قال المحلل العسكري الإسرائيلي بن كاسبيت إن "حلم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في إنشاء تحالف إقليمي، بقيادة إسرائيل، مع الدول العربية السنية ضد إيران قد تحطم"، في ما يبدو أنه يتم توحيد الجبهة بين طهران وجماعة حزب الله اللبنانية وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، وهو ما يخشاه نتنياهو.

وأردف كاسبيت، في تحليل لموقع "المونيتور" الأمريكي ترجمه "الخليج الجديد"، أنه "يبدو أن الحلم الذي طالما راود أعداء إسرائيل بتشكيل جبهة موحدة ضدها يتحقق مع قيام مسلحين في قطاع غزة ولبنان وسوريا بإطلاق صواريخ على الأراضي الإسرائيلية في الأيام الأخيرة والهجمات المميتة ضد المدنيين والجنود الإسرائيليين".

وتابع: "في حادثة نادرة، تسلل انتحاري إلى إسرائيل من لبنان الشهر الماضي حاملا ما يكفي من المتفجرات لشن هجوم يسفر عن خسائر بشرية كبيرة في وسط إسرائيل، وهو ما كان من المحتمل أن يشعل حربا كبيرة مع حزب الله والقوات الأخرى المتحالفة مع إيران، لكن لحسن الحظ لم تقتل المتفجرات أحدا (...) وتم تحديد مكان المهاجم وقتله بالرصاص".

وأضاف كاسبيت أن "التوترات زادت بشكل كبير بسبب غارتين للشرطة الإسرائيلية (خلال شهر رمضان) على المسجد الأقصى في القدس (الشرقية المحتلة)... وانتشرت لقطات فيديو مزعجة تظهر عناصر الشرطة وهم يضربون المصلين بالهراوات مما أثار غضب المسلمين في العالم".

ويقول الفلسطينيون إن إسرائيل تعمل بكثافة على تهويد القدس، بما فيها المسجد الأقصى، وطمس هويتها الإسلامية والعربية، ويتمسكون بالقدس الشرقية عاصمةً لدولتهم المأمولة، استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية التي لا تعترف باحتلال إسرائيل للمدينة عام 1967 ولا بضمها إليها في 1981.  

حرب شاملة محتملة

و"لإنهاء هذه السلسلة من الأحداث، التقى مسؤولون كبار في حركتي حماس والجهاد الإسلامي في بيروت خلال الأيام الأخيرة مع الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله لتنسيق تحركاتهم ضد إسرائيل، ووجهوا صفعة علنية في وجه نتنياهو"، وفقا لكاسبيت.

ومنذ حرب 5 يونيو/ حزيران 1967، تحتل إسرائيل أراضٍ في كل من فلسطين ولبنان وسوريا.

وأفاد لكاسبيت بأن "آخر تقييم للاستخبارات الإسرائيلية مثير للقلق أيضا، حيث يعرض احتمالية متزايدة لوقوع حرب شاملة على الجبهة الشمالية (لبنان)، لأول مرة منذ فترة طويلة".

وزاد بأن "الاستخبارات العسكرية (آمان) اعتقدت لسنوات أن قدرة الردع الإسرائيلية تقلل من فرص اندلاع حرب شاملة، لكن التقييم الأخير يشير إلى التآكل المتسارع لهذا الردع".

واعتبر أن "هذا التآكل غذاه كل من الضعف العام لحكومة نتنياهو والاحتجاجات الشديدة المناهضة لها، فضلا عن الصدع المتزايد بين إسرائيل والولايات المتحدة". ومرارا انتقدت واشنطن سياسات لحكومة نتنياهو "الأكثر تطرفا في تاريخ إسرائيل"، وفقا لإعلام عبري.

ومنذ يناير/ كانون الثاني الماضي ولعدة أسابيع، شهدت إسرائيل احتجاجات شعبية حاشدة رفضا لمشروع حكومي لإدخال تعديلات على منظومة القضاء، تعتبر المعارضة أنه يمثل "انقلابا قضائيا وبداية لنهاية الديمقراطية".

تراجع إسرائيلي كبير

ومحملا نتنياهو مسؤولية "الفوضى" الراهنة، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت إن "نتنياهو يتذمر ولا يتحمل المسؤولية" وقادة الولايات المتحدة والإمارات ومصر "ليسوا مستعدين للقائه".

وقال بينيت لـ"المونيتور" إن صالح العاروري، القيادي البارز في "حماس"، "لطالما فكر في فكرة تقارب الجبهات المختلفة ضد إسرائيل. وهذه السنة هي المرة الأولى التي ينجح فيها العاروري".

وبحسب كاسبيت فإن "مضاعفة مشاكل إسرائيل (ونتنياهو) هو تراجع كبير في مكانتها الدبلوماسية الدولية".

وأردف: "كان (رئيسا الوزراء السابقين) بينيت و(يائير) لابيد مفضلين لدى الرئيس (الأمريكي) جو بايدن، وعززا العلاقات مع رئيس الإمارات محمد بن زايد و(الرئيس المصري عبد الفتاح) السيسي وحتى الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز آل سعود وكذلك مع القادة الأوروبيين".

واستدرك: أما الآن في ظل حكومة نتنياهو فإن "السعوديين والإماراتيين والبحرينيين يسارعون إلى المصالحة مع إيران". وتعتبر كل من إسرائيل وإيران الدولة الأخرى العدو الأول لها.

وبوساطة صينية، وقَّعت السعودية وإيران، في 10 مارس/ آذار الماضي، اتفاقا لاستئناف علاقاتهما الدبلوماسية خلال شهرين، ما ينهي قطيعة استمرت 7 سنوات بين بلدين يتصارعان على النفوذ في المنطقة عبر وكلاء في دول بينها لبنان واليمن والعراق وسوريا.

وخلص كاسبيت إلى "تحطم حلم نتنياهو في تحالف إقليمي، بقيادة إسرائيل، مع هذه الدول السنية ضد إيران، حيث يجد نفسه وحيدا مع القوميين المتطرفين الذين حشدهم في حكومته".