قطر وبريطانيا: الحوار الاستراتيجي منبر جديد لتعميق التعاون

الأربعاء 22 فبراير 2023 05:41 ص

اتفقت قطر والمملكة المتحدة على مواصلة تعزيز التعاون بشكل مستمر ومنتظم في العديد من المجالات، ووقعتا اتفاقا لإطلاق الحوار الاستراتيجي، كمنبر جديد لتعميق التعاون.

جاء ذلك في البيان الختامي للحوار الاستراتيجي الأول بين البلدين، الذي عقد في العاصمة البريطانية لندن، وتم الإتفاق على انعقاده بالدوحة العام المقبل، حسبما نقلت وكالة الأنباء القطرية "قنا" (رسمية).

وكان وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، ونظيره البريطاني جيمس كليفرلي، أطلقا الحوار الاستراتيجي الأول في لندن، احتفاء بالعلاقة الثنائية القوية والمتنامية.

استعرض الوزيران مجالات التعاون بين البلدين، وأكدا أن العلاقة بين قطر والمملكة المتحدة قد حافظت على مسار إيجابي والتزمت بزيادة تعزيز الشراكة القطرية البريطانية، وفق البيان.

واتفق الوزيران على مواصلة التقدم المحرز في مجالات التعاون المستمر والمنتظم من خلال المشاركة على المستوى الرسمي، بما في ذلك في مجالات الدفاع والأمن، والطاقة، والأمن الإقليمي، والتجارة والاستثمار، والمساعدات الإنسانية والإنمائية، وأجندة حقوق الإنسان.

واتفق الوزيران على استعراض التقدم المحرز من خلال الحوار الاستراتيجي مرة واحدة على الأقل في السنة.

كما ناقش الوزيران استضافة قطر الناجحة مؤخرا لفعاليات بطولة كأس العالم "قطر 2022" كأول بطولة في العالم العربي.

من جانبه، شكر بن عبدالرحمن المملكة المتحدة على شراكتها الأمنية عند التحضير للبطولة وخلالها، في وقت أكد كليفرلي التزام لندن بالبناء على هذا التعاون ودعم قطر في سعيها لاستدامة إرث إيجابي للبطولة، يشمل مجالات الاقتصاد الرياضي والسياحة وإصلاحات العمالة.

وتتبادل كل من قطر والمملكة المتحدة شراكة تجارية واستثمارية حيوية ومزدهرة، مع إجمالي تجاري وصل لأكثر من 12,1 مليار جنيه إسترليني في العام الماضي، مما ساهم في دعم الوظائف والابتكار والتنمية الاقتصادية في كلا البلدين.

وتم تعزيز الاستثمار القطري في المملكة المتحدة عبر توقيع شراكة الاستثمار الاستراتيجي القطري - البريطاني خلال زيارة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى لندن في مايو/أيار 2022.

وخلال الزيارة، تم الاتفاق على شراكة استراتيجية جديدة مع قطر يقوم بموجبها البلد الخليجي باستثمار ما يصل إلى 10 مليارات جنيه إسترليني (12.5 مليار دولار) على مدار الأعوام الخمسة المقبل.

ورحب الجانبان كذلك بالتقدم المحرز في إطار اللجنة الاقتصادية والتجارية المشتركة؛ ما أدى إلى خلق شراكة أوثق بين وزارة الأعمال والتجارة في المملكة المتحدة ووكالة ترويج الاستثمار القطرية.

كما رحب الوزيران باستمرار الحوار الإيجابي بين شركة "رولز رويس" و"مؤسسة قطر" بشأن شراكتهما الاستراتيجية المقترحة في مجال التكنولوجيا.

وأشارا إلى دعم حكومتيهما لمشروع تكنولوجيا المناخ هذا، والتأثير المحتمل الذي يمكن أن تحدثه هذه الشراكة في كلا البلدين، وعلى نطاق أوسع كذلك في جميع أنحاء العالم.

وناقش الوزيران فرص الازدهار المشترك من خلال الاستثمار في قطاعات تتفق والأولويات المتبادلة، بما في ذلك التقنيات النظيفة وعلوم الحياة والتكنولوجيا الحيوية والتكنولوجيا الزراعية وتكنولوجيا السيارات الكهربائية / تكنولوجيا البطاريات، والتي سيتم تطويرها في إطار شراكة الاستثمار الاستراتيجي القطري - البريطاني القائمة.

