الأقصى في رمضان.. آلاف الفلسطينيين يرابطون لمواجهة اقتحامات المستوطنين

الجمعة 24 مارس 2023 09:28 م

اصطف عشرات الآلاف من الفلسطينيين والزوار في المسجد الأقصى وساحاته لأداء أول صلاة جمعة في رمضان، فيما حرم المئات من الوصول إلى المسجد، جراء إجراءات الاحتلال الأمنية.

قال عزام الخطيب، مدير دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، إن نحو 100 ألف فلسطيني أقاموا صلاة الجمعة الأولى من شهر رمضان المبارك في المسجد الأقصى، وذلك على الرغم من القيود الإسرائيلية المفروضة عليهم.

وتوافد الفلسطينيون إلى المسجد الأقصى من القدس والمدن والبلدات العربية في الداخل المحتل منذ الصباح الباكر، في حين انتشرت قوات من الشرطة الإسرائيلية وفرضت حواجز عسكرية جديدة حول القدس.

كما انتشرت قوات كبيرة داخل أحياء القدس وأعاقت حركة السكان ومركباتهم عن الوصول إلى القدس القديمة.

وسمحت إسرائيل للنساء من جميع الأعمار وللرجال الذين تزيد أعمارهم على 55 عاما والأطفال الأصغر من 12 عامًا، القادمين من الضفة الغربية بالوصول إلى مدينة القدس من دون تصاريح لأداء صلاة الجمعة بمناسبة شهر رمضان، لكنها اشترطت الحصول على تصريح بالصلاة خلال رمضان على الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 45 و55 عاما.

ولا تشمل الإجراءات الجديدة سكان قطاع غزة، حيث تحظر السلطات الإسرائيلية وصولهم إلى القدس إلا بعد الحصول على تصاريح خاصة صعبة الشروط.

ويشكل رمضان فرصة للعديد من الفلسطينيين من سكان الضفة الغربية وقطاع غزة لزيارة مدينة القدس والصلاة في المسجد الأقصى، وبعضهم تكون هذه هي زيارته الأولى للمدينة المقدسة.

وأقامت إسرائيل جدارا حول المدينة المقدسة خلال السنوات الماضية جعل الدخول إليها يتم فقط عبر بوابات حديدية ضخمة، ويحتاج الفلسطينيون في الأوقات العادية من سكان الضفة الغربية وقطاع غزة إلى تصاريح خاصة نادرا ما تُمنح لهم.

يأتي ذلك في وقت اقتحمت قوات الاحتلال الجمعة، باحات المسجد الأقصى المبارك، وأزالت يافطات تدعو إلى نصرته.

وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية، بأن قوات الاحتلال اقتحمت باحات المسجد، ونصبت سلالم حديدية، وأزالت يافطات تدعو إلى نصرة المسجد الأقصى وتحث على شد الرحال إليه خلال شهر رمضان المبارك.

وذكرت مصادر محلية أن مجموعة من الشبان رددوا الهتافات في باحات المسجد احتجاجا على اقتحام قوات الاحتلال وإزالتها لليافطات.

يأتي ذلك بالتزامن مع إطلاق ناشطين فلسطينيين حملة "سنُفطر في القدس"، في دعوة إلى الإفطار بالمسجد الأقصى والرباط في ساحاته وعلى أبوابه خلال شهر رمضان المبارك، للتصدي لمخطط التهويد الإسرائيلي.

واستجابة لذلك، بدأ ناشطون فلسطينيون اعتكافا في المسجد الأقصى، معتزمين التصدي لاقتحامات المستوطنين، خاصة مع إعلان وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير الجمعة، نيته اقتحام المسجد الأقصى مجدداً، دون تحديد موعدا لذلك.

كما أطلق المصلون في الأقصى هتافات داعمة المقاومة، ومؤيدة للعمليات التي تقوم بها ضد الاحتلال الإسرائيلي، معلنين عن تضامنهم مع الأسرى في السجون الإسرائيلية.

ويقع المسجد الأقصى في صلب النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، وتسيطر القوات الإسرائيلية على مداخل الموقع الذي تتولى إدارته دائرة الأوقاف الإسلامية التابعة للأردن.

والمسجد الأقصى هو ثالث أقدس موقع في الإسلام، في حين يشير إليه اليهود على أنه جبل الهيكل ويعتبرونه أقدس الأماكن الدينية عندهم.

ويشهد المسجد بين الحين والآخر توترات بين المصلين والشرطة الإسرائيلية بسبب رفض الفلسطينيين دخول اليهود إليه والصلاة فيه، معتبرين هذه الخطوة استفزازاً لمشاعرهم.

ويخشى الفلسطينيون محاولة إسرائيل تغيير الوضع القائم في المسجد منذ حرب 1967 والذي يسمح بمقتضاه للمسلمين بدخول المسجد الأقصى في أي وقت، في حين لا يسمح لليهود بذلك إلا في أوقات محددة وبدون الصلاة فيه.

وتعتبر إسرائيل القدس بشقّيها عاصمتها الموحّدة، في حين يريد الفلسطينيون إعلان القدس الشرقية المحتلة عاصمة لدولتهم المستقبلية.

احتلّت إسرائيل القدس الشرقية عام 1967 وكانت تخضع للسيادة الأردنية كسائر مدن الضفة الغربية، وضمّتها لاحقاً في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.

ويوجّه الأردن مذكرات احتجاج عبر القنوات الدبلوماسية تطالب إسرائيل "بالكفّ عن انتهاكاتها واستفزازاتها وباحترام سلطة إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك التي يشرف الأردن عليها".

وتعترف الدولة العبرية بموجب معاهدة السلام الموقّعة مع المملكة عام 1994 بهذ الإشراف.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

فلسطين الأقصى اقتحام مستوطنون رباط رمضان القدس

فلسطين تحذر من تمديد أوقات اقتحامات الأقصى.. تكريس للتقسيم الزماني

غضبة الأقصى تتجدد.. فهل تشتعل كل جبهات إسرائيل؟