أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي باليمن، الثلاثاء، أنه لا يسعى للانفصال بل "لاستعادة دولته كاملة السيادة"، معتبرا أن ذلك "هدف استراتيجي لن يتراجع عنه تحت أي ظرف". وقال في بيان عقب اجتماع عقدته هيئة رئاسته في العاصمة المؤقتة عدن، جنوب اليمن، إن "الجنوب لا يسعى للانفصال، بل لاستعادة دولته كاملة السيادة، وهو هدف استراتيجي ولن يتراجع عنه تحت أي ظرف". وشدد على أن "حل الدولتين (جنوبية وشمالية) هو الطريق الوحيد للحل الشامل وتحقيق السلام والأمن والاستقرار الدائم في المنطقة".
يشير هذا الإعلان إلى حقيقة أن المباحثات التي تجريها السعودية مع الحوثيين مازالت بعيدة عن مناقشة مستقبل السلام الشامل في اليمن، وأن الخطة المعروضة حاليا تركز بصورة أساسية على تحقيق الهدنة الطويلة، ووقف استهداف أراضي المملكة.
ويظهر موقف المجلس الانتقالي الجنوبي أن الطريق نحو سلام شامل في اليمن مازال طويلا ومعقدا؛ نظرا للتباين الحاد داخل مكونات معسكر الشرعية نفسه، فضلا عن التباين الواسع المتوقع بين الحكومة الشرعية وبين الحوثيين حول ماهية دولة ما بعد الحرب وموقع الحوثيين فيها.
كذلك؛ يشير موقف المجلس الانتقالي إلى أن السعودية لا يمكنها تحقيق سلام حقيقي وإنهاء الحرب في اليمن دون أن تصبح المكونات اليمنية نفسها شريكة في مباحثات السلام، وإلا فإن هذه المكونات يمكنها تقويض أي مسار تسوية، أو تعطيله في الحد الأدنى.
ركزت السعودية دائما على توحيد مكونات اليمن لمواجهة الحوثيين، واكتفت باحتواء الخلافات البينية أو تأجيلها. لكن الآن مع بدء مسار التسوية الشاملة، لم يعد هناك هامشا للمناورة، وسيعاد رسم خريطة الاصطفاف داخل مكونات الشرعية بين المتمسكين بوحدة اليمن ودعاة الانفصال، وسيكون موقف القوى الإقليمية هو العامل الحاسم في احتواء هذا الأمر أو تدهوره لموجة جديدة وطويلة من الحرب الأهلية في اليمن.
ليس من الواضح إلى أي مدى قد يؤدي موقف المجلس الانتقالي إلى تصاعد التباين بين السعودية والإمارات حول مستقبل التسوية في اليمن وتوزيع النفوذ بين مكوناته؛ كما ليس من الواضح بعد إن كان موقفه يستند فقط إلى تفهم أو دعم أبوظبي، أم أن الرياض نفسها لا تعارض مشروع الانفصال؟
