "الناتو".

وحتى الآن، لم يكن لدى أي شخص في السلطة الجرأة للاعتراض ليس علنا على الأقل.

ومنذ أن تولى بوتين الرئاسة في 2000، استندت شرعيته إلى شعبيته ومكانته بين النخبة، مدعومة بقدرته على بث الخوف عبر مصادرة بعض أصولهم وإلقاء آخرين في السجن، لكن الهزائم في أوكرانيا أثرت عليه، وفق الصحيفة الأمريكية.

ويبدو بوتين مسكونا باللحظة التي كان فيها الاتحاد السوفييتي، بصفته ضابطا شابا يعمل في جهاز المخابرات السوفييتية (KGB) ويخدم في مدينة دريسدن الألمانية، ثم "تخلى عن موقعه في أوروبا" مع انهيار جدار برلين (1989).

ولكن حتى لو أجبر بوتين أوكرانيا بطريقة ما على الاستسلام والتنازل عن الأراضي المحتلة، فإن أولئك الذين ينتمون إلى النخبة الذين يميلون نحو مجتمع أكثر ليبرالية سيخسرون أكثر من غيرهم.

ومن المرجح أن تظل العقوبات الاقتصادية الغربية سارية، وسيتعرض بعض أفراد النخبة  بلا شك للضغط من أجل إعادة إعمار أراضي روسيا الجديدة. ويتوقع محللون عملية تطهير واسعة النطاق.

الهدف العسكري

يواجه بوتين استياء متزايدا من "القوميين الصقور" الذين يقولون إنه كان يجب أن يتصرف بشكل أكثر جذرية للاستيلاء على كييف، كما ينتقده فصيل ذو ميول ليبرالية يعتقد أن الحرب خطأ فادح.

وبين الفريقين، يرى المحللون المؤيدون للكرملين أن التصعيد، عبر ضخ المزيد من الجنود وزيادة الإنتاج العسكري، هو الطريق إلى النصر.

ويبدو أن هذا يتناسب مع شخصية بوتين، ولكن لا أحد يعرف حقا الهدف العسكري الحالي أو ما قد يعتبره هو نصرا، بحسب الصحيفة.

ويقول البعض إنه سيوافق على الاستيلاء على جميع مناطق دونيتسك ولوهانسك الشرقية في أوكرانيا، حيث بدأ في إثارة حرب انفصالية عام 2014، بينما يرى آخرون أنه لم يتخل عن خططه للاستيلاء على كييف والإطاحة بالحكومة (المدعومة من الغرب).

المصدر | واشنطن بوست - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

من ساحة المعركة.. 3 رسائل من بايدن إلى زيلينسكي وبوتين (خبراء)

كيف تدير الحكومة الأوكرانية ماكينة الدولة والحرب بعد عام من بدء الغزو؟

محاولة لتطبيع الحرب والعزلة.. قراءة في خطاب بوتين للروس

عام على حرب أوكرانيا.. القتال مستمر لحين تجهيز طاولة التفاوض

كيف كشفت الحرب الروسية الأوكرانية شخصيات بوتين المتعددة؟