بحث الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي، مع وكيل وزارة الخارجية السوداني المبعوث الخاص لرئيس مجلس السيادة الانتقالي لدول الجوار والاتحاد الأفريقي السفير دفع الله الحاج علي، آخر التطورات في السودان.

جاء ذلك خلال لقائهما الأحد، في مقر الأمانة العامة لمجلس التعاون بالرياض.

وخلال اللقاء، دعا البديوي إلى التهدئة وتغليب المصلحة الوطنية، ووقف كافة أشكال التصعيد العسكري، بما يحافظ على مقدرات ومكتسبات السودان وشعبه الشقيق.

كما أكد حرص مجلس التعاون على أمن السودان وسلامته واستقراره والحفاظ على تماسك الدولة ومؤسساتها، ومساندة السودان في مواجهة كافة التحديات لتحقيق تطلعات شعبه الشقيق.

وأشاد البديوي بالدور الإنساني الذي اضطلعت به السعودية وكافة دول المجلس في الأزمة الحالية في السودان، كما نوه بجهود الجامعة العربية، والمجموعة الرباعية، وكافة الجهود الدولية والإقليمية بهدف التوصل إلى توافق بين القوى السياسية، وإنهاء الأزمة وتحقيق الأمن والاستقرار في السودان.

وقبل ذلك، استقبل وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، المبعوث السوداني، ودعاه للحفاظ على "مقدرات ومكتسبات السودان وشعبه الشقيق"، مؤكدا "دعوة المملكة إلى التهدئة وتغليب المصلحة الوطنية ووقف كافة أشكال التصعيد العسكري".

ومنذ 15 أبريل/نيسان الماضي، يعاني السودان من اشتباكات شرسة بين الجيش بقيادة رئيس مجلس السيادة فريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع، بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وهو ما يعتبره مراقبون صراعا على السلطة والنفوذ في بلد يأمل في العودة إلى الحكم المدني.

وعلى الرغم من إعلان عدة هدن بين الطرفين، لا تزال أصوات القذائف وإطلاق الرصاص تسمع كل يوم، ما أوقع ما لا يقل عن 528 قتيلا و4599 جريحا، وفق بيانات رسمية، لكن يرجح أن تكون الحصيلة أكبر من ذلك.

وبين البرهان وحميدتي خلافات أبرزها حول مقترح لدمج "الدعم السريع" في الجيش، وهو شرط أساسي لاتفاق يهدف إلى عودة الحكم المدني في البلاد، بعد أن فرض البرهان في 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021، حين كان متحالفا مع حميدتي، إجراءات استثنائية اعتبرها الرافضون "انقلابا عسكريا" على الشركاء المدنيين في حكم المرحلة الانتقالية.

وأُسست قوات الدعم السريع في 2013 لمساندة القوات الحكومية في قتالها ضد الحركات المسلحة المتمردة في إقليم دارفور (غرب)، ثم تولت مهاما منها مكافحة الهجرة غير القانونية عبر الحدود وحفظ أمن البلاد.