شهد السودان، السبت، اشتباكات مسلحة واسعة، لاسيما في العاصمة الخرطوم أوقعت قتلى وجرحى، وسط اتهامات متبادلة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بمحاولة اقتحام مؤسسات تابعة لكل منهما، ومخاوف من اندلاع حرب أهلية بين العسكريين المتصارعين على السلطة.
واشتعلت الأوضاع، بسبب الخلاف بين الحاكم الفعلي للبلاد قائد الجيش الفريق أول عبدالفتاح البرهان، ونائبه قائد قوات "الدعم السريع" محمد حمدان دقلو (حميدتي)، حيث تبادل الطرفان الاتهامات حول عملية إطلاق النار والأحداث التي حصلت في الخرطوم السبت.
ففي حين قال الجيش السوداني في بيان إن قوات "الدعم السريع" حاولت مهاجمة قواته في مواقع مختلفة، اتهمت قوات الدعم السريع الجيش بمهاجمة إحدى قواعدها في الخرطوم.
كما تبادل الطرفان الحديث عن قدرته بالسطيرة على الأرض ومنشآت حيوية، وسط تضارب المواقف والرؤى، وضبابية الصورة الحقيقية على الأرض.
كانت البداية مع سماع دوي إطلاق نار في محيط مقر الجيش السوداني ووزارة الدفاع بوسط الخرطوم، حتى إن مصدرا بالجيش قال إنهم يتعاملون مع محاولة للسيطرة على القيادة العامة من قبل قوات الدعم السريع.
Armed clashes in Khartoum between the Rapid Support militia and the Sudanese army.#Sudan #السودان pic.twitter.com/l4H3xPbZzP
— Sudan News (@Sudan_tweet) April 15, 2023
🛑 عاجل:
— سودان تربيون (@SudanTribune_AR) April 15, 2023
اشتباكات في محطة البيبسي بجبرة بين الجيش والدعم السريع. pic.twitter.com/JzIJltagqc
عالمنا مضطرب
— عمر السامرائي (@jouromr) April 15, 2023
في هذه الأثناء يشهد #السودان اشتباكات مسلحة بين الجيش وقوات الدعم السريع التي تقول إنها سيطرت على مطار الخرطوم وقاعدة مروي العسكرية. pic.twitter.com/gSbXqWm1nZ
ونقلت وكالات أنباء وصحف محلية ومواقع التواصل الاجتماعي أخبارا عن وقوع اشتباكات عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع على تخوم القصر الرئاسي وقيادة الجيش ومقر إقامة البرهان، وسط حالة هلع وهروب جماعي لمواطنين من وسط المدينة وجنوبها.
وأمام ذلك، أغلق الجيش الجسور والطرق المؤدية للقصر الرئاسي (وسط الخرطوم) بالمدرعات الثقيلة، كما نشر مدافع ومركبات مدرعة في مدينة أم درمان.
كما نقل عن شهود أن تبادلا لإطلاق النار وقع في مدينة مروي السودانية الشمالية، لافتة إلى تصاعد أعمدة دخان من أماكن مختلفة وانتشار جنود في الشوارع.
أصوات إطلاق نار واشتباكات بالعاصمة السودانية الخرطوم #السودان #sudan pic.twitter.com/LbL8eOgFo1
— Ataf Mohamed عطاف محمد (@atafmohamed3) April 15, 2023
وسُمعت كذلك أصوات إطلاق نار في مدينة بحري السودانية، في محيط منشآت لقوات الدعم السريع.
وقال بيان لقوات "الدعم السريع" إنها سيطرت على القصر الرئاسي ومطار الخرطوم ومطار وقاعدة مروي شمال البلاد، كما طردت "المعتدين" على مقرها في أرض المعسكرات سوبا جنوب الخرطوم، وهو ما نفاه الجيش السوداني.
فقد تمت السيطرة الكاملة على المواقع التالية
— Rapid Support Forces - قوات الدعم السريع (@RSFSudan) April 15, 2023
٠١ القصر الجمهوري
٠٢ بيت الضيافة
٠٣ القبض على القوة المهاجمة
٠٤ السيطرة على مطار الخرطوم ومروي والأبيض
٠٥ السيطرة على عدد من المواقع بالولايات
وقالت القوات المسلحة السودانية، إن قوات "الدعم السريع" أصبحت "متمردة على الدولة"، واتهمها بنشر أكاذيب "باعتداء قواتنا عليها لتغطي على سلوكها المتمرد".
كما وصفت المخابرات العامة السودانية، في بيان مقتضب السبت، قوات الدعم السريع بـ"المتمردة".
ودعت المخابرات في تغريدة لها الشعب السوداني للحيطة والحذر.
#عاجل :
— جهاز المخابرات العامة السوداني (@GisGovSd) April 15, 2023
القيادة العامة
إعلان الدعم السريع قوة متمردة وعلى الشعب الحيطة والحذر.
ودخل الطيران الحربي التابع للجيش السوداني في الاشتباكات، قبل أن يعلن عن احتراق طائرة مدنية واحدة على الأقل في مطار الخرطوم.
