استعداد لكافة الاحتمالات.. كيف تلّقى أكراد سوريا فوز أردوغان بالرئاسة؟

الاثنين 29 مايو 2023 04:40 م

ألقى فوز الرئيس رجب طيب أردوغان في الانتخابات الرئاسية التركية بظلاله على الأكراد في مدينة القامشلي شمال شرق سوريا، الذين أعربوا عن خيبة أمل كبيرة أصابتهم. 

وخلال جولة الإعادة من الانتخابات الرئاسية التي جرت الأحد، حصد أردوغان على 52.16% من الأصوات، مقابل 47.84% لمرشح المعارضة كمال كليتشدار أوغلو، وفق ما أعلنت الهيئة العليا للانتخابات.

ويقول هوزان أبو بكر (30 عاماً)، وهو صاحب محل ملابس في القامشلي، باللغة الكردية لوكالة "فرانس برس": "نحن ككرد لم نرغب بفوز أردوغان في الانتخابات التركية"، مضيفاً: "يرى الكرد كظالمين، لكننا على العكس مظلومون".

ويضيف: "كنا نريد فوز كمال كليتشدار أوغلو؛ لا لأنه أفضل، لكن كان للكرد تحالف معه وربما لم يكن سيئاً كأردوغان".

وتصنّف أنقرة كذلك الوحدات الكردية في سوريا، التي شكّلت رأس حربة في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية، "إرهابية"، وتعتبرها امتداداً لحزب العمال الكردستاني.

ومنذ 2016، شنّت أنقرة ثلاث عمليات عسكرية داخل سوريا استهدفت أساساً المقاتلين الأكراد، وسيطرت مع فصائل سورية موالية لها على منطقة حدودية واسعة.

وفي سوق المدينة الرئيسي في القامشلي، إحدى أبرز مدن الإدارة الذاتية الكردية في شمال شرق سوريا، يتبادل أصحاب المحال التجارية أطراف الحديث حول نتائج الانتخابات التركية وتداعيات فوز أردوغان.

ويخشى حزني سليمان (32 عاماً)، وهو صاحب متجر في السوق، أن يتفرّغ أردوغان لأكراد سوريا في المرحلة المقبلة بعدما ضمن ولاية رئاسية جديدة، خصوصاً أنه هدد مراراً خلال الأشهر الماضية بهجمات عسكرية.

وتسيطر أنقرة على شريط حدودي واسع في سوريا بطول 120 كيلومتراً. وأعلن أردوغان مرارا أنه يسعى إلى إقامة ما يطلق عليه "منطقة آمنة" بعمق 30 كيلومتراً.

رغبة بالسلام

أمام متجره لبيع الأدوات الكهربائية، يقول محمد أشرف: "لا نريد أن نحارب تركيا (…) ولا نريد شيئا منها إلا السلام".

ويضيف: "لا نريد أن تشنّ حرباً علينا لأن المنطقة في الأساس في حالة حرب"، في إشارة إلى النزاع المدمّر المتواصل في سوريا منذ العام 2011، والذي تسبّب بمقتل أكثر من نصف مليون سوري وتشريد أكثر من نصف عدد السكان داخل البلاد وخارجها.

ويقول الخبير في الشأن الكردي موتلو جيفير أوغلو لـ"فرانس برس"، إن "انتصار أردوغان هو بالتأكيد تطور سلبي للأكراد"، لا سيما في سوريا، مرجحاً أن يواجهوا في الفترة المقبلة "مزيداً من الضغوط وهجمات بطائرات مسيّرة وتمكين أكبر للمجموعات المسلحة" الموالية لأنقرة.

ويرى أن الأكراد "في وضع صعب أساساً وقد يزداد صعوبة لأن حكومة أردوغان ترى الأكراد بمثابة تهديد للأمن القومي".

ويأتي فوز أردوغان فيما تشهد المنطقة تحولات دبلوماسية متسارعة، تشكّل سوريا أحد محاورها.

وشارك رئيس النظام السوري بشار الأسد الشهر الحالي في القمة العربية في مدينة جدة السعودية، في خطوة توّجت تقارباً عربياً مع دمشق بعد عزلة استمرت أكثر من 11 عاما.

وتقود روسيا، أبرز داعمي دمشق، جهوداً لمحاولة لتطبيع العلاقات بين أردوغان والأسد اللذين جمعتهما صداقة وعلاقة عائلية قبل اندلاع النزاع.

ورغم أنها لم تحرز تقدماً بعد مع اشتراط دمشق انسحاب تركيا من الأراضي السورية، لكن اجتماعات عدة عقدت بين مسؤولين من البلدين، بحضور موسكو وطهران الداعمة بدورها لدمشق.

قلق من المصالحة

ويرى جيفير أوغلو في مساعي أردوغان "للمصالحة مع الأسد مصدر قلق آخر للأكراد في سوريا، إذ من المرجح أن تحدث تلك المصالحة على حسابهم".

وفي حين يخشى أردوغان أن يقيم الأكراد حكماً ذاتياً قرب حدوده، تصرّ دمشق على تقليص المكتسبات التي حققتها الإدارة الذاتية الكردية خلال سنوات النزاع واستعادة السيطرة على أراض واسعة تحت سيطرة المقاتلين الأكراد، تضم أبرز حقول النفط والغاز وسهول زراعية واسعة.

ويقول صالح مسلم، الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي، الحزب الكردي الأبرز في سوريا، لـ"فرانس برس": "لا يمكن التكهن بتصرفات أردوغان، لكن أي تقارب بينه وبين الأسد سيكون على حساب الكرد".

ويضيف: "يبدو أنه سيستمر في سياسته السابقة، وعلينا أن نكون مستعدين للاحتمالات كافة".

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

الأكراد الانتخابات التركية رجب طيب أردوغان تركيا القامشلي

عبدالله غُل يهنئ أردوغان بالفوز في دورة رئاسية جديدة

فوز أردوغان.. هل تحتفل الدول العربية بانتصار أي زعيم آخر؟