تصدر السعودية جهود الإجلاء من السودان.. ماذا يعني؟

السبت 29 أبريل 2023 11:03 ص

يوسف علي أوغلو - الخليج الجديد

تصدرت السعودية في الأيام الأخيرة جهود إجلاء رعايا عشرات الدول من السودان الذي يشهد تصعيدا عسكريا محتدما بين الجيش السوداني بقيادة الفريق أول عبدالفتاح لبرهان، وقوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو (حميدتي).

وتمكنت المملكة، حتى الجمعة، من إجلاء 2991 شخصا، بينهم 119 سعوديا، والباقي مواطنون من 80 دولة أوروبية وآسيوية وأفريقية وعربية. وتتم عمليات الإجلاء من ميناء بورتسودان إلى ميناء ‎جدة السعودي، ومنها إلى الدول التي ينتمون لها.

 

  • يسعى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، عبر بث صور الرعايا الأجانب، وخاصة الغربيين، وهم يصلون إلى بر الأمان في ميناء جدة هربا من جحيم القتال في السودان، إلى تعزيز صورة بلاده كدولة محورية يعتمد عليها في تحقيق استقرار المنطقة ودعم جهود العمل الإنساني، خاصة أن قطر سبق لها أن حققت مكاسب دبلوماسية مماثلة من لعب هذا الدور عبر جهود نقل الرعايا الأجانب من أفغانستان عقب الانسحاب الأمريكي.
  • وبالفعل نال تصدر المملكة لجهود إجلاء الرعايا الأجانب من السودان ثناء قادة دول غربية عدة، وفي مقدمتهم الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي وجه الشكر إلى السعودية على مساعدتها في إجلاء الدبلوماسيين الأمريكيين.
  • لكنّ الأهم من ذلك، أن هذه الجهود تواكب تحركات سعودية مؤخرا تعكس مراجعة شاملة لسياسة المملكة الإقليمية؛ حيث تعيد الرياض بناء صورتها الدبلوماسية من خلال تبني سياسة إقليمية تقوم على إنهاء النزاعات وطي صفحة السنوات الماضية التي واجهت فيها المملكة انتقادات غربية على خلفية حرب اليمن ومقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
  • ويأتي ذلك أيضا كخطوة معززة لدبلوماسية الوساطة في الإفراج عن الأسرى الأوكران والروس والمواطنين الغربيين المحتجرين في روسيا، والتي أتت أكلها في الفترة الأخيرة بالتعاون مع الجانب الإماراتي.
  • من جهة أخرى، تعكس التحركات السعودية نفوذ المملكة في الملف السوداني، وتأثيرها على طرفي النزاع. وهي رسالة ستعمل الرياض على توكيدها إقليميا خلال الفترة المقبلة؛ حيث لا يستهدف ولي العهد السعودي فقط إنهاء التوترات مع جهات مثل إيران وسوريا، وقبلهما تركيا، لكنّه يستهدف استثمار هذه العلاقات، جنبا إلى جنب مع تنويع التحالفات الدولية، كي يمنح المملكة موقعا لا يقبل المنافسة في قيادة السياسة العربية.

موضوعات متعلقة