ريسبونسبل ستيتكرافت: نتنياهو يغذي عناصر زعزعة الشرق الأوسط وسط عجز أمريكي جديد

الجمعة 14 أبريل 2023 06:30 م

حذر المحلل السياسي والأمني بول بيلار، من وجود العديد من المكونات أو العناصر الناتجة عن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، والتي تهدد بزعزعة الاستقرار والأمن في الشرق الأوسط على المدى القريب.

وأوضح بيلار، في تحليل نشرته مجلة "ريسبونسبل ستيتكرافت" الأمريكية وترجمه "الخليج الجديد" أن هذه المكونات يغذيها وجود بنيامين نتنياهو على رأس حكومة يمينية متطرفة في إسرائيل.

وأشار بيلار، وهو زميل غير مقيم بمركز جامعة جورج تاون للدراسات الأمنية، إلى أن مساعي نتنياهو لصرف الانتباه عن مشاكله السياسية، تهدد باندلاع العنف على عدد من الجبهات في الشرق الأوسط.

وأوضح أن هذه التطورات تختمر بينما تبدو الولايات المتحدة من جديد عديمة الفعالية لوقف هذه الصراعات المحتملة والخطيرة.

مكونات داخلية

وقال بيلار إن أحد المكونات الأساسية هو الموقف السياسي المحلي غير المستقر لنتنياهو، الذي سارع بتشكيل حكومة يمينية متطرفة لمواجهة مقاضاته المحتملة بتهم الفساد.

وفي محاولة لتأمين نفسه، سارع نتنياهو بطرح خطة لإدخال تغييرات على السلطة القضائية بغية إضعافها، لكن مساعيه تمت مواجهتها باحتجاجات واسعة على أصعدة متعددة، اضطر على إثرها لإعلان تأجيل الخطة من أجل كسب الوقت والتقاط الأنفاس.

ووفق بيلار، فقد كان جزء من الثمن الذي دفعه نتنياهو لتأمين خطة التغيرات القضائية، هو منح أحد كبار المتطرفين في حكومته، وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير الفرصة لتشكيل ما يسمي بالحرس الوطني.

وذكر أن التصريحات المتطرفة التي يطلقها بن غفير تغذي مخاوف مفهومة من أن قوة الحرس الوطني المذكورة ستعمل كميليشيا شخصية معادية للعرب.

في مقابل ذلك، لا تدفع أيا من هذه المعطيات، تصورات الفلسطينيين نحو التحلي بالاعتدال أو الصبر بل العكس، فمنذ تشكيل الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة الحالية قبل أربعة أشهر، تبدو الحقوق السياسية الفلسطينية وتقرير المصير بعيدة المنال أكثر من أي وقت مضى.

وعلى نفس المنوال لا تثير الاحتجاجات الإسرائيلية الشعبية ضد حكومة نتنياهو آمال الفلسطينيين في التغيير السلمي المفيد، بل قد تؤدي إلى تبديدها.

ولفت بيلار إلى أن المعطيات الآن لدى الفلسطينية تدعم فكرة أنه لا يوجد بديل عملي عن الاتجاه لاستخدام المقاومة المسلحة، مشيرا إلى أن تصادف مجي عيد الفصح وشهر رمضان هذا العام يزيد من صعوبة الموقف.

 مكونات خارجية

وبحسب بيلار فإن المكونات الخارجية التي تتعلق بالصراعات الداخلية في إسرائيل تساهم أيضا في تعزير التوتر وعدم الاستقرار بالمنطقة.

وأشار إلى أنه من أهم التطورات الإقليمية في الأشهر الأخيرة التقارب الذي ترعاه الصين بين إيران والسعودية.

وأضاف أن هذا التقارب الإيراني السعودي كان بمثابة تطور إيجابي لمصالح الجميع باستثناء اليمين الإسرائيلي وخاصة نتنياهو، الذي جعل العداء الأبدي تجاه إيران وعزلها محور استراتيجيته الخارجية والداخلية.

