و.بوست: الانتخابات التركية الأهم في العالم 2023.. والغرب يتمنى خسارة أردوغان

السبت 14 يناير 2023 12:56 م

اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" أن الانتخابات التركية المقررة في يونيو/حزيران 2023 ستكون الأهم في العالم، مشيرة إلى أن أطرافا دولية متعددة تنتظر نتائجها بشغف، وأن القادة الغربيين يمنون النفس برؤية ظهر الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" وهو يغادر منصبه بعد خسارته لتلك الانتخابات.

وقالت الصحيفة الأمريكية، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، تضمن هجوما على "أردوغان"، إن نتيجة تلك الانتخابات ستشكل الحسابات الجيوسياسية والاقتصادية في واشنطن وموسكو، فضلاً عن العواصم في جميع أنحاء أوروبا والشرق الأوسط وآسيا الوسطى وأفريقيا.

وينقل التقرير عن "ضياء ميرال"، الزميل الأول في المعهد الملكي للخدمات المتحدة للدراسات الدفاعية والأمنية قوله: "ما يحدث في تركيا لا يبقى فقط في تركيا.. قد تكون تركيا قوة وسطى، لكن القوى العظمى لها مصلحة في الارتباط بتطوراتها".

ويشهد تأثير أنقرة في الشؤون العالمية على إنجازات "أردوغان" خلال الفترة الطويلة التي قضاها في القيادة، كما تقول الصحيفة، ومع ذلك، في الداخل والخارج، تثير آفاقه الانتخابية مشاعر مختلطة، وأولئك الذين يتمنون رحيله في 19 يونيو/حزيران لا يمكنهم أن يكونوا متفائلين بشأن من؟ أو ماذا سيأتي بعد ذلك؟

وأضاف التقرير: "سيكون القادة الغربيون سعداء برؤية ظهر أردوغان، لقد قوض أمن الناتو من خلال الحصول على أنظمة دفاع صاروخي من روسيا، وأحبط التحالف من خلال منع عضوية السويد وفنلندا، وهدد مرارًا بإغراق أوروبا باللاجئين، وفي الأشهر الأخيرة، ألقى بخطاب عدواني بشكل متزايد تجاه اليونان، وقد بدت علاقات أنقرة مع واشنطن متوترة لدرجة أن كبار المسؤولين الأتراك يتهمون بشكل روتيني الولايات المتحدة بدعم انقلاب ضد أردوغان والتواطؤ مع الجماعات الإرهابية".

وتمضي الصحيفة بالقول: "ستكون الولايات المتحدة وأوروبا في وضع أفضل بدون تأثير أردوغان في الشؤون العالمية، خاصة مع اشتداد المواجهة مع فلاديمير بوتين، لقد اتضح أن فائدته (أردوغان) كمحاور ووسيط محدودة، على الرغم من أنه ساعد في التوسط في اتفاق لضمان استمرار تدفق الحبوب والزيوت من أوكرانيا الصيف الماضي، لكن لم يكن لأردوغان أي تأثير مقيد على صديقه العزيز فلاديمير".

وتنقل "واشنطن بوست" عن المحلل السياسي "سليم كورو" قوله إن نظرة "أردوغان" للعالم "أكثر راديكالية بكثير مما يعتقده معظم الغربيين وطموحاته في الجوار المباشر لتركيا، حيث يتزايد نفوذ أنقرة، ولا يتمثل في تكملة النفوذ الأمريكي والأوروبي بل يتمثل في استبدالهما ومواجهتهما".

ويقول "سنان أولجن"، مدير مركز الأبحاث EDAM في إسطنبول، إنه "في حال هزيمة أردوغان بالانتخابات المقبلة، "سيحول خليفته تركيا إلى ممثل مختلف في السياسة الخارجية، أكثر ارتياحًا لموقعها كدولة غربية".

ولكن حتى لو حدث ذلك، فلا ينبغي لأحد أن يتوقع انعطافًا سريعًا بمقدار 180 درجة، يقول "سنان"، "حيث أمضى "أردوغان" 20 عامًا في زرع المؤسسات التركية - الحكومة والجيش والأوساط الأكاديمية والمؤسسة الدينية ووسائل الإعلام - بنظرته المتطرفة للعالم، وإذا كان هناك رئيس جديد في 19 يونيو/حزيران، فسيحتاجون إلى تفكيك الصرح الذي بناه "أردوغان". وستكون المهمة أكثر صعوبة لأن حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه سيظل له حضور كبير في البرلمان، ومن المؤكد أنه سيقاوم التغيير بشراسة.

وتجدر الإشارة إلى أن الأمر استغرق من "أردوغان" أفضل جزء من عقد من الزمان لتقويض الدولة العلمانية العميقة التي بناها "كمال أتاتورك"، مؤسس تركيا الحديثة، وكان لحزب "العدالة والتنمية" أغلبية مريحة في البرلمان طوال تلك الفترة.

وأشارت الصحيفة إلى أن الأتراك منقسمون في الرأي الآن حول "أردوغان"، حيث أظهر استطلاع أجرته شركة Metropoll أواخر أكتوبر أن نسبة تأييد "أردوغان" وصلت إلى 47.6%، من حوالي 39% قبل عام.

