تصدع في المعارضة التركية.. أكشنار ترفض ترشيح كليتشدار أوغلو وتلمح للانسحاب من الطاولة السداسية

الجمعة 3 مارس 2023 03:32 م

أعلنت زعيمة حزب الجيد المعارض في تركيا ميرال أكشنار، ضمنيا الانسحاب من الطاولة السداسية للمعارضة، واتهمتها بأنها "لا تمثل إرادة الشعب"، مجددة رفضها ترشيح زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليتشدار أوغلو للانتخابات الرئاسية ممثلا عن المعارضة.

وقالت أكشنار في تصريح صحفي عقب اجتماع الهيئة الإدارية العامة لحزبها الجمعة: "هم يريدون ترشيح كمال كليجدار أوغلو، ونحن نرى أن رئيسي بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، وأنقرة منصور يافاش، هما الأنسب للمنافسة".

ولطالما أبدت أكشنار معارضتها لترشيح كلشدار أوغلو، خلال الأشهر الماضية، رغم أنها تتحالف معه في إطار "الطاولة السداسية"، المشكّلة منذ أكثر من عام، وتضم كذلك رئيس الحزب الديمقراطي جولتكين أويسال، ورئيس حزب DEVA علي باباجان، ورئيس حزب المستقبل أحمد داوود أوغلو، وزعيم حزب السعادة تمل كارامولا أوغلو.

وعقد قادة الطاولة السداسية، اجتماعهم الـ12 الخميس، وانتهى بالإعلان عن موعد جديد من أجل الكشف عن المرشح المشترك، لكن الكواليس أشارت بعد ذلك إلى رفض أكشنار لترشح كليتشدار أوغلو.

وبعد إصدار الطاولة السداسية بيانها، خرجت وسائل إعلام مقربة من حزب الشعب الجمهوري الذي يقوده كليتشدار أوغلو، للقول إن الإرجاء عن اسم المرشح، جاء بسبب طلب أكشنار، إعطائها مهلة لمشاورة أعضاء حزبها بشأن التوافق على كليتشدار أوغلو مرشحا، وهو ما أكدته أكشنار الجمعة.

وبالفعل، عقدت أكشنار بعد انتهاء اجتماع الطاولة السداسية، لقاءات مع قادة حزبها، انتهت بإعلانها رفض ترشح كليتشدار أوغلو رسميا، وأن الحزب يفضل خوض الانتخابات بأحد رؤساء البلديات إسطنبول إمام أوغلو أو أنقرة يافاش.

وقالت ميرال أكشنار في خطاب الجمعة، إن "حزب الجيد عالق بين كفي كماشة، نحن مجبرون على الاختيار بين الموت والملاريا"، مضيفة أن "الطاولة السداسية لم تعد تمثل إرادة الشعب".

ولفتت أكشنار إلى أنها وحزبها كانا يدعمان ترشح إمام أوغلو أو يافاش للرئاسة، لكن الطاولة السداسية تجاهلت هذا الرأي.

ورغم أن هذه المرأة لم تعلن انسحابها من الطاولة السداسية في خطابها الذي حمل كلمات لاذعة، إلا أن صحفيين ومراقبين أتراك اعتبروا أن ما تحدثت به يقود إلى قرب "انشقاقها رسميا" من التحالف الذي تنضوي فيه.

وذكرت وسائل إعلام تركية، أن أكشنار خاضت مفاوضات ومناقشات مطولة مع قادة حزبها، من أجل اتخاذ قرار نهائي بشأن قبول ترشح كمال كليتشدار أوغلو من عدمه.

من جانبه، قال الصحفي ميردان يانارداغ المحسوب على حزب الشعب الجمهوري، إن ما قامت به أكشنار من خلق ارتباك في "الطاولة السداسية" بشأن المرشح، سيمنح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الفوز بالانتخابات المقبلة.

وقال يانارداغ، في مداخلة على قناة "تيلي1" (محلية)، إن اللوم سيقع على أكشنار في حال فوز أردوغان، كما قال إن لوما سيطال رئيسا بلديتي إسطنبول وأنقرة، في إشارة إلى تقارير أشارت حول سعيهما لمنافسة كليتشدار أوغلو للترشح عن حزب الشعب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية.

يشار إلى أن رئيس بلدية اسطنبول إمام أوغلو، قال في حوار تلفزيوني جديد، إنه لا يسعى على الإطلاق لخوض غمار الانتخابات الرئاسية.

ويعتقد الكاتب الصحفي إسماعيل صايماز، أن تعقد الطاولة اجتماعها الإثنين المقبل، بالإعلان من اتفاق 5 أحزاب على ترشيح كليتشدار أوغلو.

