الناخبون الأكراد وراء تصويت الشعب الجمهوري ضد العمليات التركية بسوريا والعراق

الأربعاء 27 أكتوبر 2021 04:53 م

للمرة الأولى منذ سنوات طويلة صوت حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة التركية بـ"لا" على مذكرة طلبت من خلالها الرئاسة التركية تفويضا لتمديد الإذن القائم للجيش التركي للقيام بعمليات عسكرية في سوريا والعراق، في خطوة غير مسبوقة اعتبرها مراقبون بمثابة محاولة من الحزب لمغازلة الناخبين الأكراد.

واعتبر المراقبون أيضا أن الخطوة هدفها تعزيز فرص ضم حزب الشعوب الديمقراطي الكردي لتحالف المعارضة الذي يسعى لإسقاط الرئيس "رجب طيب أردوغان" في الانتخابات الرئاسية المقبلة والتي تعتبر أصوات الأكراد "حاسمة" فيها.

والثلاثاء، صوت البرلمان التركي على مذكرة تمديد مهام القوات التركية في سوريا والعراق لمدة عامين، وجرى تمرير المذكرة بدعم نواب حزب العدالة والتنمية الحاكم وشريكه بالحكم حزب الحركة القومية، كما صوت بدعم المذكرة حزب "الجيد" برئاسة "ميرال أكشنار" المنضوي تحت تحالف المعارضة.

وصوت ضد المذكرة حزب الشعوب الديمقراطي أكبر الأحزاب الممثلة للأكراد وهو أمر اعتيادي حيث صوت الحزب طوال السنوات الماضية ضد عمليات الجيش التركي في سوريا والعراق باعتبار أنها تستهدف بدرجة أساسية التنظيمات المسلحة الكردية وعلى رأسها العمال الكردستاني شمالي العراق، ووحدات حماية الشعب وقوات سوريا الديمقراطية "قسد" في شمالي سوريا.

لكن المفاجأة الكبرى، كانت في تصويت حزب الشعب الجمهوري ضد المذكرة للمرة الأولى، في نقطة تحول غير مسبوقة لم تتكشف كافة حيثياتها بعد، لكنها تشير إلى مناورة سياسية جرى إقرارها في الساعات الأخيرة سعى من خلالها حزب الشعب الجمهوري لتعزيز فرصه بالإطاحة بـ"أردوغان" في الانتخابات الرئاسية المقبلة المقررة منتصف عام 2023 وتضغط المعارضة باتجاه إجرائها بشكل مبكر.

وحتى قبيل 24 ساعة من التصويت، لم يصدر عن حزب الشعب الجمهوري أي تصريح يشير إلى نيته تغيير موقفه التقليدي بالتصويت على دعم العمليات العسكرية في سوريا والعراق، حيث حصلت هذه المذكرات دائماً على دعم كافة الأحزاب التركية باعتبار أنها تتعلق بعمليات الجيش التركي التي تهدف إلى حماية الحدود والأمن القومي والحرب على الإرهاب ومنع إقامة كيان انفصالي على الحدود التركية.

لكن التغيير المفاجئ في موقف الحزب، بحسب صحيفة "القدس العربي"، يعتقد أنه جاء رضوخاً للضغوط التي مارسها عليه حزب الشعوب الديمقراطي الكردي وذلك في محاولة من الشعب الجمهوري للحفاظ على تماسك تحالف المعارضة وكسب أصوات حزب الشعوب الكردي في الانتخابات المقبلة.

ويعتقد أن تصويت حزب الشعب الجمهوري ضد مذكرة العمليات العسكرية في سوريا والعراق جاء تحت ضغط وشروط حزب الشعوب الديمقراطي، حيث يسعى لتقديم تطمينات وضمانات للحزب الكردي في محاولة للتوصل إلى تصور نهائي حول دعم الشعوب الديمقراطي لمرشح تحالف المعارضة للانتخابات الرئاسية المقبلة.

لكن في المقابل، تبدو خطوة الشعب الجمهوري مغامرة سياسية كبيرة حيث بدأ "أردوغان" بتوجيه اتهامات للحزب بالرضوخ لشروط الشعوب الديمقراطي والوقوف ضد المصالح الوطنية والقومية، وقال أمام الكتلة البرلمانية للحزب الحاكم، الأربعاء، إن المذكرة أمر اعتيادي من 76 مذكرة مررها البرلمان التركي في العقود الماضية لمحاربة الإرهاب والتنظيمات الانفصالية.

وأضاف "أردوغان": "الشعب الجمهوري أصبح لعبة بيد الشعوب الديمقراطي وانصياعه له بات يهدد الأمن القومي التركي".

وبينما تساهم خطوة الشعب الجمهوري في منحه أصوات شريحة مهمة من الناخبين من أصول كردية وشرائح صغيرة أخرى، تصعب مهمته في اجتذاب أصوات شريحة أكبر من القوميين والمحافظين الأتراك الذي يعتبرون معارضة العمليات في سوريا والعراق والتحالف مع الشعوب الديمقراطي "مواقف غير قومية".

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

تركيا الشعوب الديمقراطي المعارضة التركية حزب الشعوب الديمقراطي الأكراد الانتخابات التركية

العراق.. الديموقراطي الكردستاني يؤكد بقاء منصب الرئاسة مع الأكراد

تركيا تهدد بإجراءات ضد مسلحي "ب ي د" وتتهم روسيا وأمريكا بالإخلال بوعودهما

الورقة الكردية.. من يقتنص بيضة القبان في الانتخابات التركية المقبلة؟