وبحث الجانبان كذلك التعاون في مجال الاقتصاد الإبداعي، حيث يتطلعان إلى توقيع مذكرة تفاهم في المستقبل القريب.

كما رحبا بالتعاون المستمر حول أمن الطاقة والطاقة المتجددة في إطار حوار الطاقة القطري - البريطاني الأول الذي عقد في مايو/أيار 2022.

وأكد الجانبان مجددا أهمية الشراكة الأمنية والدفاعية، كما ناقشا الأنشطة الجارية ذات الأهمية الحيوية للتصدي للمهددات الإقليمية والعالمية على حد سواء.

وأقر الوزيران كذلك بالاحتمالات الإيجابية لإجراء المزيد من المناقشات بشأن الشراكة المستقبلية مع شركة "تايفون"، والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب.

كما أكد الجانبان في مباحثاتهما التزام كل من قطر والمملكة المتحدة بمواصلة التعاون في التصدي معا للتحديات العالمية المشتركة.

وأعاد الوزيران التأكيد على احترام سيادة أوكرانيا، وشددا عند تناولهما لموضوع إيران على الحوار والدبلوماسية باعتبارهما السبيل الوحيد للأمن والاستقرار الإقليميين.

وفيما يتعلق بالأزمات الإنسانية، والانتقال السياسي، والاستجابات للكوارث الطبيعية في كل من أفغانستان وتركيا وسوريا والعراق واليمن وليبيا والقرن الإفريقي، أكد الجانبان، التزاماتهما المستمرة تجاه السكان المنكوبين والضعفاء، بمن فيهم اللاجئون والنازحون والنساء والفتيات.

كما أكد الوزيران مجددا، في معرض تقييم التطورات في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، دعمهما لحل الدولتين، على أساس حدود عام 1967 والقدس عاصمة مشتركة، باعتبار ذلك هو السبيل الوحيد لضمان سلام عادل ودائم.

وتدعم كل من قطر والمملكة المتحدة بقوة الوضع التاريخي القائم الذي يحكم الأماكن المقدسة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك القدس، وفق البيان.

وأضاف البيان: "ستواصل قطر والمملكة المتحدة شراكتهما في تعزيز جهود حل النزاعات العالمية"، في وقت رحبت المملكة المتحدة بـ"وساطة قطر الجديرة بالثناء في كل من تشاد ورواندا والكونغو الديمقراطية وأفغانستان، وكذلك في إيران ومع الصراع الإسرائيلي الفلسطيني".

وأقرت قطر بدور المملكة المتحدة، لا سيما في منع نشوب النزاعات وبناء السلام في القرن الإفريقي وليبيا، ودعم حقوق النساء والفتيات في أفغانستان.

وجددت المملكة المتحدة وفق البيان، التزامها بإدخال نظام منح تأشيرة السفر الإلكتروني الجديد اعتبارا من عام 2023، والذي ستكون قطر جزءا منه في وقت مبكر، مما يسهل السفر لأغراض التجارة والسياحة للزوار القطريين إلى بريطانيا.

وتمتلك قطر علاقات قوية مع المملكة المتحدة، على الصعد كافة، خصوصاً في ما يتعلق بالعلاقات السياسية والعسكرية والاقتصادية.

كما أن قطر ثالث أكبر شريك خليجي للمملكة المتحدة، ووصل التبادل التجاري بين البلدين إلى 5.54 مليارات دولار خلال العام 2021، بزيادةٍ قدرها 51.4% عن 2020، حيث تعتبر بريطانيا الشريك السابع عالمياً لدولة قطر.

ودخل قرار إعفاء المواطنين القطريين من شرط تأشيرة الدخول حيز التنفيذ في يناير/كانون الثاني الماضي.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

قطر بريطانيا الحوار الاستراتيجي تعاون ثنائي

لمدة عامين.. قطر وبريطانيا تمددان العمل باتفاقية "السرب 12"

الشيخ تميم يبحث مع سوناك تعزيز الشراكة والمستجدات الدولية