⚡️ #السودان | #الخرطوم
— لؤي حمدان | صحفي 𓂆 (@louaiHamdan) April 15, 2023
لحظة شن غارة من قبل الطائرات الحربية في العاصمة السودانية الخرطوم .. pic.twitter.com/42gGiYnk3H
يأتي ذلك في وقت سمع فيه دوي انفجار ضخم في العاصمة السودانية، تحدثت وسائل إعلام أنه ناتج عن تدمير الطيران الحربي لمعسكر تابع لقوات الدعم السريع في منطقة شرق النيل.
⚡️ #السودان | #الخرطوم
— لؤي حمدان | صحفي 𓂆 (@louaiHamdan) April 15, 2023
(متداول) احتراق مقر الدعم السريع بالقرب من القيادة العامة. pic.twitter.com/3yDoh9iEU2
وتسبب خروج مطار الخرطوم من الخدمة في توقف حركة الطيران، قبل أن تعلن خطوط طيران مصر والسعودية تعليق رحلاتها من وإلى السودان.
اشتعال أحد الطائرات بمطار الخرطوم pic.twitter.com/3M9XE61I1F
— Gamar Abdulrahim (@Qamaroo3) April 15, 2023
ولم يقف الأمر عند الخرطوم، حيث قال شهود عيان إن اشتباكات اندلعت السبت، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.
كما تسببت الاشتباكات في انقطاع بث التليفزيون الرسمي السوداني، لوقت قصير، بعد سماع دوي إطلاق نار في محيطه.
ونقلت وكالة "رويترز"، أن مذيعا ظهر على شاشة تليفزيون السودان الرسمي لفترة وجيزة، وقال إن اشتباكات تدور هناك فيما سُمعت أصوات إطلاق نار في الخلفية، قبل أن ينقطع البث.
١١-
— أحمدصالحAhmd Saleh (@iAHMEDsalleh) April 15, 2023
انقطاع البث عن التليفزيون السوداني بعد اصوات ضرب نار داخل المقر pic.twitter.com/sZi3kQXkNQ
في وقت قال مصدر بهيئة الإذاعة السودانية، إن غرفة التحكم بالتليفزيون تعرضت للقصف، دون تقديم المزيد من التفاصيل.
قبل أن يضيف أن العاملين في استديوهات الأخبار يحاولون الاحتماء من القصف.
ومنذ الخميس، تتصاعد حِدة التوتر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، حيث توالت تحركات القوات من كلا الطرفين في العاصمة الخرطوم، وفي منطقة مروي بشمال السودان.
الان ..المدينة الرياضية الجيش ضد الدعم السرييع pic.twitter.com/JFrOxEXK9H
— 𝚅𝚒𝚎 𝙳𝚒𝚜𝚜𝚘𝚕𝚞𝚎 (@_xshv) April 15, 2023
كما شُوهدت عربات مسلَّحة تابعة للدعم السريع تدخل الخرطوم، في حين قالت مصادر إن الجيش أرسل تعزيزات إلى مروي، ووضع قواته في حالة استعداد قصوى.
وشُوهدت في الخرطوم أعداد كبيرة من سيارات الدفع الرباعي المسلَّحة التابعة للدعم السريع، وهي تعبر جسور الخرطوم، فضلاً عن حاملات جنود مدرَّعة ومدرَّعات خفيفة على ناقلات، تدخل المدينة.
في السياق نفسه أكد قادة حركات مسلَّحة، أن جهودهم لنزع فتيل الأزمة أقنعت حميدتي بعدم التصعيد، وأنه أبلغهم باستعداده للجلوس مع البرهان للوصول إلى حل جذري للأزمة.
الأمر ذاته، ذكره الوسطاء نقلا عن البرهان، الذي قال إنه "مستعد للإقدام على أية خطوة تعين على حلحلة الإشكال الطارئ بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع وإعادة الأمور لنصابها الطبيعي".
ويخيم جو من الترقب والقلق على شوارع السودان، بعد احتدام الخلاف بين البرهان ونائبه حميدتي اللذين يمثلان أبرز كيانين عسكريين في البلاد، هما الجيش وقوات الدعم السريع، بسبب مطالبات بدمج الأخيرة في الجيش الوطني.
ويشهد السودان انسدادا سياسيا بسبب الخلاف بين البرهان وحميدتي.
ومطلع الشهر الحالي، تأجل مرتين التوقيع على اتفاق بين العسكريين والمدنيين لإنهاء الأزمة التي تعيشها البلاد منذ انقلاب البرهان على الحكومة المدنية في 2021، بسبب خلافات بين الأخير وحميدتي.
ومن شأن هذا الاتفاق الجديد الذي لم يوقع، إحياء عملية الانتقال الديمقراطي في السودان أحد أفقر دول العالم، وفتح الباب أمام خروج البلاد من الأزمة.
ويعود السبب الرئيسي لعدم توقيع الاتفاق إلى الخلافات بين البرهان وحميدتي حول شروط دمج قوات الدعم السريع في الجيش.