3 سيناريوهات.. مستقبل السويد مع الناتو تحسمه انتخابات تركيا

الأربعاء 26 أبريل 2023 09:31 ص

اعتبر الباحث رجب سويل أن الناخبين الأتراك عندما يذهبون إلى صناديق اقتراع الانتخابات العامة، في 14 مايو/ أيار المقبل، سيفعلون أكثر من مجرد تقرير مستقبل بلدهم، فمن المحتمل أيضا أن يقرروا مستقبل السويد مع حلف شمال الأطلسي (الناتو) عبر ثلاث سيناريوهات محتملة.

سويل لفت، في تحليل نشره موقع "بريكنج ديفينس" (Breaking Defense) الأمريكي المختص في الشؤون العسكرية وترجمه "الخليج الجديد"، إلى أنه بعد وقت قصير من بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير/ شباط 2022، تخلت فنلندا والسويد عن عقود من عدم الانحياز العسكري وتقدمتا بطلب للانضمام إلى "الناتو"، بقيادة الولايات المتحدة.

وتابع: "لكن أردوغان عرقل مساعي الحلف، وطالب البلدين بخطوات ضد عشرات المشتبه بهم الذين تربطهم أنقرة بمسلحين أكراد محظورين ومحاولة انقلاب فاشلة عام 2016، كما طلب إلغاء حظر الأسلحة المفروض على تركيا".

وأردف أن "البلدين اتخذا خطوات لحل المشكلة، خاصة بعد التوقيع على مذكرة تفاهم مع تركيا في يونيو/ حزيران الماضي، وإنهاء حظر الأسلحة المفروض على أنقرة، لكنهما ظلا معطلين حتى نهاية عام 2022".

واستطرد: "فجأة، تخلى أردوغان عن معارضته لعضوية فنلندا، قائلا إنها اتخذت الخطوات المطلوبة. وتحرك أعضاء "الناتو" بسرعة؛ مما سمح لها بالانضمام إلى الحلف في 4 أبريل/ نيسان الجاري".

وقال مصدران مطلعان على تفكير الحكومة التركية لـ"بريكنج ديفينس"، إن أردوغان قرر التخلي عن معارضته لمحاولة فنلندا الانضمام للحلف من أجل تخفيف الضغط من الغرب قبل الانتخابات، ليتمكن من التركيز على السياسة الداخلية.

ويوجد، وفقا لسويل، تفاؤل في دوائر "الناتو" بأن الأمور قد تتغير بعد الانتخابات، لافتا إلى قول الأمين العام للحلف الناتو ينس ستولتنبرج مؤخرا: "نتوقع أن تكون السويد عضوا في الناتو بحلول قمة فيلنيوس (عاصمة لتوانيا) في يوليو (تموز المقبل)".

خسارة أو برلمان منقسم

ولكن ما إذا كان أردوغان سيبقى في السلطة سيحدد الخطوات التالية لمحاولة السويد، بحسب سويل، الذي اعتبر أنه توجد ثلاثة سيناريوهات: خسارة أردوغان أو انقسام البرلمان أو فوز أردوغان.

واعتبر أن "أسهل إجابة للسويد هي أن يفقد أردوغان قبضته على السلطة"، حيث تظهر استطلاعات للرأي احتمال فوز المرشح الرئاسي المشترك للمعارضة كمال كليتشدار أوغلو حتى لو عبر جولة إعادة في 28 مايو/ أيار المقبل.

والأسبوع الماضي، قال أونال سيفيكوز، كبير مستشاري كليتشدار أوغلو، إنه إذا فاز الأخير فربما تتم الموافقة على محاولة السويد قبل قمة "الناتو" يومي 11 و12 يوليو/ تموز المقبل، لكنه حذر من أن الحكومة والبرلمان الجديدين لن يبدآ مهامهما قبل منتصف يونيو/ حزيران القادم، وربما لا يكون هناك وقت كافٍ للمصادقة على الطلب.

