اعتبرت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن الاعتداءات التي نفذها مستوطنون إسرائيليون على بلدة حوارة شمالي الضفة، بمثابة دليل مخيف على أنه لا يمكن ترك الحكومة اليمنية المتطرفة في إسرائيل تقوم بإحداث المزيد من الأضرار.

والأحد، هاجم مئات المستوطنين بلدة حوارة وعدد من القرى الفلسطينية المجاورة في شمالي الضفة الغربية، وقتلوا فلسطينيا وأصابوا العشرات وأحرقوا عشرات المنازل والسيارات الفلسطينية.

وقالت الصحيفة إن اعتداءات المستوطنين على حوارة جاءت بعد ساعات من انتهاء قمة العقبة الخماسية التي ضمت ممثلين عن فلسطين وإسرائيل والولايات المتحدة ومصر إلى جانب الدولة المضيفة (الأردن)؛ لمناقشة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية.

ولفتت إلى أن قمة العقبة كانت أول مفاوضات رفيعة المستوى منذ سنوات؛ مما يعكس تأخرًا في إعادة المشاركة الأمريكية، في سياق غير واعد لحكومة إسرائيلية يمينية متطرفة، وسلطة فلسطينية محتضرة، وتصاعد العنف.

وبالرغم من ذلك، تم تقويض النتائج الضعيفة للقمة من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وعدد من أعضاء حكومته المتطرفة.

وبينما ألزم البيان إسرائيل بتجميد البناء الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، غرّد نتنياهو قائلا: "سيستمر البناء والتنظيم في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) وفقا لجدول التخطيط والبناء الأصلي، دون أي تغييرات. لم ولن يكون هناك أي تجميد".

أما وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، فقد علق على اعتداءات حوارة قائلا: "حوارة محترقة ومحاصرة، وهو بالضبط ما أريد أن أراه".

كما أعاد سموتريتش نشر تغريدة لنائب رئيس مجلس المستوطنات في شمالي الضفة دافيدي بن تسيون، والتي كتب فيها: "يجب محو قرية حوارة اليوم"، ثم تراجع عن نشرها في وقت لاحق.

وذكرت الصحيفة أن الضفة الغربية كان بها بضعة آلاف من المستوطنين عندما بدأت مفاوضات أوسلو في أوائل التسعينيات، الآن يوجد بها حوالي نصف مليون، ويلعب العديد منهم أدوارًا رئيسية في هذه الحكومة.

بعد شهرين من عام 2023، تمت الموافقة على المزيد من المباني الإسرائيلية في الضفة الغربية مقارنة بالعامين الماضيين مجتمعين، ووصل دعم حل الدولتين إلى أدنى مستوياته على الإطلاق.

ووفق الصحيفة، فإنه مع تلاشي الأمل، يتجه الشباب الفلسطيني إلى مجموعات خارجة عن سيطرة الفصائل القائمة، مشيرة إلى أن وصول هؤلاء الشباب للبنادق آخذ في الازدياد.

واعتبرت الصحيفة أنه وفقا لتلك المعطيات وما حدث في حوارة بعد ساعات من قمة العقبة، يعد بمثابة مؤشر على الأخطار المقبلة، ولهذا لا يجب ترك الحكومة الإسرائيلية المتطرفة في التسبب في مزيد من الأضرار.