انشقاق أكشنار.. هل تتجاوز المعارضة التركية الصفعة أم يفوز أردوغان بالرئاسة؟

السبت 4 مارس 2023 07:37 م

ياسين مهداوي- الخليج الجديد

في وقت يُصر فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان (69 عاما) على إجراء الانتخابات في موعدها يوم 14 مايو/ أيار المقبل، بالرغم من الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد في 6 فبراير/ شباط الماضي، تلقى تحالف المعارضة ضربة ذاتية قوية يرى محللون أنها ربما تعزز فرص أردوغان في الفوز بولاية رئاسية جديدة.

ما وصفه البعض بـ"زلزال المعارضة" بدأ اعتياديا الخميس، إذ اجتمع زعماء الأحزاب الستة المعارضة، وهو تحالف يُعرف باسم "الطاولة السداسية"، للاتفاق على اسم مرشح توافقي لخوض الانتخابات، وجرى تحديد الإثنين المقبل موعدا للكشف عن اسمه.

لكن في اليوم التالي، وفي خطوة مفاجئة، أعلنت زعيمة حزب "الجيد" القومي، ثاني أهم حزب في التحالف المعارض، ميرال أكشنار، ضمنيا انشقاقها عن التحالف الذي يسعى إلى الاصطفاف خلف مرشح لينافس أردوغان، الذي يتولى مقاليد الحكم منذ عام 2003.

ولم تكتف أكشنار بالانشقاق فحسب، بل دعت رئيسي بلديتي إسطنبول وأنقرة أكرم إمام أوغلو ومنصور يافاش، العضوين بحزب الشعب الجمهوري، إلى الترشح في الانتخابات المقبلة، رافضةً توجه التحالف المعارض إلى ترشيح زعيم الحزب كمال كليتشدار أوغلو (74 عاما) لمنافسة أردوغان.

وفي ضربة للمعسكر الذي يأمل في إزاحة أردوغان عن السلطة، شنت أكشنار، المعروفة بلقب "المرأة الحديدية"، هجوما حادا على تحالف المعارضة، معتبرةً أنه "لم يعد يعكس الإرادة الوطنية".

وفي أول رد فعل على هذا التطور، تعهد كليتشدار أوغلو بـ"المضي في مسارنا" حتى بدون دعم حزب أكشنار، التي ترى أنه لا يحظى بقبول لدى قطاع عريض من الناخبين.

وإلى جانب كليجدار أوغلو يضم تحالف المعارضة كلا من: زعيم حزب الديمقراطية والتقدم علي باباجان، وزعيم حزب السعادة تمل كرم الله أوغلو، وزعيم حزب المستقبل أحمد داود أوغلو، وزعيم الحزب الديمقراطي جول تكين أويصال.

حظوظ أردوغان

وعلى الرغم من الانتقادات لطريقة تعامل الحكومة مع كارثة الزلزال وارتفاع التضخم وغلاء المعيشة، إلا نتائج استطلاع حديث للرأي نُشرت الجمعة، أظهرت أن حزب العدالة والتنمية الحاكم وزعيمه أردوغان سيفوزان بالانتخابات في حال أُجريت الأحد المقبل.

وأجرى مركز "أريدا سورفي" للأبحاث، بين 23 و27 فبراير/ شباط الماضي، استطلاعا شارك فيه 3 آلاف شخص أجابوا عن سؤالين أولهما: إذا أُجريت الانتخابات الرئاسية الأحد القادم فأي مرشح ستصوت له؟

وجاءت النتائج على النحو التالي: أردوغان 49.8%، يليه  كليتشدار أوغلو 21.7%، ثم منصور يافاش 9.6%.

أما السؤال الثاني فكان: في حال إجراء الانتخابات العامة الأحد القادم لأي حزب تصوّت؟.

وجاءت الإجابات كالتالي: العدالة والتنمية 38.5%، ثم الشعب الجمهوري 22.8%، يليه الجيد 10.4%، وحزب الشعوب الديمقراطي (الكردي) 10.5%.

ضربة قوية

ما حدث هو "ضربة قوية لمسعى (المعارضة) لإزاحة أردوغان.. المعارضة المنقسمة أصبحت أغلى هدية للرئيس"، هكذا علق المحلل ولفانجو بيكولي في مكتب تينيو للاستشارات السياسية في حديث لصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية.

