من ساحة المعركة.. 3 رسائل من بايدن إلى زيلينسكي وبوتين (خبراء)

الثلاثاء 21 فبراير 2023 07:32 ص

اعتبر خبراء أن زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن المفاجئة إلى كييف، الإثنين، حملت حزمة رسائل أبرزها استمرار الدعم الأمريكي والغربي للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مواجهة الغزو الروسي.

كما أنها تؤكد رفض واشنطن لأي "تسوية سيئة" مع روسيا، إلى جانب تذكير رئيسها فلاديمير بوتين بفشله في إخضاع أوكرانيا بالرغم من مرور عام منذ بدء الحرب، وفق تقرير لمركز أبحاث "أتلانتك كوانسل".

ليست قوية

وقال جون هيربست، وهو سفير أمريكي سابق في أوكرانيا، إن زيارة بايدن تعكس سياساته، وهي مفيدة وسليمة لكنها ليست قوية أو ذات رؤية، وفق التقرير الذي ترجمه "الخليج الجديد".

وتابع: كانت زيارة بايدن مفيدة وإيجابية وضرورية. واستراتيجية بايدن المكونة من ثلاثة أجزاء هي استراتيجية سليمة: حشد الحلفاء والشركاء لتوفير الأسلحة والمساعدات الأخرى لأوكرانيا  وفرض عقوبات كبيرة على موسكو، وتعزيز دفاعات (حلف) الناتو في الشرق. ومن المؤكد أن هذه السياسة منعت بوتين من إخضاع أوكرانيا لمدة عام.

واستدرك هيربست: لكنها سياسة ليست قوية ولا ذات رؤية. والزيارة انعكاس لذلك. على رجل الدولة أن يرتقي إلى مستوى التحدي المتمثل في عدوان بوتين عبر تحديد التهديدات للمصالح الأمريكية الحيوية.. فتصريحات الكرملين وأفعاله تقول إن الانتصار في أوكرانيا يمكن أن يتبعه تهديد مباشر لحلفاء واشنطن في الناتو. وهو ما يمثل خطرا على أمن الولايات المتحدة وازدهارها".

واعتبر أنه على رجل الدولة (يقصد بايدن) أن يعلن بوضوح أن هدف الولايات المتحدة هو انتصار أوكرانيا أو هزيمة الكرملين، ما يعني إعطاء أوكرانيا أنظمة الأسلحة، ولاسيما الدبابات والطائرات المقاتلة المتقدمة.

نطاق القتال

أما "أولا شمشور"، وهو سفير أوكراني سابق في واشنطن، فاعتبر أن زيارة بايدن مهمة كدليل على دعم الولايات المتحدة القوي لنضال أوكرانيا، وخاصة لمواجهة الشكوك التي أثارتها مواقف بعض أعضاء الكونغرس الجمهوريين.

وأردف: كانت رسالة استمرار المساعدة العسكرية والاقتصادية والإنسانية من جانب التحالف المناهض لبوتين، بقيادة الولايات المتحدة، مهمة للغاية بالنسبة إلى الأوكرانيين.

ورأى أنه كان المقصود من الإعلان عن حزمة أسلحة جديدة خلال الزيارة تعزيز هذه الرسالة. لكن بما أن الأسلحة الموجودة في الحزمة (التي أعلنها بايدن من كييف) هي إلى حد كبير ما التي وافقت واشنطن بالفعل على إرسالها، فقد يستنتج المرء أن النقاش في واشنطن لن ينتهي قريبا بشأن نطاق القتال وقوة الأسلحة المقدمة إلى أوكرانيا.

لا تسوية سيئة

اعتبر دانيال فرايد، وهو مساعد سابق لوزير الخارجية الأمريكية لأوروبا وأوراسيا، أن زيارة بايدن لا تغير سياسة الولايات المتحدة لدعم حرية أوكرانيا، لكنها تظهر التزام واشنطن وتصميمها على نجاح هذه السياسة.

