بينها مساعدة نووية.. مكاسب عديدة لإيران من الحرب الروسية الأوكرانية

الثلاثاء 21 فبراير 2023 08:51 ص

فرضت المساعدة الإيرانية العلنية لروسيا أثناء غزوها لأوكرانيا تكاليف دبلوماسية كبيرة على طهران في أوروبا، لكن الشراكة بين طهران وموسكو أتت ثمارها، وفق تحليل لـ"منتدى الخليج الدولي".

ويصادف 24 فبراير/ شباط الجاري الذكرى السنوية الأولى لبدء الغزو الروسي غير المبرر لأوكرانيا، وهو تصعيد كبير في الأعمال العدائية بين الكرملين وجارته الغربية وكذلك حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بحسب التحليل الذي ترجمه "الخليج الجديد".

على الرغم من نفي المسؤولين الإيرانيين، زودت طهران روسيا بمئات "الطائرات الانتحارية بدون طيار" وأرسلت مدربين من الحرس الثوري إلى شبه جزيرة القرم الأوكرانية التي تحتلها روسيا لتوجيه الجنود الروس في حرب الطائرات بدون طيار.

وعندما زار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين طهران، في يوليو / تموز 2022 ووقع مذكرة تفاهم بقيمة 40 مليار دولار لتطوير مشاريع الطاقة بإيران، طمأنه المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي بأنه إذا لم يكن قد شن الحرب في أوكرانيا، فإن "الكائن الخطير" (يقصد الناتو) كان سيفعل ذلك.

نفوذ إيران

أعطى الصراع في أوكرانيا دفعة كبيرة للعلاقات بين روسيا وإيران، وأثارت التداعيات الجيوسياسية لهذا التحالف قلق المسؤولين في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، إذ يرى رجال الدولة الغربيون في تعزيز هذا التحالف خطرا كبيرا  على الأمن العالمي.

وأدى الغزو الروسي لأوكرانيا والموجة التي تلت ذلك من العقوبات الغربية ضد موسكو إلى جعل مساعدة إيران أكثر أهمية لروسيا، مما أعطى طهران نفوذا أكبر عند التعامل مع الكرملين.

جاء تمكين العدوان الروسي على حساب علاقات إيران مع الحكومات الأوروبية، وقضى على أي أمل في إحياء الاتفاق النووي الموقع بين طهران والغرب عام 2015.

عقود من العداء

في الوقت الحاضر، تتشارك روسيا وإيران في المواقف السلبية تجاه الغرب، وتخضعان لعقوبات غربية واسعة النطاق، وتسعيان إلى إنشاء نظام دولي جديد تلعب فيه واشنطن دورا متضائلا بشكل كبير.

ويعد التنسيق الوثيق بين موسكو وطهران اليوم ظاهرة جديدة نسبيا، حيث كانت الدولتان تعارضان بشدة بعضهما البعض خلال حقبة الحرب الباردة، وكان نظام الشاه في إيران مناهضا للشيوعية في جوهره ولعب دورا حاسما في الجهود الأمريكية لمواجهة النفوذ السوفيتي في الخليج والعالم الإسلامي الأوسع.

وبقدر ما كانت معاداة واشنطن أحد أعمدة الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، لم يكن نظام آيه الله الخميني صديقا للاتحاد السوفيتي، كما تلقى الرئيس العراقي صدام حسين دعما من موسكو أثناء الحرب الإيرانية العراقية (1980-1988)، وعارضت طهران الاحتلال السوفيتي لأفغانستان (1979-1989).

مصالح متقاربة

في أعقاب انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991، تحسنت العلاقات الروسية الإيرانية وساعدت تطورات دولية خلال العقود الثلاثة اللاحقة في تعزيزها أكثر.

وتشترك روسيا وإيران في الرغبة في محاربة المنظمات الإرهابية "السنية" مثل القاعدة.

كما انزعج البلدان من صعود حركة طالبان في أفغانستان أواخر التسعينيات، واستعدت إيران للحرب ضد الجماعة بعد أن قتلت دبلوماسيين إيرانيين في مزار الشريف عام 1998. وهدد بوتين بقصف أفغانستان في 2000 بسبب دعم طالبان المزعوم للتمرد الشيشاني.

كما وجدت روسيا وإيران سببا مشتركا في الدفاع عن وحدة أراضي دولتيهما في مواجهة جماعات عرقية انفصالية في مناطق القوقاز الروسية والمناطق الإيرانية العربية والأذرية والبلوشية والكردية.

وسعى البلدان أيضا إلى مواجهة نفوذ واشنطن في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى. وبدءا من 2011، عمّق البلدان تعاونهما من خلال التزامهما المتبادل بنظام بشار الأسد في سوريا.

