لاجئون سودانيون.. رحلة مميتة نحو مصر ومعاناة شديدة على المعبر

الاثنين 1 مايو 2023 10:22 ص

خاض سودانيون فروا من الحرب رحلة مميتة محفوفة بالمخاطر نحو الحدود مع مصر، لكنهم لم يجدوا سوى القليل من الترحيب من السلطات المصرية وعانوا من نقص شديد في الخدمات وانتظار طويل للعبور، وفقا لروث مايكلسون في تقرير بصحيفة "الجارديان" (The Guardian) البريطانية ترجمه "الخليج الجديد".

ومنذ منتصف أبريل/نيسان الماضي، يشهد السودان قتالا بين الجيش، بقيادة رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق عبدالفتاح البرهان، وقوات "الدعم السريع"  بقيادة نائب رئيس المجلس محمد حمدان دقلو -حميدتي، وهو ما يعتبره مراقبون صراعا على السلطة والنفوذ في أحد أفقر دول العالم.

وقالت رنا أمين، طالبة هندسة (23 عاما) إنها دفعت مع 5 من أفراد عائلتها ما يعادل 475 جنيها إسترلينيا للفرد (لحافلة) من أجل السفر إلى المعبر الحدودي (أرقين) مع مصر على بعد حوالي ألف كيلومتر، وبمجرد وصولهم انتظروا 3 أيام للعبور في الصحراء.

وتابعت: "كانت رحلة مميتة.. عند المعبر، بالكاد كان هناك طعام وماء ولا دورات مياه. الأطفال يبكون وهم مستلقون على الأرض والنساء متعبات جدا. آلاف الرجال يقفون في طوابير طويلة للغاية للحصول على تأشيرات دخول مقابل قلة قليلة من موظفي الحدود".

وذكر آخرون أن مسؤولي الأمن المصريين احتجزوا شبابا لساعات وفصلوهم عن أهلهم، بدعوى الحاجة لمزيد من الفحوصات الأمنية، بحسب روث.

وأفادت رنا بأنه من وقت إلى آخر كانت شاحنة تجلب المياه إلى المتجمعين عند المعبر، لكن قبل أن تصل كانت المياه تنفد، وهرع الناس إلى الشاحنة ونهبوا كل المياه.. وكانت أسعار المواد الغذائية على الحدود 3 أضعاف أسعارها المعتادة في أماكن أخرى.

بلا طعام ولا ماء

منير عبدالمحسن، وهو سوداني فر عبر الحدود المصرية واستقل طائرة عائدة إلى الإمارات بعد رحلة إلى السودان لمقابلة الأصدقاء، قال إنه انتظر يوما ونصف يوم عند المعبر الحدودي.

وتابع: "كانت الفوضى على الحدود.. كان هناك الكثير من الأشخاص القادمين من السودان وعدد قليل جدا من الضباط المصريين المتمركزين. كان المكان مزدحما للغاية. كان الناس يجلسون على الأرض. لقد أمضيت يوما ونصف يوم دون نوم أو طعام أو ماء".

واستطرد أن أسعار تذاكر الحافلات في السودان، التي كلفته نحو 200 جنيه إسترليني، كانت تتزايد يوميا، مضيفا: "شعرت بالحزن الشديد لترك أصدقائي ورائي، لكن مَن يملك المال فقط يمكنه مغادرة البلاد".

قليل من الترحيب 

روث قالت إن صور لاجئين وهم يرفعون أعلام السعودية بعد عبورهم البحر الأحمر على متن سفينة حربية سعودية إلى ميناء جدة في المملكة تتناقض مع قصص لاجئين آخرين ينتظرون أياما للعبور إلى مصر.

وأردفت أن "الحكومة المصرية، التي كانت منشغلة منذ فترة طويلة بعسكرة المنطقة الحدودية الجنوبية في محاولة للحد من تدفقات الهجرة، بدت غير مستعدة أو غير راغبة في استيعاب آلاف الأشخاص اليائسين الذين يحاولون العبور".

وتابعت: "لم يجد اللاجئون المرعوبون سوى القليل من الترحيب على الحدود مع مصر، حيث تم إرسال عدد قليل من ضباط الشرطة للتعامل مع الآلاف من الأشخاص المنهكين".

وتقدر المنظمة الدولية للهجرة أن 75 ألف شخص على الأقل نزحوا حديثا بسبب القتال في السودان. وقبل الحرب الراهنة، كانت مصر تستضيف بالفعل بنحو 4 ملايين سوداني، انتقل الكثير منهم للدراسة أو العمل.

فرق صحية مصرية

وأعلنت وزارة الصحة المصرية أنها نشرت فرقا على معبرين حدوديين مع السودان لمساعدة الوافدين الجدد المحتاجين للرعاية، وذلك بعد أسبوعين تقريبا من بدء القتال.

وشوهد موظفون من الهلال الأحمر المصري عند الحدود، بحسب لاجئين عبروا الحدود.

فيما قالت المتحدثة باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين رولا أمين إن "المفوضية، إلى جانب وكالات الأمم المتحدة الأخرى في مصر، طلبت الانتشار على الحدود، ونحن على أهبة الاستعداد للقيام بذلك".

لكن لا تزال الأمم المتحدة تنتظر التفويض من السلطات لنشر فرق ومواد إغاثة أساسية.

وأفادت بأن المفوضية وفريق الأمم المتحدة يخزنون الإمدادات التي تشتد الحاجة إليها ويدعم الهلال الأحمر المصري بمواد الإغاثة التي سيتم تسليمها لمَن يعبرون الحدود، وغالبا ما يكونون في حاجة ماسة إلى مواد النظافة والنقل والمساعدة الطبية.

المصدر | روث مايكلسون | الجارديان- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السودان حرب لاجئون الحدود المعبر معاناة خدمات

أزمة السودان بالنسبة مصر.. تهديدات ومخاطر متعددة وفرصة محتملة

حميدتي يبحث مع شكري تطورات الأوضاع في السودان

200 ألف لاجئ يفرون من السودان منذ بدء الاشتباكات

ناشونال إنترست: حرب السودان تدفع مصر إلى حافة الهاوية

قرار الكفيل المصري للمقيمين غير الشرعيين يثير جدلا واسعا.. ماذا حدث؟