نفى  وزير الرياضة السعودي الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل أن تكون بلاده تمارس "الغسيل الرياضي" لتحسين صورتها، ورد على قضية مقتل الكاتب السعودي جمال خاشقجي قائلا: "فلننظر إلى الجانب المشرق من الأمر".

جاء ذلك خلال مقابلة في العاصمة السعودية الرياض مع جون ويرثيم مراسل برنامج  "60 Minutes" في شبكة "سي بي إس نيوز" (CBS News) التلفزيونية الأمريكية، بحسب تقرير لموقع الشبكة ترجمه "الخليج الجديد".

ومجيبا عن سؤال بشأن "الغسيل الرياضي"، شدد الأمير عبدالعزيز على أنه لا يتفق مع فكرة أن المملكة تستضيف فعاليات رياضية عالمية للتغطية على انتهاكات تتعلق بحقوق الإنسان.

وتابع: "أبدا، أنا لا أتفق مع هذا المصطلح، لأنني أعتقد أنك إذا ذهبت إلى مناطق مختلفة من العالم فإنك تقرب الشعوب.. الجميع يجب أن يأتوا لزيارة السعودية ورؤيتها كما هي وبعد ذلك يستطيعون اتخاذ قرارهم، إذا لم تعجبك فلا بأس".

وسأل المراسل عن مدى أهلية السعودية لاستضافة الفعاليات الرياضية العالمية، فأجاب الأمير عبدالعزيز: "أنا لا أقول إننا مثاليون، لكن ما أقوله إن ذلك يساعدنا على أن نصنع مستقبلا أفضل لسكان بلدنا".

قضية خاشقجي

كما سُل الأمير عبدالعزيز بشأن تقرير الاستخبارات الأمريكية عن أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أمر باعتقال أو قتل الكاتب الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية المملكة بمدينة إسطنبول عام 2018، بالإضافة إلى إعدام 81 شخصا في يوم واحد.

وأجاب الأمير عبدالعزيز: "ما أقوله هو أننا يجب أن ننظر إلى الجانب المشرق من الأمر.. أما أنت فتشير إلى مواضيع معينة".

وأردف: "حدث إطلاق نار جماعي في أمريكا منذ مدة، هل هذا يعني أننا يجب أن نسحب حق استضافة كأس العالم من أمريكا؟ لا، يجب أن نذهب إلى أمريكا ونقرب الشعوب من بعضها".

وهنا رد عليه ويرثيم: "لنكن واضحين، إطلاق النار الجماعي ليس أمرا من الحكومة". فعلق الأمير عبدالعزيز: "أيا كان الأمر فهناك أناس قُتلوا.. ما أحاول قوله إننا إذا نظرنا إلى الجانب السلبي فقط فلن نفعل شيئا".

وعند سؤاله عن أهمية تلك القضايا على المستوى الإنساني، أجاب الأمير عبدالعزيز: "هناك الكثير من القضايا مع دول عدة، وأنت تقول إن الأمر (قتل خاشقجي) جاء من ولي العهد وهذا ليس صحيحا وليس هناك دليل على ذلك حتى اللحظة".

وسأله ويرثيم عن تقرير الاستخبارات الأمريكية حول القضية، فأجاب: "لا أعتقد أن تقرير الاستخبارات المركزية الأمريكية يقول ذلك إذا نظرت إليه".

وفي فبراير/شباط 2021، أصدرت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تقريرا استخباراتيا رفعت عنه السرية بشأن مقتل خاشقجي وخلص إلى أن ولي العهد السعودي وافق على "عملية اعتقاله أو قتله".

ترفيه وقمع

و"في الوقت الذي اتسعت فيه الحريات الاجتماعية في السعودية، اشتد القمع السياسي"، بحسب الناشطة لينا الهذلول، وفقا للشبكة الأمريكية.

ولينا هي شيقية لجين التي عوقبت بسبب نشاطها وتم القبض عليها واتهامها بالإرهاب والحكم عليها بالسجن، حيث قالت إنها تعرضت للتعذيب. وبعد إطلاق سراحها، مُنعت من مغادرة البلاد.

وتابعت لينا: "عندما نتحدث عن الرياضة، فإننا بالطبع نريد الترفيه في السعودية.. نريد الحصول على هذا، ولكن ليس على حساب حرياتنا، لا نريد أن نعيش في خوف ولا نعرف ما إذا كان سيقتحمون منزلنا غدا ويأخذون أختنا أو بنتنا".

وفي السنوات الأخير، استثمرت السعودية نحو 7 تريليونات دولار في ما يُسمى "رؤية 2030"، وهي خطة متعددة الجوانب تحاول دمج الرياضة والترفيه في ثقافة البلاد وتنويع اقتصادها المعتمد على النفط.

ومنذ 2019، استضافت المملكة مباراة ملاكمة للوزن الثقيل وجولات من "الفورمولا 1" وسباق الخيل الأكثر ربحا في العالم، واشترت نيوكاسل يونايتد وهو فريق كرة قدم في الدوري الإنجليزي الممتاز، وأطلقت مسابقات دوري لايف جولف (LIV Tour) التي استقطبت العديد من النجوم من مسابقات جمعية الجولف للمحترفين الأمريكية (PGA Tour).