السودان.. حرب الجنرالات بين البرهان وحميدتي لن تنتهي بمنتصر

الثلاثاء 25 أبريل 2023 06:22 م

اعتبر الباحث السوداني المتخصص في قضايا التنمية والحوكمة أسامة أبو زيد، أن حرب الجنرالات الدائرة حاليا في السودان بين الجيش وقائده عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع وقائدها محمد حمدان دقلو (حميدتي)، لن تنتهي بمنتصر.

وذكر أبو زيد في تحليل نشره موقع ميدل إيست آي، وترجمع "الخليج الجديد"، أن الاشتباكات الدائرة بين الجانبين، والتي بدأت في وقت سابق من هذا الشهر، استهدفت مواقع استراتيجية مثل المطارات ومقرات الجيش، وأسفرت عن مقتل أكثر من 400 شخص وإصابة أكثر من 3 آلاف و500 أخرين.

وأوضح أن الاشتباكات اندلعت بعد خلاف البرهان وحميدتي حول دور قوات الدعم السريع في الاتفاق الإطاري في 2022، بما في ذلك من سيكون له السيطرة في نهاية المطاف على المقاتلين والأسلحة.

وأضاف أن هذا الخلاف خلق عقبة كبيرة أمام الاتفاق الإطاري الذي وقع عليه القادة العسكريون والمدنيون لإنهاء الحكم العسكري وتسهيل انتقال السلطة عبر الانتخابات.

وتسببت الحرب في وضع إنساني كارثي، وتوقف حوالي ثلثي المستشفيات بالمنطقة في غضون أيام من بدء الاشتباكات، وقام عدد من الدول، بما في ذلك السعودية والولايات المتحدة، بإجلاء المواطنين أو موظفي السفارة من السودان.

بالنسبة للخرطوم، يعاني سكانها من نقص حاد في الضروريات الأساسية، بما في ذلك المياه، التي انقطعت في مناطق شاسعة هناك.

ووسط انقطاع الكهرباء لفترات طويلة، يتحصن العديد من المدنيين في منازلهم دون طعام، وغير قادرين على الخروج بسبب القتال المستمر والوضع الأمني ​​الهش.

وسيزداد نقص الأدوية والمواد الغذائية إذا استمر القتال. بالفعل، أجبرت معظم الصيدليات ومحلات السوبر ماركت والمتاجر على الإغلاق.

بلا منتصر

وأوضح الباحث السوداني أن كلا من قائد الجيش وقائد الدعم السريع يدركان تماما أنه لا توجد معركة عسكرية على الأرض قادرة على تحقيق حل نهائي لخلافهما السياسي. بدلاً من ذلك، يسعى كل جانب إلى إضعاف الآخر وهزيمته في محاولة لتأمين وضع تفاوضي أفضل لقواته.

وذكر أن الصراع المستمر بين البرهان وحميدتي ليس حربًا يمكن كسبها بسهولة، نظرًا لتعقيد سياقه الجيوسياسي والجغرافي.

وأضاف إن الحرب تتطور في العاصمة التي يسكنها ملايين المدنيين، مشيرا إلى أن محاولة تجنب إيذاء المدنيين أثناء استهداف القواعد العسكرية مهمة صعبة للغاية.

ولفت إلى أن التداعيات الجذرية ومتعددة المستويات سوف تستمر في الظهور مع تواصل المعارك، وتلوح في الأفق أزمة نزوح داخلي واسعة النطاق، من الخرطوم إلى ولايات أخرى، حيث يشكل الصراع تهديدًا كبيرًا لاقتصاد البلاد غير المستقر، وتتعرض البنية التحتية الهشة لخطر التدمير الكامل.

وبيّن أن الخروج من هذا المستنقع يستلزم النظر في الجانب الثالث من مثلث القوة الذي يضم الجيش وقوات الدعم السريع والشعب السوداني.

واستطرد بالقول: "يبدو أن غياب المواطنين السودانيين عن هذه المعادلة تسبب في اختلال التوازن، لكي يُسمع صوت الشعب السوداني، يحتاج إلى تمثيل من خلال كيانات المجتمع المدني - الطريق الوحيد نحو سلام مستدام. كما أن المبادرة السودانية الموحدة يجب أن يتم تسخيرها ودعمها من قبل الفاعلين الإقليميين".

من جانبه، يحتاج المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل، باستخدام الدبلوماسية والعلاقات الإقليمية متعددة الأطراف القائمة، للمساعدة في منع السودان من الانزلاق إلى الفوضى الكاملة.

وأشار الباحث إلى أن الجامعة العربية دعت إلى هدنة خلال العيد لتمكين المواطنين السودانيين من تلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة؛ "إذا تم تنفيذه بنجاح، فقد يكون هذا نقطة انطلاق لحوار بناء".

لكن حتى مع بدء الاحتفالات بالعيد، الجمعة، استمر الصراع، مشوهًا اليوم المقدس بأصوات إطلاق النار والقصف الجوي وقاذفات الصواريخ.

وخلص الباحث السوداني إلى أنه في نهاية المطاف، لن يكون هناك منتصر في هذه الحرب، وستخسر الدولة نفسها الكثير، مؤكدا أنه يجب أن توجه الموارد المخصصة لهذا الصراع نحو تنمية السودان، بدلاً من تمزيقه.

المصدر | أسامة أبوزيد/ميدل إيست آي - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السودان الحرب السودانية قوات الدعم السريع محمد حمداني دقلو حميدتي عبدالفتاح البرهان قائد الجيش السوداني

460 قتيلا في 11 ولاية منذ بدء الاشتباكات في السودان

بعد أنباء فراره.. وكالة: البشير نُقل لمستشفى قبل اندلاع القتال

عمر البشير وقيادات في نظامه خارج سجن كوبر.. ماذا يعني؟

تحذير سوداني: انتصار حميدتي ينذر بتكرار "سيناريو الصومال"

البرهان رافضا الجلوس مع حميدتي للتفاوض: قواته متمردة

يحمل رسالة من البرهان.. السودان يرسل مبعوثا إلى مصر

الصراع في السودان.. وساطات متتالية دون جدوى (إطار)