زعم المستشار السياسي لقائد قوات "الدعم السريع" شبه العسكرية في السودان يوسف عزت أن ما تواجهه تلك القوات وسبق وأن مرت به إسرائيل آلاف المرات مع ما سماها "المنظمات الإرهابية".

ومنذ 15 أبريل/ نيسان الجاري، تدور اشتباكات في العاصمة السودانية الخرطوم ومدن أخرى بين الجيش، بقيادة رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق عبد الفتاح البرهان، وقوات "الدعم السريع" بقيادة نائب رئيس المجلس محمد حمدان دقلو (حميدتي).

وخلال اتصال هاتفي أجراه مع روعي كايس مراسل قناة "كان" التابعة لهيئة البث الإسرائيلية (رسمية)، أضاف عزت: "أقول للشعب الإسرائيلي والحكومة الإسرائيلية ما تتعرض له الخرطوم وقوات الدعم السريع هو هجوم يشنه الجيش واستغلته العصابة الإسلامية الإرهابية".

وتابع: "ما نتعرض له تعرضت له إسرائيل آلاف المرات من المجموعات الإرهابية مثل (حركة المقاومة الإسلامية) حماس والمنظمات الأخرى التي يعرفها الشعب الإسرائيلي جيدا.. هذا ما نتعرض له اليوم وسنتصدى له بكل بسالة ونهزمه".

وتؤكد "حماس" أنها حركة مقاومة لإسرائيل التي تحتل أراضٍ فلسطينية وتمنع قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها مدينة القدس الشرقية.

واعتبر كايس أن عزت يحاول "تجنيد" الرأي العام الإسرائيلي بمساواته بين الهجوم الذي تشنه قوات الجيش وهجمات ما سماها "المنظمات الإرهابية" على إسرائيل.

التطبيع مع إسرائيل

وبوساطة أمريكية، وقَّع السودان في يناير/ كانون الثاني 2021 إعلانا يمهد الطريق نحو تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وفي أبريل/ نيسان من ذلك العام، وافق على مشروع قانون يلغي مقاطعة عام 1958 للبلاد.

ومن أصل 22 دولة عربية، تقيم ست دول هي مصر والأردن والإمارات والبحرين والسودان المغرب علاقات معلنة مع إسرائيل التي تواصل منذ حرب 5 يونيو/ حزيران 1967 احتلال أراضٍ عربية في كل من فلسطين ولبنان وسوريا.

وقال دبلوماسيون إسرائيليون لموقع "المونيتور" (Al Mointer) قبل أيام إن الصراع الراهن بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" "سيؤخر اكتمال تطبيع العلاقات بين البلدين، حيث تشترط الخرطوم لذلك وجود حكومة مدنية.

وتبادل الجيش و"الدعم السريع" اتهامات ببدء القتال، كما يتبادلان إعلانات متضاربة عن تحقيق مكاسب على الأرض مع انهيار ثلاث هدنات بدأت أحدثها في أول عيد الفطر الجمعة، فيما بلغت حصيلة الضحايا 420 قتيلا و3700 جريح، ونزح عشرات الآلاف من مناطق الاشتباكات نحو ولايات أخرى أو في اتجاه تشاد ومصر، وفقا للأمم المتحدة.

وبين القائدين العسكريين خلافات أبرزها حول مقترح لدمج "الدعم السريع" في الجيش، وهو شرط أساسي لاتفاق يهدف إلى عودة الحكم المدني في البلاد، بعد أن تحالف البرهان وحميدتي معا للإطاحة بالشركاء المدنيين من حكم المرحلة الانتقالية في 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2021 عبر فرض البرهان إجراءات استثنائية أبرزها حل مجلسي السيادة والوزراء وإعلان حالة الطوارئ.

ويريد البرهان إتمام عملية دمج "الدعم السريع" في الجيش خلال عامين، هي مدة مرحلة انتقالية جديدة مأمولة، بينما يرغب حميدتي أن يستغرق الدمج عشر سنوات، وهو خلاف يرى مراقبون أن خلفه أطماع من الطرفين في السلطة والنفوذ.

ووفقا لتقديرات غير رسمية، يمتلك الجيش حوالي 124 ألف عسكري، مقابل نحو مئة ألف فرد لدى "الدعم السريع"، التي أُسست في 2013 لدعم القوات الحكومية ضد حركات التمرد المسلحة في إقليم دارفور (غرب)، ثم تولت مهاما بينها مكافحة الهجرة غير القانونية عبر الحدود وحفظ أمن البلاد.