وأضاف: ليست زيارة  يمكن أن يقوم بها رئيس إذا كانت الولايات المتحدة تخطط لدفع أوكرانيا إلى تسوية سيئة بشروط بوتين. إنها رحلة تبعث برسالة إلى بوتين حول استمرار الدعم الأمريكي لكييف.

وشدد على أنه من خلال دعم أوكرانيا ضد حرب الغزو، فإن الولايات المتحدة وأوروبا ودول أخرى تعمل على تعزيز مصالحها وقيمها. وزيارة كييف تمنح هذه الرسالة قوة أكبر.

الرأي العام الأمريكي

فيما قالت ميليندا هارينج إنه "على الرغم من بايدن كان أحد آخر زعماء العالم الرئيسيين الذين زاروا كييف التي مزقتها الحرب، إلا أن الأوكرانيين يشعرون بالإرهاق من القتال ويحتاجون إلى التأكد من أنهم لم يُنسوا. عززت زيارته معنوياتهم. وانتقل الأوكرانيون العاديون إلى وسائل التواصل الاجتماعي للتعبير عن امتنانهم لرمزية الزيارة".

وتابعت: كلمات بايدن بأن الولايات المتحدة ستقف إلى جانب أوكرانيا "مهما استغرق الأمر" تتماشى تماما مع الرأي العام الأمريكي (قبل الانتخابات الرئاسية في 2024)، فبعد مرور عام على الحرب يريد 65% من الأمريكيين مواصلة دعم أوكرانيا لاستعادة أراضيها حتى لو كان ذلك يعني صراعا طويل الأمد.

لكن زيارة بايدن رفعت التوقعات أيضا، إذ يريد الأوكرانيون ويتوقعون المزيد من المساعدة، لكن كل حزمة مساعدة إضافية كبيرة يأذن بها الكونجرس ستكون صعبة للغاية، بحسب هارينج.

رد فعل مرير

على الجانب الروسي، بحسب بيتر ديكنسون، أثارت زيارة بايدن مزيجا من الصدمة والغضب، وعلى التلفزيون الرسمي حاول المعلقون تجنب خجل بوتين بالإصرار على أن موسكو يجب أن تكون قد أعطت واشنطن "ضمانات أمنية" مسبقة حتى تستمر الزيارة.

وتابع: لكن الصحفي البارز المؤيد للكرملين سيرجي ماردان وصف الزيارة بأنها "إذلال ظاهري لروسيا" واستهزأ بادعاءات نظام بوتين بشن "حرب مقدسة" ضد الغرب.

وفي أماكن أخرى على وسائل التواصل الاجتماعي الروسية أثارت الزيارة موجة من الدعوات إلى قصف كييف ومدن أوكرانية أخرى، وفق ديكنسون.

وختم بأنه: ليس من الصعب أن ندرك لماذا أثار وجود بايدن في كييف مثل هذا الرد الروسي القوي، فزيارته كانت تذكيرا مؤلما بأن بوتين فشل في تحقيق أهدافه العسكرية رغم اثني عشر شهرا من الجهود والخسائر الفادحة.

المصدر | أتلانتك كوانسل- ترجمة وتحرير: الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

بايدن بوتين زيلينسكي أوكرانيا روسيا زيارة رسائل

بوتين: الغرب أخرج المارد من المصباح والصراع يتحول إلى مواجهة عالمية

سيضع الحرب في سياق أكبر.. بايدن يلقي خطابا من بولندا بعد زيارته أوكرانيا

محاولة لتطبيع الحرب والعزلة.. قراءة في خطاب بوتين للروس

حذر من أيام مريرة مقبلة.. بايدن من بولندا: دعمنا لأوكرانيا لن يضعف

قلق من دعم صيني لروسيا.. أمين ناتو: بوتين يخطط لمزيد من الحرب

عام من الحرب.. 30 مليار دولار مساعدات عسكرية أمريكية لأوكرانيا

ميدفيديف يلوّح بمواجهة خارج أوكرانيا ويحذر من كارثة نووية

الحرب تتواصل والانتخابات تقترب.. 4 نقاط توتر أمريكية أوكرانية

تسريبات البنتاجون.. هكذا تجسست واشنطن على الحلفاء والأعداء