وتزعم "واشنطن بوست"، في معرض هجومها على "أردوغان" أنه تسبب في "فوضى اقتصادية" لتركيا، بسبب إصراراه على خفض سعر الفائدة ما تسبب في "تضخم مذهل"، على حد وصف الصحيفة، وليرة ضعيفة، واستثمارات مترنحة، ولهذا السبب تظهر استطلاعات رأي أخرى (لم تذكرها)، أن "غالبية الأتراك يشعرون أن بلادهم تسير في الاتجاه الخاطئ".

لماذا إذن لا يزال الكثيرون يتطلعون إلى "أردوغان" لتصحيح مسار تركيا؟.. تتساءل الصحيفة.

وتجيب: "يرجع ذلك جزئيًا إلى أنهم لا يعرفون من سيتحدى قبضته على زمام الأمور، فقد شكلت أحزاب المعارضة الرئيسية جبهة موحدة تُعرف باسم الطاولة السداسية، لكن على بُعد أقل من 6 أشهر على يوم الانتخابات، لم يعلنوا بعد عن مرشحهم الرئاسي".

وتضيف: "المتنافسان الرئيسيان مع أردوغان هما من حزب المعارضة الرئيسي، حزب الشعب الجمهوري، وهما رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، وزعيم الحزب منذ فترة طويلة كمال كيلتشدار أوغلو".

وانتقدت الصحيفة ما وصفته بتباطؤ تحالف المعارضة "الطاولة السداسية" في صياغة استراتيجية واضحة لإصلاح الاقتصاد التركي.

وتضيف أنه في أوائل الشهر الماضي، كشف حزب "الشعب الجمهوري" أخيرًا عن شيء يشبه جدول الأعمال، لكنه كان طويلاً بسبب وعود متجددة باستثمارات كبيرة وقصيرة في التفاصيل.

وتقول إن "كمال كيلتشدار أوغلو"، الخصم الأبرز لـ"أردوغان" يبدو "محاربا قديما ضعيفا وعديم اللون"، لكن رئيس بلدية إسطنبول "أكرم إمام أوغلو" يبدو أنه سيكون خصما قويا، لاسيما أنه فاز بمنصب رئيس البلدية مرتين في الانتخابات التي أعيدت بعد إصرار من "أردوغان".

ورغم ذلك، تقول الصحيفة إن أرقام "أردوغان" التي لا تزال قوية تشير إلى أنه يمكن أن يصد أي منافس، خاصة إذا أظهر الاقتصاد علامات الانتعاش في الربيع.

وأضافت: "يعتمد الرئيس على الاستثمارات والودائع المصرفية من الإمارات والسعودية، وعلى وعود بوتين بجعل تركيا مركزًا لصادرات الغاز الطبيعي الروسي"، كما تحدث "أردوغان" عن اكتشافات الغاز الطبيعي لتركيا في البحر الأسود، ما شجع التكهنات بتحقيق أرباح غير متوقعة.

وفي الشهر الماضي أعلن عن زيادة الحد الأدنى للأجور بنسبة 55%. وفي الأسبوع الماضي رفع رواتب ومعاشات موظفي الخدمة المدنية.

واختتمت الصحيفة الأمريكية تقريرها بالعودة إلى مهاجمة الرئيس التركي بعنف: "من أجل الظهور بمظهر الجيد كان أردوغان وحزبه يستحضرون البعبع القديم للإرهاب الكردي والغدر الغربي، فضلاً عن استعارات حرب الثقافة حول مخاطر الشذوذ الجنسي على الأسرة والقيم الإسلامية، علاوة على أن التهديدات الموجهة لليونان تستهدف بالأساس إثارة الحماسة القومية".

وتابعت: "ساعدت هذه التكتيكات أردوغان في الفوز بالانتخابات من قبل، ربما تساعده بالفوز مرة أخرى، وإلى أن يدلي الأتراك بأصواتهم، سيظل القادة الغربيون في حالة تأثر وترقب شديد".

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الانتخابات التركية رجب طيب أردوغان المعارضة التركية الغرب

تركيا.. دولت بهتشلي حليف أردوغان يعلن تأييده تبكير الانتخابات

أردوغان يزيد التكهنات بشأن تقديم موعد الانتخابات التركية

للرئيس فترة واحدة 7 سنوات.. المعارضة التركية تطرح سياساتها المشتركة

تركيا.. استطلاعات تؤكد ارتفاع شعبية أردوغان إلى أعلى مستوى منذ عامين

إغلاق سفارات غربية بتركيا.. تهديد أمني حقيقي أم هناك مآرب أخرى؟

هل يؤدي زلزال تركيا المدمر إلى تأجيل الانتخابات؟

انشقاق أكشنار.. هل تتجاوز المعارضة التركية الصفعة أم يفوز أردوغان بالرئاسة؟

قبيل الانتخابات التركية.. لماذا يتمنى الغرب رحيل أردوغان؟ (تحليل)

21 مشروعا وإنجازا في 42 يوما.. حكومة أردوغان تستبق الانتخابات (تسلسل زمني)