ولفت إلى استراتيجية نتنياهو تعمل على تحويل الانتباه الدولي عن سلوك إسرائيل ومساعدة نتنياهو على تقديم نفسه لجمهوره المحلي كمدافع عن الأمن الإسرائيلي ضد التهديدات الخارجية، لكن الآن ربما يرى رئيس الحكومة أن هناك حاجة لدعم مكوني تلك الإستراتيجية.

وذكر المحلل أن هناك خلفية إقليمية أخرى تتمثل في التسريع المستمر لبرنامج إيران النووي؛ كنتيجة مباشرة لانسحاب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الأحمق من الاتفاق النووي، والذي رحب به نتنياهو خلال فترة سابقة في منصبه، والآن عاد للمناقشة خطر بدء إسرائيل صراعا عسكريا مع إيران.

وتشكل الولايات المتحدة مكونًا خارجيًا آخر زعزعة الاستقرار المحتمل للشرق الأوسط نتيجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، حتى ولو كان ذلك بالمعنى السلبي المتمثل في الفشل في استخدام نفوذها لكبح جماح إسرائيل وردعها عن السلوك المزعزع للاستقرار.

ووفي غضون ذلك، يتساءل البعض حول أمكانية استخدام نتنياهو حيلته القديمة بافتعال صراع مع أعداء خارجيين من أجل تجنب مواجهة مشاكله السياسية

يمكن لمثل هذا الصراع، المفتعل إذا لزم الأمر، أن يساعد في إنقاذ نتنياهو من المشاكل السياسية من خلال خلق تأثير التجمع حول العلم وتشتيت الانتباه عن أسباب تلك المشاكل.

وذكر المحلل أن نتنياهو لطالما كان بارعًا في استغلال هذه الأسلوب، ومع مأزقه الحالي يعني البدء في إثارة نزاع مسلح مع الفلسطينيين أو إيران أو حزب الله أو أي مزيج منهم.

وفيما يتعلق بالفلسطينيين، قد يعني ذلك المزيد من الإجراءات الإسرائيلية مثل اقتحام المسجد الأقصى، والمزيد من التحركات الاستفزازية إذا فشلت الإجراءات السابقة في إحداث تصعيد.

فيما يتعلق بإيران، قد لا يعني ذلك هجومًا مفاجئًا مباشرًا، بل ربما يكون تصعيدًا للهجوم الجوي الإسرائيلي المستمر على أهداف مرتبطة بإيران في سوريا، بقصد أن يؤدي ذلك إلى مزيد من التصعيد.

وبحسب بيلار فإن الرئيس الأمريكي جو بايدن، مثله مثل بعض أسلافه، أراد أن يحرف الولايات المتحدة. الاهتمام بعيدًا عن الشرق الأوسط، لكن هذا لا يحدث بسبب الروابط الجيوسياسية مع الشرق الأوسط إضافة إلى المصالح الأمريكية بالمنطقة والتي تفضل استمرار بعض الصراعات أو رفض محاولة حلها.

ومن أبرزها الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، الذي، على الرغم من الحديث عن "تقليصه"، لا يرفض فقط الانكماش، بل يمكن أن يؤدي بشكل غير مباشر إلى العنف في ساحات أخرى مثل إيران.

وسوف يزيد أي صدام مسلح مع إيران الحافز لدى الدولة الفارسية لتطوير سلاح نووي، كما سوف يؤدي إلي تقليل فرصة إعاقة هذا الاحتمال من خلال الدبلوماسية.

المصدر | بول بيلار/ريسبونسبل ستيتكرافت- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

المسجد الأقصي نزاعات الشرق الأوسط حكومة نتنياهو

ضمن تحولات دراماتيكية في المنطقة.. حماس تتجه نحو السعودية

احتجاجات حاشدة في إسرائيل.. وهرتسوج: نواجه أخطر أزمة داخلية