حميدتي في الخرطوم.. بقاء ونفوذ بالتفاوض أو خروج وتعبئة للقبائل

الاثنين 1 مايو 2023 01:51 م

أمام قوات "الدعم السريع" شبه العسكرية في العاصمة السودانية سيناريوهين، فإما أن تتمكن من البقاء وتكتسب نفوذا عبر الجلوس إلى طاولة المفاوضات، أو يطردها الجيش من الخرطوم فتلجأ إلى تعبئة القبائل العربية في إقليم دارفور (غرب) وخارجه.

ذلك ما رجحه مهند الحاج علي في تحليل لـ"مركز كارنيجي للشرق الأوسط" ترجمة "الخليج الجديد"، محاولا استشراف مصير القتال الدائر منذ منتصف أبريل/ نيسان الماضي بين الجيش، بقيادة رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق عبدالفتاح البرهان، و"الدعم السريع" بقيادة نائب رئيس المجلس محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وهو ما يعتبره مراقبون صراعا على السلطة والنفوذ في أحد أفقر دول العالم.

"علي" قال إن "سعي حميدتي إلى السلطة في العاصمة هو تحول كبير في الوضع الراهن منذ قرن من الزمان، وسيعتمد نفوذه في النهاية على قدرة قواته على التغلب على القوة النارية المتفوقة للجيش في بيئة حضرية".

وتابع أن "الوضع الإنساني المتدهور والضغط الدولي يصب في مصلحة حميدتي، فكلما طالت مدة بقائه في الخرطوم، زاد احتمال حصوله على نفوذ على طاولة المفاوضات، وإذا طرده الجيش خارج العاصمة، فيمكن لحميدتي تعبئة القبائل العربية في دارفور وخارجها، مما قد يهدد وحدة السودان".

وفي 2013 أُسست قوات "الدعم السريع" من قبائل عربية لمساندة القوات الحكومية في قتالها ضد الحركات المسلحة المتمردة في دارفور، ثم تولت مهاما منها مكافحة الهجرة غير القانونية عبر الحدود.  

إضعاف الحركة الاحتجاجية

"ويضر القتال بالحركة الاحتجاجية السودانية النشطة، التي قادها في البداية تجمع المهنيين السودانيين ثم لجان المقاومة المحلية (ناطشين)"، وفقا لـ"علي".

وأردف أن "الاحتجاجات أجبرت مجلس السيادة الانتقالي على قبول ترتيب انتقالي بعد الانقلاب على حكومة عبدالله حمدوك" عبر إجراءات استثنائية.

وحين كان متحالفا مع حميدتي، فرض البرهان في 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2021 إجراءات استثنائية أبرزها حل مجلسي السيادة والوزراء وإعلان حالة الطوارئ، وهو ما اعتبرته القوى المدنية الثورية "انقلابا عسكريا".

واستدرك علي: "ومع ذلك، بسبب القتال في الخرطوم، من المرجح أن تفقد حركة الاحتجاج الضعيفة بالفعل المزيد من الزخم، وكذلك القدرة على سن الإصلاحات، وقد تشهد أي تسوية مستقبلية اتفاقا لتقاسم السلطة بين الجيش والدعم السريع ورفاقهما المدنيين".

وأضاف أن "الصراع المستمر يمكن أن يخلق حالة من عدم اليقين فيما يتعلق بالعمليات المختلفة لإنهاء التمردات المسلحة في جميع أنحاء البلاد".

ومضى قائلا: "الآن وقد تغير الوضع بالكامل في السودان، فليس من الواضح ما إذا كانت عمليات إحلال السلام ستنفذ في نهاية المطاف. ومن المرجح أن يفشلوا مثل جميع الاتفاقات الانتقالية السابقة".

الجيران وصنع السلام

علي اعتبر أنه "بغض النظر عن تصريحاتهما، يشترك البرهان وحميدتي في مصلحة وجود معارضة مدنية ضعيفة".

وتابع: "إذا واصل الرجلان مواجهتهما العسكرية، فقد تتراخى قبضتهما على السلطة، ويمكن للجهات الفاعلة العسكرية الأخرى، سواء الجماعات المتمردة الحالية أو جماعات جديدة، تصعيد العنف، مما يؤدي إلى نزوح أكبر للسكان  (...) وما قد يقود بسرعة إلى أزمة إنسانية كبيرة ذات تداعيات إقليمية".

وشدد على أن "أي تدخل سياسي دولي يجب أن يراعي الحاجة إلى إعادة التوازن إلى المشهد السياسي في السودان، وهذا يعني تنفيذ انتقال أكثر شمولا من شأنه تمكين وتوسيع التمثيل المدني".

وأردف أن "الضغط على اللاعبين الإقليميين للمشاركة بشكل بناء في هذه العملية من شأنه أن يساعد أيضا في تمهيد الطريق إلى سلام أكثر ديمومة"، محذرا من أن "البديل هو استمرار عدم الاستقرار في السودان، والذي يمكن أن ينتشر بعد ذلك إلى الجيران".

المصدر | مهند الحاج علي/ مركز كارنيجي للشرق الأوسط - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السودان الخرطوم حميدتي قوات الدعم السريع الحرب الجيش القبائل

وصفة أمريكية لإنقاذ السودان بضغوط مالية دولية على 3 أطراف

قلة الخبرة بحرب المدن ترجح عدم حسم معركة الخرطوم عسكريا