الورقة الكردية.. من يقتنص بيضة القبان في الانتخابات التركية المقبلة؟

الأحد 12 مارس 2023 08:58 ص

رصدت صحيفة "المونيتور" ارتفاعا في الأهمية الرمزية لورقة الأكراد ووزنهم النسبي، وكيف يمكن أن يكونوا بيضة القبان في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التركية التي تنطلق خلال أسابيع من الآن، متحدثة عن مهمة صعبة تواجه زعيم المعارضة كمال كليتشدار أوغلو تتمثل في حشد الدعم الكردي معه بعد أن بات مرشح المعارضة الرئيسي في الانتخابات، والتي تطمح لإقصاء رئيس البلاد رجب طيب أردوغان.

صعوبة المهمة، بحسب التقرير الذي  ترجمه "الخليج الجديد"، تتمثل في أن استمالة الأكراد من قبل كليتشدار أوغلو من شأنها أن  تثير استعداء الناخبين القوميين في كتلة المعارضة المتنوعة التي رشحته كمرشح مشترك في الانتخابات المقبلة.

بدوره، أعرب حزب "الشعوب الديمقراطي" (HDP)، الذي يُنظر إلى قاعدته الكردية على أنها قد تكون كتلة تصويتية حرجة، كما في انتخابات عام 2019، عن استعداده للحوار مع كليتشدار أوغلو، فيما يبرز كأقوى تحد للمعارضة حتى الآن لحكم أردوغان الذي دام عقدين.

ومع ذلك، فإن التعاون مع حزب "الشعوب الديمقراطي"، المتهم بنسج صلات مع المسلحين الأكراد، لا يزال يمثل مشكلة ساخنة بالنسبة لـ"تحالف الأمة" المعارض المكون من 6 أحزاب، والذي يضم قوميين معادين للحزب الكردي.

وما يزيد من الصعوبة هو أن تحالف المعارضة لا يزال عائدا لتوه من حافة الانهيار، الإثنين الماضي، بعد أن تراجع ثاني أكبر أعضائه، حزب "الجيد" (IYI)، عن الاعتراضات على ترشيح كليتشدار أوغلو كمرشح مشترك.

ولا يزال حزب "الجيد" يعارض بشدة السماح لحزب "الشعوب الديمقراطي" بالانضمام إلى التحالف أو التفاوض على أي شروط له مقابل دعمه لتحالف المعارضة. لكن زعيمة حزب "الجيد" ميرال أكشنار تركت الباب مفتوحًا أمام الاتصالات الفردية بين كليتشدار أوغلو وزعماء حزب "الشعوب الديمقراطي".

أمام هذا الواقع، يقول التقرير إن أمام أردوغان طريقين للفوز؛ الأول يتمثل في تفتيت تحالف المعارضة عبر إبعاد حزب "الجيد" عنه، وهو أمر كان وشيكا، لكن عودة أكشنار إلى التحالف، مقابل الدفع بمرشحيها المفضلين، عمدة إسطنبول أكرم إمام أوغلو وعمدة أنقرة منصور يافاش لمنصب نائب الرئيس، أجهضت هذا السيناريو.

السيناريو الثاني الذي يمكن أن يساعد أردوغان هو الفصل بين الأكراد وكتلة المعارضة.

كانت إحدى طرق تحقيق ذلك هي تقريب الأكراد من الحزب الحاكم من خلال اقتراح عملية سلام جديدة بشأن القضية الكردية، حتى لو كانت رمزية، لكن تحالف أردوغان الحالي مع حزب "الحركة القومية" (MHP) يمنع مثل هذا الخيار.  

وبدلاً من ذلك، يشعر العديد من الأكراد بالقلق من إمكانية استخدام التكتيكات التصعيدية لتأجيج التوترات السياسية والاستقطاب حول القضية الكردية لتقويض أي احتمال للتعاون بين حزب "الشعوب الديمقراطي" وكتلة المعارضة.

ووفقا للتقرير، يتساءل البعض عما إذا كان بإمكان أردوغان محاولة استخدام عبدالله أوجلان، الزعيم المسجون لحزب "العمال الكردستاني" المحظور، كما فعل في انتخابات 2019 المحلية، عندما خسر حزب "العدالة والتنمية" الحاكم سباقات رئاسة البلدية في أنقرة وإسطنبول لصالح حزب "الشعب الجمهوري".

ووفقا للصحيفة، فقد دفعت الحكومة، آنذاك، للاستفادة من نفوذ أوجلان وردع الدعم الكردي للمعارضة؛ حيث كتب الأخير رسالة تحث حزب "الشعوب الديمقراطي" على البقاء على الحياد.

ومع ذلك، فشلت هذه الخطوة لأن ناخبي حزب "الشعوب الديمقراطي" استجابوا لنداء معاكس من زعيم حزبهم السابق، صلاح الدين دميرتاش، وهو أيضًا خلف القضبان؛ ما ساعد المعارضة على الفوز.

ونقلت "المونيتور" عن مصدر مقرب من حزب "العمال الكردستاني" قوله: "قد تحاول الحكومة حظها مرة أخرى، لكننا لا نتوقع أن يتماشى أوجلان مع ذلك".

وتزعم الصحيفة وجود توجه داخل الحزب الحاكم في تركيا لإحياء مسألة عمليات عسكرية ضد التنظميات الكردية في سوريا، قبيل الانتخابات، في إطار محاولة حشد التعبئة القومية التي قد تكون مفيدة للحزب، لكنها تستبعد إمكانية أن يكون الأمر واقعيا، بسبب استمرار الرفض الأمريكي والروسي لهذه العملية، وأيضا الغضب الذي يمكن أن تسببه للجمهور المحلي الذي يريد تخصيص كافة الموارد الآن لجهود إعادة إعمار ما دمره زلزال تركيا المدمر الذي وقع في 6 فبراير/شباط الماضي.

وبين كل هذه المعطيات، تزداد أهمية ورقة الأكراد في الانتخابات المقبلة بشكل يفوق ما حدث سابقا.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

انتخابات تركيا المعارضة التركية كمال كيليتشدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري رجب طيب أردوغان الاكراد حزب الشعوب الديمقراطي

الناخبون الأكراد وراء تصويت الشعب الجمهوري ضد العمليات التركية بسوريا والعراق

قبيل الانتخابات.. تركيا تضخ أموالا في البنوك الحكومية لتشجيع الإقراض

استعداد لكافة الاحتمالات.. كيف تلّقى أكراد سوريا فوز أردوغان بالرئاسة؟