واعتبر سنان أولجن، وهو دبلوماسي تركي سابق وزميل في مركز "كارنيجي أوروبا" ببروكسل، في حديث لـ"بريكنج ديفينس"، أنه إذا فاز كليتشدار أوغلو بجولة الإعادة في 28 مايو/أيار، فلن يكون هناك متسع من الوقت لاستكمال عملية التصديق.

وتابع: "قد تذهب الحكومة إلى فيلنيوس مع تعهد رسمي بموافقتها على طلب السويد في أقرب وقت ممكن، وهذا يمكن أن يكون كافيا من الناحية السياسية".

وحذر أولجن من أن الحكومة المقبلة ستظل بحاجة إلى رؤية نوع من التقدم من جانب السويد في مكافحة الإرهاب، وربما إجراء تحقيقات ضد المؤسسات المرتبطة بالإرهاب وتمويله.

وأضاف أنه "ومع ذلك، تميل الحكومة المقبلة إلى الموافقة على طلب السويد لأنها ترغب في بداية جديدة مع الناتو والغرب، لكن السويد يجب أن تساعد الحكومة".

و"السيناريو الأكثر تعقيدا هو برلمان منقسم، حيث كليتشدار أوغلو يصبح رئيسا لكن أردوغان يحتفظ بالأغلبية"، بحسب سويل.

واعتبر أولجن أنه "في هذه الحالة، ستحتاج الحكومة الجديدة إلى إقناع التحالف السياسي بقيادة أردوغان لإكمال العملية (الموافقة على طلب السويد)".

احتفاظ أردوغان بالرئاسة

وحتى في حال احتفظ أردوغان بالرئاسة، وفقا لسويل، فلن تفقد السويد كل الأمل، حيث لا يعتقد أولجن أن أردوغان سيحول دون عضويتها إلى الأبد، خاصة بالنظر إلى مدى إنزعاج حلفاء "الناتو" الآخرين من أنقرة وخطر التأثير الاقتصادي على تركيا، لا سيما من الولايات المتحدة.

وأردف أولجن أن "السويد لعبت دورا نشطا في مؤتمر المانحين للزلزال (المدمر الذي ضرب تركيا في 6 فبراير/ شباط الماضي) كرئيسة للاتحاد الأوروبي، وقدمت حزمة مساعدات كبيرة لتركيا.. وإذا كنت أيضا تفكر في حالة الاقتصاد التركي واستنزاف احتياطيات البنك المركزي التركي، فهناك حاجة إلى سياسة أكثر عقلانية تجاه الغرب".

وقال مصدر مطلع على تفكير الحكومة التركية لـ"بريكنج دينفينس": "في حال احتفظ أردوغان بالسلطة فسيرغب في رؤية تحركات من السويد لمكافحة الإرهاب قبل الموافقة على عضويتها في الناتو.. يمكنهم اتخاذ خطوات إدارية ملموسة لإرضاء المخاوف التركية قبل قمة فيلنيوس، وما زالت هناك فرصة لأن يصبحوا أعضاء في الناتو بحلول ذلك الوقت".

ومشيرا إلى احتمال موافقة أردوغان بشكل مفاجئ على طلب السويد ضمن المعركة الانتخابية، قال سويل إنه "مع اقتراب موعد الانتخابات، قد يقرر أردوغان أن لديه الكثير ليكسبه عبر إصلاح العلاقات مع الغرب أكثر مما يفعل من خلال تصعيد التوترات".

المصدر | رجب سويل/ بريكنج ديفينس- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

تركيا انتخابات أردوغان كليتشدار أوغلو السويد عضوية الناتو

كل ما تريد معرفته عن الانتخابات التركية 2023 (2/2)

إسطنبول.. مباحثات أردوغان وستولتنبرج لم تحمل انفراجة لعضوية السويد بالناتو

محكمة سويدية تسمح بتسليم مناصر لحزب العمال الكردستاني إلى تركيا