نشرت منظمات حقوقية مصرية رسالة جديدة مسربة للمعتقلين من داخل سجن "بدر 3" تكشف عن زيادة في حالات الانتحار اليومي بين السجناء، في ظل منع صرف الدواء لهم وتقليل كميات الطعام.

وعنونت الرسالة التي تداولها ناشطون وحقوقيون، الأربعاء، بـ"مجاعة قاتلة"، مشيرة إلى تصاعد الأجواء داخل السجن في أعقاب مطالبة المعتقلين بفتح الزيارة لمعرفة أخبار ذويهم.

وحسب نص الرسالة "زادت حالات الانتحار اليومي بين المعتقلين بمعدل يتراوح بين 10 و13 حالة، تنوعت بين قطع الشرايين ومحاولات شنق وتناول عقاقير كثرتها يؤدي للوفاة، وكانت أخطر محاولة تلك التي قام بها المعتقل محمود الصعيدي، إذ قام بمحاولة انتحار عبر ذبح نفسه، ما أدى لحجزه في المركز الطبي في حالة حرجة".

وفي المقابل زادت إدارة السجن من إجراءاتها التصعيدية بحق المعتقلين، بعدما منعت صرف الدواء عن أصحاب الأمراض المزمنة منهم، مثل مرضى القلب والسكر، كما فصلت التيار الكهربائي عن الزنازين باستثناء مصابيح الطوارئ فقط.

وإمعانًا في التنكيل بالمعتقلين، بحسب الرسالة المسربة، أغلقت إدارة السجن "الكانتين"، وقللت كميات الطعام المخصصة لهم، ما أدى لتعريض المعتقلين لـ"مجاعة قاتلة" داخل السجن، وذلك بهدف إجبار المعتقلين على الرضوخ لمطالب الإدارة بتأجيل مطالب الزيارة إلى أجل غير مسمى.

وحسب الرسالة بدأ المعتقلون في تصعيد احتجاجاتهم بحرق البطاطين وتعليق لافتات على الأبواب مكتوب عليها عبارات تؤكد حقهم في الزيارة.

وأكد المعتقلون أن مطلبهم الوحيد هو فتح الزيارة لمعرفة أخبار أهاليهم وتشكيل لجنة تقصي حقائق دولية من خلال المفوضية السامية لحقوق الإنسان للوقوف على حقيقة ما يجري في سجون الشرق الأوسط بدلا من بيانات الشجب والإدانة.

من جانبها نفت وزارة الداخلية المصرية، تلك الاتهامات قائلة إنه "لا صحة لما تم تداوله بأحد القنوات التابعة لجماعة الإخوان بشأن وجود انتهاكات بأحد مراكز الإصلاح والتأهيل".

وأضافت في بيان: "ذلك ضمن المحاولات اليائسة من الأبواق الإعلامية التابعة لجماعة الإخوان لمحاولة إثارة البلبلة بعد فقدانهم مصداقيتهم بأوساط الرأى العام"، على حد تعبيرها.

يأتي ذلك بعدما نشرت منظمات حقوقية الثلاثاء ما قالوا إنه "رسالة مسربة بتاريخ الأول من مارس من داخل السجن"، تحت عنوان " انتفاضة بدر 3.. حصاد 10 أيام من الأحداث".

وحسب الرسالة فإن "السلطات مارست انتهاكات بحق بعض الموقوفين في محاولة لوقف تحركاتهم الرافضة المعاملة التعسفية بحقهم والتي أدت إلى محاولة انتحار 55 معتقلا وترحيل نحو 200 آخرين إلى سجون أخرى، إلى جانب منع أدوية المرضى وكبار السن والحالات الحرجة".

ووفقا للرسالة السابقة فقد تم "تغريب 50 معتقلا يشاركون في الفعاليات إلى سجن بدر 1، إضافة إلى ترحيل 200 معتقل محكوم في عدة قضايا إلى سجون أخرى".

وأكد السجناء في رسالتهم، أن المعتقلين في سجن بدر 3 بقطاعاته الأربعة، "ما زالوا يصرّون على تغطية كاميرات المراقبة؛ اعتراضاً على الأوضاع السيئة التي يشكون منها، وحرمانهم من الزيارة منذ 7 سنوات، ومنعهم من التريض، وقلة الطعام، والمراقبة المستمرة، وأسلوب التعامل غير الآدمي، والذي بناءً عليه ردت إدارة السجن، بترحيل بعض السجناء إلى سجون أخرى".

ونوهت الرسالة المسربة السابقة إلى "مشاركة محمد بديع المرشد العام للإخوان المسلمين، في تلك الفعاليات، حيث دخل في إضراب عن الطعام. وانضم للمعتقلين أعضاء مكتب الإرشاد، وآخرهم مصطفى الغنيمي، الذي أصيب بأزمة قلبية أثناء تغطيته لكاميرا المراقبة تضامنًا مع المعتقلين. وقام عصام سلطان، أمين حزب الوسط، بتغطية كاميرا المراقبة أيضًا تضامنًا معهم".

والشهر الماضي طالب السجناء، في رسالة مسربة بعثوها إلى عائلات المعتقلين؛ المنظمات الحقوقية الدولية وآليات الأمم المتحدة بالتدخل لإنهاء محنتهم ومحاسبة السلطات المصرية.

و"سجن بدر 3"، الواقع على بعد 70 كيلومترًا شمال شرق العاصمة القاهرة، تم تشييده في ديسمبر/كانون الأول 2021، وقد روجت له الحكومة المصرية كنموذج لأجندتها لإصلاح السجون.

وحسب تقارير حقوقية يوجد في السجون المصرية نحو 60 ألف سجين سياسي يعيشون ظروف اعتقال سيئة وانتهاكات مستمرة.