ومع تكثيف التدخل العسكري المباشر لموسكو في الحرب الأهلية السورية في سبتمبر/ أيلول 2015، عملت القوة الروسية في الجو والقوات شبه العسكرية الإيرانية على الأرض عن كثب لهزيمة أعداء الأسد وتأمين سيطرته على جنوب ووسط سوريا. وبعد غزو أوكرانيا، تعمق التعاون بين البلدين.

الطائرات بدون طيار

لم تثبت الطائرات الإيرانية بدون طيار أنها عامل حاسم في ساحة المعركة، لكن ساهمت في التدمير في كييف وأوديسا ومدن أوكرانية أخرى، حيث تم استخدامها لتدمير خطوط السكك الحديدية وشبكات الكهرباء وأنابيب المياه والبنية التحتية المدنية الأخرى في جميع أنحاء أوكرانيا.

لكن على كل حال أدت الحرب في أوكرانيا والأعمال العدائية المتزايدة بين الغرب وروسيا إلى تعزيز العديد من مصالح  إيران.

وفي مواجهة عقوبات "الضغط الأقصى" الأمريكية منذ مايو/ أيار 2018، لم يكن أمام طهران خيار سوى اللجوء إلى روسيا والصين لتعاون أوثق.

وأجبرت الانتكاسات الروسية الكبرى في أوكرانيا الكرملين على أن يصبح أكثر اعتمادا على الدعم الخارجي الذي تقدمه إيران.

وكواحدة من عدد قليل جدا من الدول التي زودت روسيا بالأسلحة أثناء الحرب، أثبتت إيران نفسها كواحدة من أهم شركاء موسكو.

وقال مدير مشروع إيران بمجموعة الأزمات الدولية علي فائز إن "إيران ترى فائدة استراتيجية في نزاع طويل الأمد بين روسيا والناتو في أوكرانيا من شأنه أن يعيد التوازن لديناميكيات القوة بين طهران وموسكو مع اعتماد الأخيرة بشكل أكبر على الأولى".

كما أن حرب أوكرانيا أفادت طهران بـ"إبقاء الناتو يركز على روسيا بدلا من إيران"، مما أعطى طهران فرصة لالتقاط الأنفاس لمتابعة التهرب من العقوبات، والاستمرار في السياسة الخارجية المواجهة، وغيرها من الأنشطة التي كان الغرب سيخصص لها موارد إضافية لولا ذلك"، بحسب فائز.

كما أنه وفق المخابرات الأمريكية، تسعى طهران للحصول على مساعدة نووية من موسكو، التي يمكن أن تساعد الإيرانيين على تطوير برنامجهم النووي بسرعة أكبر وتقليص الوقت اللازم لتجميع سلاح نووي، وفق المنتدى.

وفي أغسطس/ آب 2022، ورد أن موسكو منحت إيران 140 مليون دولار نقدا، بجانب صواريخ مضادة للطائرات وللدبابات تم الحصول عليها بشكل غير قانوني من دول غربية، ويُعتقد أن هذه الأسلحة المسروقة تم إرسالها إلى إيران لتوفير فرص فريدة للحكومة لدراسة تصميماتها.

وأعلنت طهران أن الصين كانت من بين 90 دولة "تصطف" لشراء طائرات إيرانية بدون طيار. وتفاخر مسؤول إيراني أوائل فبراير/ شباط الجاري بأن بكين أعربت عن اهتمامها بشراء 15000 طائرة إيرانية بدون طيار.

وكما أكد المسؤولون في طهران ستتلقى إيران أسلحة من مصادر روسية في وقت لاحق من 2023 كجزء من طريقة موسكو لمكافأة طهران على دعمها القوي في أوكرانيا.

ومن بين أمور أخرى، يمكن أن يعزز التعاون الروسي الإيراني في مجال الفضاء وسائل طهران للتجسس على مصادر الأقمار الصناعية، وهو مصدر قلق كبير لإسرائيل والولايات المتحدة ودول غربية أخرى.

المصدر | منتدى الخليج الدولي- ترجمة وتحرير: الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

إيران روسيا أوكرانيا الحرب تحالف نووي

تهدئة إيران توشك على النفاد.. هل يقرع الغرب طبول الحرب؟

سو35 وإس400.. هل يقلب التسليح الروسي لإيران ميزان القوة بالشرق الأوسط؟

حرب روسيا وأوكرانيا في ذكراها الأولى.. ضجيج المعارك يتواصل وتمترس حول المواقف بلا تنازلات

التقارب الروسي الإيراني يهدد القوات الأمريكية وإسرائيل ودول الخليج.. سيناريوهات قاتمة

بعد عام من التوتر.. الفائزون والخاسرون في الحرب الروسية الأوكرانية

عزلة أوروبية وتآكل للشرعية.. خسائر إيران من دعم بوتين في أوكرانيا

أواخر مارس.. أول مناورة أمريكية سعودية لمكافحة الطائرات بدون طيار

بتجاوبها مع الوكالة.. إيران تتفادى ضربة عسكرية أم تمهد لمفاجأة نووية؟