الشرق الأوسط.. ما تفعله واشنطن بالحرب تنجزه بكين بالاستثمار

السبت 11 مارس 2023 06:13 م

انتقد آدم لامون، محلل شؤون الشرق الأوسط، السياسة الخارجية الأمريكية تجاه المنطقة، معتبرا أن ما تفعله الولايات المتحدة بالحرب والعقوبات تنجره بكين بالاستثمار والعلاقات، مستشهدا بنجاج وساطة بكين في الوصول إلى مصالحة بين السعودية وإيران.

وعلى الرغم من أن اتفاق استعادة العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران يلقي الضوء على نفوذ الصين المتنامي في المنطقة، إلا أن الولايات المتحدة تحتفظ بدور لا غنى عنه، بحسب لامون في تحليل نشرته مجلة "ناشونال إنترست" الأمريكية وترجمه "الخليج الجديد".

ورسميا، قطعت السعودية في يناير/ كانون الثاني 2016  العلاقات الدبلوماسية مع إيران (ذات غالبية شيعية)؛ بعد أن هاجم محتجون إيرانيون السفارة السعودية بطهران في أعقاب إعدام الرياض رجل الدين الشيعي السعودي البارز نمر النمر مع آخرين إثر إدانتهم بالإرهاب.

وتابع لامون أن المصالحة بين الرياض وطهران، بعد سبع سنوات من التوترات، قد تؤدي إلى تغييرات كبيرة في الشرق الأوسط، وهي توضح كيف أصبحت الصين لاعبا مؤثرا في شؤون المنطقة.

وبالفعل، ألزم البيان المشترك الصادر عن بكين الجمعة السعودية وإيران باحترام متبادل للسيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لكل منهما، وإعادة فتح سفارتيهما في طهران والرياض خلال شهرين، وإحياء اتفاقية أمنية ثنائية تعود لعام 2001، واستئناف التجارة والاستثمار والتبادلات الثقافية، بحسب لامون.

وتتهم دول إقليمية وغربية، ولاسيما السعودية وإسرائيل والولايات المتحدة، إيران بامتلاك أجندة توسعية في المنطقة والتدخل في الشؤون الداخلية لدول عربية، بينها اليمن والعراق ولبنان وسوريا، بينما تقول طهران إنها تلتزم بمبادئ حُسن الجوار.

تقارب إيجابي

لامون قال إن التقارب بين السعودية وإيران حدث خلال فترة تزايدت فيها المخاوف من نشوب صراع مفتوح بين إسرائيل وإيران التي قد تصبح قريبا دولة نووية، وبعد سنوات من المنافسة المسلحة بين طهران والرياض في جميع أنحاء المنطقة، وهو تقارب إيجابي.

وتعتبر كل من إسرائيل وإيران الدولة الأخرى العدو الأول لها، وتمتلك تل أبيب ترسانة نووية لم تعلن عنها رسميا وغير خاضعة للرقابة الدولية وتتهم طهران بالسعي إلى إنتاج أسلحة نووية، بينما تقول إيران إن برنامجها النووي ممصم للأغراض السلمية بما فيها توليد الكهرباء.

وأضاف لامون أنه يُحسب لإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أنها رحبت بالانفراج بين إيران والسعودية وقالت إن الرياض أبقت واشنطن على إطلاع بتقدم المحادثات مع طهران.

ولفت إلى أن الصين هي التي تمكنت من جمع السعوديين والإيرانيين معا، بعد ثلاثة أشهر من استقبال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان للرئيس الصيني شي جين بينغ ببذخ في الرياض، في تناقض حاد مع استقباله الفاتر لبايدن قبل ستة أشهر.

تنافس غير عسكري

ومع ذلك، فإن المخاوف من التراجع الأمريكي مبالغ فيها، فلا يمكن للصين (وهي في الحقيقة غير مهتمة) أن تحل محل الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، بحسب لامون.

وأوضح أن الولايات المتحدة تظل الشريك الأمني الأول في المنطقة، ليس فقط من حيث بيع معظم الأسلحة ولكن أيضا من حيث تواجدها العسكري على الأرض.

واستدرك: لكن في حين أن واشنطن أهدرت وقتها ومواردها في الإطاحة بالحكومات في العراق وليبيا وأفغانستان عبر حروب وفرضت عقوبات على سوريا وإيران لتدميرهما، فقد مضت الصين قدما من خلال الاستثمار في البنية التحتية والعلاقات.

واعتبر أن الشرق الأوسط كبير بما يكفي لكل من الصين والولايات المتحدة، وبدلا من الذعر بشأن كل عمل صيني، فمن الأفضل لواشنطن أن تحاول فعلا التنافس مع بكين خارج المجال العسكري.

وخلص لامون إلى أنه إذا كانت الولايات المتحدة مهتمة حقا بدعم الاستقرار والتنافس مع الصين في الشرق الأوسط، فإنها بحاجة إلى انتزاع نفسها من مستنقع المنطقة وليس التعمق فيها.

المصدر | آدم لامون/ ناشونال إنترست- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الشرق الأوسط واشنطن بكين إيران السعودية مصالحة

تحليل إسرائيلي: تحطم حلمنا في تشكيل تحالف عربي ضد إيران

تطبيع إيران والسعودية.. إنجاز صغير يكشف عن 3 أهداف صينية

نووي إيران بين واشنطن وبكين.. إما تعاون مشترك أو حرب باردة

رؤية أمريكية: التنافس مع الصين في الشرق الأوسط مهم لرفاهية الولايات المتحدة