إلى ذلك، واصل كليتشدار أوغلو نشاطه عقب اجتماع "الطاولة السداسية"، إذ عقد صباح الجمعة اجتماعا مع رئيس حزب "اليسار" أوندر إشنلر.

كما أظهر لقطات كليتشدار أوغلو وهو يدخل إلى استديو تصوير فوتوغرافي، في إشارة إلى التقاطه صورا لإعلان الترشح للرئاسة.

وفي سياق متصل، أعلن حزب "الرفاه الجديد"، أنه سيختار فاتح أربكان، نجل السياسي الراحل نجم الدين أربكان مرشحا للرئاسة.

كما أعلن زعيم حزب "الظفر" أوميت أوزداغ، أنه سيتوجه إلى أنقرة، لدعوة رئيس البلدية منصور يافاش للترشح للرئاسة، بدلا من كليتشدار أوغلو.

في غضون ذلك، أعلنت أكشنار أيضا أنها ستتصل بإمام أوغلو ويافاش لدعوتهم إلى الترشح لمنافسة أردوغان.

ولم يصدر أية تعليق من يافاش على مطالبات ترشحه للرئاسة.

وتعتبر أكشنار من أبرز زعماء المعارضة التركية في البلاد، وحزبها يقع في المرتبة الثانية بعد "حزب الشعب"، وتعرف بانتقادها اللاذع للحزب الحاكم وأردوغان، ولا يعرف بالتحديد المسار الذي قد تتخذه خلال الأيام المقبلة.

ومن المقرر وبحسب آخر المعطيات التي تحدث عنها أردوغان أن يكون موعد تنظيم الانتخابات الرئاسية في البلاد في 14 مايو/أيار المقبل، وهو التوقيت الذي لطالما ألمح إليه الرئيس التركي مرارا، وأعلن تمسكه به، رغم الكارثة الكبيرة التي خلّفها الزلزال المدمّر، في 6 فبراير/شباط الماضي.

واستبعد أردوغان أي إرجاء للانتخابات التي أعلن أنه سيترشح مجددا خلالها، رغم الوضع في المناطق المتضررة.

وسيكون هذا الموعد الانتخابي حاسمًا لمستقبله ومستقبل البلد الذي يحاول التعافي من الزلزال الذي قُتل فيه أكثر من 45 ألف شخص في 11 محافظة في جنوب تركيا وجنوب شرقها.

وتزيد الحصيلة عن خمسين ألفا مع احتساب الضحايا الذين سقطوا في سوريا.

وقال إردوغان إن 14 مليون شخص تضرروا جراء الزلزال.

ووعد أردوغان، الذي تعرض لانتقادات حادة بسبب بطء عمليات الإغاثة، ببناء أكثر من 450 ألف منزل بسرعة، مؤكداً أن عمليات الإنشاء ستلتزم بمعايير مقاومة الزلازل.

وكان الرئيس التركي اعتذر الإثنين عن التأخر الذي سجل في الأيام الأولى التالية للزلزال في تنظيم عمليات الاغاثة فيما كانت نداءات الاستغاثة تتعالى من بين الأنقاض.

ورأى مجددا الأربعاء أمام نواب حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه أن عمليات الإغاثة تأخرت أياما "بسبب الفوضى والأحوال الجوية".

وكان أردوغان، رئيساً للوزراء بين عامي 2003 و2014، ثمّ أصبح رئيساً للبلاد في أغسطس/آب 2014، وقد انتُخب المرة الأولى بالاقتراع العام المباشر، ثمّ أعيد انتخابه في العام 2018.

وفي العام 2017، وسّعت مراجعة دستورية صلاحياته بشكل كبير.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الطاولة السداسية إمام أوغلو أردوغان أكشنار كلشدار أوغلو

تركيا.. الطاولة الخماسية تقلل من انسحاب أكشنار وحزب الجيد يلمح لمرشح ثالث

رسميا.. إمام أوغلو ويافاش يدعمان ترشيح كيليتشدار أوغلو لمنافسة أردوغان بالرئاسة التركية

أردوغان يستشهد بمثل إيراني للتعليق على خلافات المعارضة التركية

انشقاق أكشنار.. هل تتجاوز المعارضة التركية الصفعة أم يفوز أردوغان بالرئاسة؟

تركيا.. أكشنار تعود إلى الطاولة السداسية بعد الموافقة على شروطها

المعارضة التركية ترشح كليتشدار أوغلو للرئاسة.. وأردوغان يعلن موعد تحديد الانتخابات

بعد الفشل في الانتخابات البرلمانية والرئاسية.. إعلان تفكيك الطاولة السداسية بتركيا