غاز الخليج من أجل الفقر والمناخ.. خطة لثورة طاقة منخفضة الانبعاثات بالدول الفقيرة

الخميس 9 مارس 2023 01:56 م

قدم الباحث بمركز جامعة كولومبيا لسياسة الطاقة العالمية، فيليب بينوا، مقترحا بتمويل الدول الغنية بثروة الغاز لدعم النمو الاقتصادي منخفض الانبعاثات في البلدان الفقيرة، واصفا مقترحه بأنه "ثورة طاقة" بالدول النامية.  

وذكر بينوا، في مقال نشره بموقع "ذا هيل" القريب من الكونجرس الأمريكي، وترجمه "الخليج الجديد"، أن مقترحه يتضمن تعهداً من دول الخليج بتوفير الغاز الطبيعي بسعر منخفض لمحطات الطاقة الجديدة "منخفضة الانبعاثات"، والتي تم بناؤها بتمويل مناخي، بشروط ميسرة في البلدان النامية، على أن تكون تلك المحطات مزودة بتقنيات "التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه".

ويجادل المقال بأن بناء محطات الطاقة المتجددة في جنوب الكرة الأرضية هو بديل مفضل، لكن المجتمع الدولي لم يكن راغبًا في توفير التمويل الكبير اللازم له.

وأضاف أن دولة الإمارات العربية المتحدة تتمتع، مع جيرانها من دول الخليج، بوفرة من موارد الطاقة الشمسية والغاز الطبيعي والموارد المالية، بينما تكافح العديد من البلدان الفقيرة لتوليد كهرباء ميسورة التكلفة، التي تحتاجها لدعم تنميتها، خاصة أن الدول الأكثر ثراءً أوقفت تمويلها الخارجي لمحطات توليد الطاقة التي تعمل بالفحم.

لكن الإمارات ودول الخليج الأخرى لا يمكنها تصدير مواردها الشمسية بسهولة إلى الدول النامية، بل يمكنها تصدير الغاز الطبيعي لدعم إنتاج طاقة منخفضة الانبعاثات ميسورة التكلفة في البلدان الفقيرة.

وإذا تم دمج هذه الطاقة مع محطات توليد طاقة مجهزة بتقنية "التقاط الكربون واحتجازه تخزينه"، الممولة من الجهات المانحة، سيوفر ذلك آلية لدعم النمو الاقتصادي منخفض الانبعاثات في البلدان الفقيرة، وهي الآلية التي يمكن استكشافها في الفترة التي تسبق الدورة 28 لمؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ هذا العام (كوب 28).

ويشير بينوا إلى أن قرارات مجموعة السبع والصين وغيرها لوقف التمويل الخارجي لمحطات الطاقة التي تعمل بالفحم تخدم أهدافًا مناخية مهمة، لكنها لا تلغي حاجة البلدان النامية إلى مزيد من الكهرباء بأسعار معقولة، مشيرا إلى أن ضغط أسعار الغاز الطبيعي المرتفعة والمتقلبة دفع الحكومة الباكستانية إلى التحول من بناء محطات كهرباء تعمل بالغاز إلى أخرى تعمل بالفحم رغم حجم انبعاثاتها الكربونية.

ويصف بينوا هذا التحول بأنه "مقلق للغاية" نظرًا للدمار الذي عانت منه باكستان العام الماضي من الفيضانات الهائلة، والتي من المحتمل أن تتفاقم بسبب تغير المناخ.

ويعكس قرار بناء المزيد من محطات توليد الطاقة بالفحم المعضلة الصعبة التي تواجهها العديد من البلدان الفقيرة، فهي الأكثر عرضة لتأثيرات تغير المناخ ومع ذلك فهي لا تملك رفاهية منع الاستثمار في توليد الطاقة بأسعار معقولة وعلى المدى القصير، باستخدام الفحم.

ويعتمد التسعير التفضيلي، الذي يقترحه بينوا للغاز الخليجي، على 3 ديناميكيات مترابطة، وهي: وفرة موارد الغاز في المنطقة، وبرامج الخليج للمساهمة في التنمية الاقتصادية للدول الأفقر، والجهود المبذولة لخفض الانبعاثات، مثل تطبيق تقنيات احتجاز الكربون.

وتضمن اقتراح بينوا أن تعتبر دول الخليج الدعم المضمن في توليد الطاقة منخفضة الانبعاثات "مساهمة مالية من قبل الدولة الموردة للغاز في كل من جهود التنمية الدولية والمناخ العالمي".

وهنا يشير الكاتب إلى أن العديد من البلدان تسعى إلى التوسع في استخدام المحطات التي تعمل بالغاز، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أنها تنبعث منها أقل من نصف ثاني أكسيد الكربون النتاج عن المحطة العاملة بالفحم.

لكن ذلك لا يعني أن المحطات العاملة بالغاز معدومة الانبعاثات، ويحتمل أن تكون في حدود 350 جرامًا من ثاني أكسيد الكربون/كيلووات ساعة، وهي الحدود التي يفترض معالجتها عبر تقنية التقاط الكربون واحتجازه وتخزينه.

وبحسب بينوا، فإن تلك التقنية قادرة على تقليل الانبعاثات بنسبة 90 % أو أكثر، لدرجة أنه قد يطلق عليها "انبعاثات قريبة من الصفر".

ورغم تطوير هذا التقنية واختبارها لسنوات عديدة في محطات الطاقة، إلا أنها لم تنتشر على نطاق واسع حتى الآن، ويعزو بينوا ذلك إلى كونها باهظة التكلفة، ما يقوض هدف القدرة على تحمل تكاليف الكهرباء في بلد نام.

وللتغلب على هذه العقبة، يقترح الكاتب تمويل محطات الكهرباء العاملة بالغاز بتقنية التقاط الكربون واحتجازه وتخزينه بشروط ميسرة للغاية، وعبر مجتمع المانحين الدوليين.

ويختم بينوا مقاله بالإشارة إلى أن تقنيات تصدير موارد دول الخليج الوفيرة من الطاقة الشمسية لاتزال مفتقدة، على الرغم من المناقشات الحالية حول إنتاجها للهيدروجين الأخضر.

واعتبر الكاتب أن استضافة الإمارات لمؤتمر "كوب 28" يمثل فرصة للتفكير بشكل خلاق حول كيفية تعبئة موارد الغاز في الخليج ومناطق أخرى من العالم لدعم احتياجات التنمية للبلدان الفقيرة وجهود المناخ العالمي بشكل أفضل.

المصدر | ذا هيل - ترجمة وتحرير: الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الغاز الخليج الانبعاثات الكربون الطاقة الإمارات كوب 28

4 خيارات أمام دول الخليج لاحتجاز وتخزين واستثمار الكربون

لجنة أممية: الفقر يطال 3.3 مليون مواطنا بدول الخليج