توالت ردود الأفعال الدولية المعلقة على الاعتداءات الإسرائيلية بحق المسجد الأقصى والمصلين والمعتكفين به، وتداعياتها، لاسيما الصواريخ المُطلقة من لبنان تجاه إسرائيل، والقصف الإسرائيلي لقطاع غزة ولبنان.

الأردن: إسرائيل بدأت العنف

فقد اعتبر وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، أن "الإسرائيليين لن يحصلوا على الأمن ما لم يحصل عليه الفلسطينيون".

وجدد، خلال مقابلة مع قناة "الجزيرة" القطرية، مساء الخميس، إدانة عمان لانتهاكات إسرائيل للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، معتبرا أن "العنف يولّد العنف، وما تقوم به إسرائيل من عدوان واستفزاز للفلسطينيين وللمسلمين وللمسيحيين يوجد بيئة لن تؤدي إلا إلى المزيد من العنف".

وأوضح الوزير الأردني أن "اعتداءات إسرائيل على المصلين المسالمين في ‫الأقصى دفع باتجاه التصعيد وخرق للقانون الدولي ومسؤولية إسرائيل بصفتها القوة القائمة بالاحتلال".

لبنان يندد بالصواريخ على إسرائيل

بدوره، اكتفى رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي بإدانة عملية إطلاق صواريخ على إسرائيل، انطلاقا من الأراضي اللبنانية، لكنه لم يتطرق إلى الاعتداءات الإسرائيلية في الأقصى.

ومساء الخميس، شجب ميقاتي عملية إطلاق الصواريخ من جنوب البلاد، مشددا على أن "الجيش وقوات يونيفيل يكثفان تحقيقاتهما لكشف ملابسات العملية وتوقيف الفاعلين".

وأضاف، خلال لقائه وزير الدفاع الإيطالي جويدو كروزيتو في بيروت أن "لبنان يرفض مطلقا أي تصعيد عسكري ينطلق من أرضه، واستخدام أراضيه لتنفيذ عمليات تتسبب بزعزعة الاستقرار القائم".

وناشد ميقاتي "الوزير الإيطالي الضغط على إسرائيل لوقف أي عمليات تؤدي إلى مزيد من التوتر في الجنوب اللبناني".

وكانت الخارجية اللبنانية قد أكدت أنها ستشكو إسرائيل في مجلس الأمن بعد قصف جيش الاحتلال مناطق داخلها، فجر الجمعة، وهو القصف الذي وصفته بيروت بـ"المتعمد والذي يشكل انتهاكا صارخاً لسيادة لبنان وخرقاً فاضحاً لقرار مجلس الأمن الدولي 1701، ويهدد الاستقرار الذي كان ينعم به الجنوب اللبناني".

وشنت مقاتلات إسرائيلية، فجر الجمعة، قصفا على عدة مناطق جنوبي لبنان، شملت سهل القليلة، ومحيط مخيم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين جنوبي مدينة صور.

تركيا: القدس خط أحمر

والجمعة، أدان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، الهجمات الإسرائيلية على المسجد الأقصى، وذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الروسي سيرجي لافروف بالعاصمة أنقرة.

وأضاف جاويش أوغلو: "أدين الهجوم الإسرائيلي الذي ينتهك حرمة المسجد الأقصى في شهر رمضان والوضع التاريخي له".

وأضاف: "لا يمكن قبول المعاملة غير الإنسانية للشرطة الإسرائيلية تجاه المعتكفين في المسجد الأقصى".

ودعا وزير الخارجية التركي إسرائيل لوقف دائم لهجماتها على المسجد الأقصى وغاراتها الجوية على الفلسطينيين.

والجمعة أيضا، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، الجمعة، إنه يتوجب على إسرائيلي أن تنهي فورا سياسة العنف التي تواصلها بشكل متعمد منذ أيام، ضد الفلسطينيين.

وأضاف في تغريدة عبر تويتر: "ندين بأشد العبارات هجمات إسرائيل غير القانونية وغير الأخلاقية على غزة".

وأردف: "يجب على الحكومة الإسرائيلية أن تنهي فورا سياسة العنف التي تواصلها بشكل متعمد منذ أيام".

وتابع : "نقف إلى جانب الشعب الفلسطيني ودعمنا لأشقائنا الفلسطينيين سيستمر".

بريطانيا: أوقفوا الاستفزازات

من ناحيتها، دعت بريطانيا، عبر وزير خارجيتها جيمس كليفرلي، إلى احترام الوضع الراهن التاريخي للأماكن المقدسة في مدينة القدس، مشددة على ضرورة وقف جميع الأعمال "الاستفزازية"، من دون أن تسمي إسرائيل صراحة في هذه النقطة.

وأدان الوزير البريطاني الهجمات الصاروخية من لبنان وغزة على إسرائيل، وشدد على اعتراف بلاده بحق تل أبيب في الدفاع عن نفسها.

أمريكا تتجنب إدانة إسرائيل

بدورها، حرصت الخارجية الأمريكية على إدانة إطلاق الصواريخ على إسرائيل من جنوبي لبنان وغزة، مؤكدة حق تل أبيب في الدفاع عن نفسها.

وقال فيدانت باتيل نائب المتحدث باسم الخارجية، في مؤتمر صحفي: "التزامنا بأمن إسرائيل صارم"، حسب شبكة "سي إن إن".

وأضاف أن بلاده "تقر بأن لإسرائيل حقا مشروعا في الدفاع عن نفسها ضد جميع أشكال العدوان".

واختتم بالقول إننا "ندين إطلاق صواريخ على إسرائيل من لبنان وقطاع غزة".

وكانت واشنطن قد تدخلت لمنع بيان لمجلس الأمن ينتقد إسرائيل بسبب الاعتداءات على الأقصى، وضرب الشرطة للمصلين داخله.

ونقل موقع "موندويز" عن مسؤول إسرائيلي قوله إن دبلوماسيين إسرائيليين نسقوا مع الولايات المتحدة لإجهاض البيان.

ووفقا لما هو وارد، حاول أعضاء بمجلس الأمن إقناع الولايات المتحدة وإسرائيل بقبول صدور البيان، على أن يتم تضمين إدانة إطلاق الصواريخ من غزة ولبنان على إسرائيل بداخله، لكن  تل أبيب أخبرت واشنطن بالرفض، خوفًا من تكافؤ أفعالها وما وصفته بالفصائل الإرهابية، وفقًا لمسؤول إسرائيلي كبير.