لبنانيون يحلمون بانتعاش الليرة.. ماذا إذا رجع الدولار على 1500؟

الخميس 2 مارس 2023 09:53 م

"الدولار رجع 1500 ليرة".. جملةٌ كفيلةٌ بشد الأنظار في لبنان، حتى أنها باتت حلم كل مواطن، فالعبارة هذه كفيلة لأن تقام الأفراح لأجلها، لأن "كابوس" الدولار والغلاء والانهيار معها سيندثر.

هذا الحلم عبر عنه اللبنانيون الخميس، عبر وسم "إذا رجع الدولار على 1500"، بعد إعلان مصرف لبنان المركزي تسعيرا جديدا لصرف العملة المحلية "الليرة" مقابل الدولار، وهو ما سيكون بـ70 ألف ليرة.

وجاء هذا الإعلان المفاجئ في الوقت الذي وصل فيه سعر صرف الليرة اللبنانية في السوق الموازية إلى أدنى مستوى له على الإطلاق عند 90 ألفاً مقابل الدولار.

وأعاد البنك المركزي تقييم السعر الرسمي إلى 15 ألف ليرة للدولار في الأول من فبراير/شباط.

والأربعاء، بدأ لبنان تطبيق قرار التسعير بالدولار الأمريكي في المتاجر الغذائية الكبرى، بهدف الحد من التلاعب في الأسواق واختلاف تسعير البضائع مقابل الدولار.

وجاءت تلك الخطوة، بعد يوم واحد من إعلان وزير الاقتصاد والتجارة اللبناني أمين سلام، في مؤتمر صحفي، اعتماد التسعير بالدولار في المحال التجارية.

اللبنانيون تندروا على حالهم وقت أن كان الدولار بنحو 1500 ليرة، وتصدر وسم "إذا رجع الدولار على 1500"، قائمة الأكثر تداولا في لبنان خلال الساعات الماضية، لافتين إلى أن مثل هذا سيخفي الطوابير والأزمات التي يعانون منها.

وعاش اللبنانيون في أحلام بأن تكون عملتهم قوية ومدعومة بالذهب، وأن يعود اقتصادهم إلى حيث ما يريدون.

بينما تأسف آخرون عن الحال الذي وصل إليه بلدهم، بعدما بات شبابهم يقدمون على الانتحار بسبب تدهور الأوضاع المعيشية.

بينما تعامل البعض مع الوسم بسخرية، بين طالب متزوج بأربعة، ومشتري للحم، وآكل للترويقة (أكلة لبنانية).

ويعاني لبنان من أزمة اقتصادية من العام 2019، في وقتٍ تسجل العملة الوطنية انهياراً غير مسبوق في قيمتها تخطى الـ95%، مع تجاوز سعر الصرف في السوق السوداء اليوم عتبة الـ90 ألف ليرة، للمرة الأولى في تاريخ البلاد، الأمر الذي يضرب بشكل كبير القدرة الشرائية عند المواطنين.

وترتفع معدلات الفقر والجوع في لبنان نتيجة الأزمة الاقتصادية، والدولرة شبه الشاملة التي دخلت به البلاد، وطاولت قطاع السوبرماركت الذي بدأ تسعير السلع والمواد الغذائية بالدولار الأمريكي، والذي يحتسب على أساس سعر الصرف في السوق السوداء.

يشار إلى أن الأغلبية الساحقة من المواطنين تتقاضى أجورها بالليرة اللبنانية.

ويواجه المواطنون حصاراً من الغلاء، الذي طاول حتى الفاتورة الاستشفائية، ما جعل المرضى عاجزين عن الدخول إلى المستشفى.

وظهر ذلك جلياً بتراجع نسب إشغال الغرف لأكثر من 50% مقارنة بما كان عليه الوضع قبل عام 2019، كما شمل الفاتورة الدوائية بشكل كبير وبات يهدد صحة الناس.

كما يعاني لبنان من أزمة سيولة حادة، واحتجاز المصارف لأموال المودعين بالدولار الأمريكي منذ عام 2019، مع فرض تعاميم للسحب تفقدهم الجزء الأكبر من قيمتها.

في حين أن غالبية القطاعات والخدمات باتت بالدولار الأميركي، بينما عمدت السلطات إلى رفع الدعم عن المحروقات والمواد الغذائية والدواء والسلع الحياتية الأساسية، وزيادة الضرائب على الناس، من دون أن تقدم لهم أي خدمات بديلة، ولا سيما صحياً.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

لبنان الليرة اللبنانية الدولار أزمة اقتصادية

بـ90 ألف ليرة.. مصرف لبنان يعلن عن عملية بيع مفتوحة للدولار

الأمن يفرق لبنانيين احتجوا على ظروف المعيشة بالغاز المسيل للدموع

"دولرة أسعار المحروقات".. مطالب لبنانية وتهديد بالتصعيد