ووصف بيكولي الدعوة التي وجهتها أكشنار إلى أكرم إمام أوغلو ومنصور يافاش للترشح في الانتخابات بأنها دعوة لـ"التمرد" داخل حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة.

واعتبرت الصحيفة أن أردوغان حصل على "هدية مجانية" جراء "انفراط عقد" المعارضة، التي سقطت في "الفوضى" قبل "الانتخابات الحاسمة"، حيث يخوض أردوغان أحد أصعب الاختبارات الانتخابية.

ويواجه أردوغان اتهامات من معارضيه بالمسؤولية عن الارتفاع الكبير للتضخم وسوء الإدارة الاقتصادية، بجانب انتقادات لأسلوب التعامل مع الزلزال المدمر الذي أودى بحياة أكثر من 45 ألف شخص في تركيا بالإضافة إلى دمار مادي هائل، وفق الصحيفة.

كما لفتت إلى تراجع شعبية أردوغان في استطلاعات للرأي العام الماضي؛ جراء غلاء المعيشة، وهو وضع حاول التخفيف من حدته عبر مبادرات منها زيادة رواتب العاملين في الدولة وتحديد حد أدنى للأجور.

وبينما يسعى أردوغان إلى ترسيخ حكمه في الذكرى المئوية لتأسيس الجمهورية التركية عام 1923، بحسب الصحيفة، تأمل المعارضة في الذهاب بالانتخابات إلى جولة إعادة، على أمل تعزيز فرص مرشحها.

الفرصة الأخيرة

واعتبر المحلل أنتوني سكينر في حديث لوكالة الصحافة الفرنسية أن رفض أكشنار لترشيح كليتشدار أوغلو يشكل "ضربة خطيرة لتطلعات المعارضة.. منحت أردوغان هدية جميلة".

وكليتشدار أوغلو هو من الأقلية العلوية، ويرى جزء من مؤيدي المعارضة أنه يفتقر للكاريزما في مواجهة أردوغان الذي يظهر بصورة الرجل القوي، وفق الوكالة.

كما اعتبر موقع "المونيتور" الأمريكي أن انشقاق أكشنار يمثل "صفعة لجهود تحالف المعارضة المستمرة منذ سنوات لتشكيل جبهة موحدة ضد حكومة أردوغان".

كما أنه، وفق الموقع، أحدث تصدعات داخل حزبها (الجيد)، حيث أعلن عدد من مسؤولي الحزب انشقاقهم عنه وتأييدهم لكليتشدار أوغلو.

على شفا الانهيار

وفي أول تعليق من جانبه على انشقاق المعارضة، قال أردوغان في تصريحات صحفية: "جلسوا وتحدثوا وتفرقوا"، في إشارة إلى اجتماع الخميس.

وتابع: "بصفتنا حزب العدالة والتنمية وتحالف الشعب (العدالة والتنمية مع حزب الحركة القومية) لا نهتم بما يقوله أو يفعله الطرف الآخر (المعارضة) ولا الخطوات التي يتخذونها".

وأردف: "نحن كتحالف الشعب نجري تقييمات بيننا.. وبصفتنا حزب العدالة والتنمية نجري أيضا التقييمات اللازمة في المجلس التنفيذي المركزي في الحزب وسنعطي قرارنا بعد هذه التقييمات".

ووفق وكالة "بلومبرج" فإن الكتلة المناهضة لأردوغان باتت "على شفا الانهيار" في ظل خلافات حول تسمية مرشح مشترك في الانتخابات المقبلة.

ولفتت إلى تصريح أردوغان لصحفيين السبت بقوله "قلقنا هو الأرواح"، معتبرةً أنه يحاول قلب الطاولة على منتقدي تعامله مع الأزمة الإنسانية الناجمة عن الزلزال المدمر.

أما موقع "بوليتيكو" الأمريكي فاعتبر أنه ما لم يتمكن تحالف المعارضة من معالجة خلافاته في الأيام القادمة، فمن المرجع أن يستفيد أردوغان من "الشق" الراهن في المعسكر المعارض.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

تركيا المعارضة انتخابات أردوغان انشقاق الرئاسة

لـ3 أسباب بينها الانتخابات.. اتفاق محتمل بين أردوغان وبايدن

تركيا.. أكشنار تعود إلى الطاولة السداسية بعد الموافقة على شروطها

غادرت الطاولة السداسية.. إعادة انتخاب ميرال أكشنار رئيسا لحزب الجيد التركي