لا تزال تداعيات اعتقال السلطات المصرية عددا من أقارب وأصدقاء البرلماني المصري السابق أحمد الطنطاوي، تتوالى عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تنوعت ردود الأفعال بين الغضب من اعتقال السياسي المعارض لرئيس البلاد عبدالفتاح السيسي بعد ساعات من إعلانه العودة إلى مصر لمباشرة قراره بالترشح للانتخابات الرئاسية، المقررة العام المقبل، والسخرية من تزامن هذه الاعتقالات مع الحوار الوطني الذي دعا إليه السيسي وتجرى فعالياته حاليا.
والخميس، كشف حسام بهجت، مدير المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، إن محمد نجيب وسيد عطية، وهما عم وخال أحمد الطنطاوي، قد ظهرا كمتهمين أمام نيابة أمن الدولة العليا، بعد اختفائهما لمدة يومين عقب القبض عليهما، مساء الثلاثاء الماضي، مشيرًا إلى أن النيابة وجهت لهما تهمة الانضمام لجماعة إرهابية.
كما بدأت النيابة أيضًا التحقيق مع مجموعة من أصدقاء الطنطاوي ومؤيديه في تهم لم تتضح بعد.
وجاء اعتقال أقارب وأصدقاء الطنطاوي، قبل ساعات من عودته المرتقبة إلى مصر يوم 6 مايو/أيار الجاري، من لبنان، الذي استقر به منذ أغسطس/آب الماضي.
وفي وقت لاحق، الجمعة، خرج طنطاوي في مقطع فيديو عبر صفحته الموثقة على "فيسبوك"، مؤكدا عودته إلى البلاد، السبت، رغم الاعتقالات في صفوف أقاربه وأصدقائه.
وقال الطنطاوي، في الفيديو، إنه تلقى كثيرا من النصائح خلال الأيام الماضية، بتأجيل عودته إلى مصر دون إبداء أسباب، مستنكرا اعتقال أقاربه وأصدقائه لمجرد أن بعضهم يدعمه، مردفا: "على مدار الأربع سنوات الماضية أخبرني البعض أنهم قابلوا في السجون معتقلين كانوا يسألون عن دعمهم أو مناصرتهم لي، ولا أعرف ما التهمة في أن مواطنا مصريا يدعم سياسيا نهجه المعلن والثابت هو الإصلاح".
وتابع: "أوجه رسالة للسلطة إذا كنتم اكتشفتم فجأة قبل 48 ساعة من عودتي إلى مصر، أن هناك ما استحق العقاب بشأنه، فأنا قادم إلى مصر، ولم يكن هناك أي داع لعدم الصبر يومين حتى أعود، واعتقد أن العقاب سيكون على شيء واحد هو التمسك بالأمل، ومقاومة اليأس والانفجار".
وحفلت مواقع التواصل، منذ مساء الخميس، بردود أفعال من سياسيين ومستخدمين تنوعت بين الغضب والسخرية والتندر.
مناشدة أهالي كفر الشيخ ل #أحمد_طنطاوي pic.twitter.com/KatcJbESb3
— ٱحــہمــہد ٱلَمصــہري (@Elegy_A111) May 4, 2023
Security agencies in #Egypt arrested 2 uncles of former parliamentarian Ahmed Tantawy, (& fierce Sisi critic) who's been living abroad but announced he's returning to Egypt on May 6 & that he is intending file for candidacy for the 2024 presidential elections. pic.twitter.com/VVDMxxoEQe
— Amr Magdi (@ganobi) May 4, 2023
ووصفت الناشطة المصرية – الأمريكية آية حجازي، والتي كانت معتقلة لأشهر في السجون المصرية، الحوار الوطني الدائر حاليا بـ"المهزلة"، تعليقا على اعتقال أقارب الطنطاوي.
بيقولولك نصدق الحوار الوطني
— Aya Hijazi آية حجازي (@_AyaHijazi_) May 4, 2023
ده وهو شغال بيعتقلوا صحافيين
وعم وخال أحمد طنطاوي
لأ، صدقنا!
ده مهزلة. pic.twitter.com/7TqKlpuf3H
وبلهجة ساخرة، تندر الممثل المصري المعارض، عمرو واكد، على اعتقال أقارب الطنطاوي، تزامنا مع الحوار الوطني، قائلا إن منحنى القمع يزداد باعتقال أقارب المرشحين المنافسين للسيسي بعد أن كان يتم اعتقال المرشحين فقط سابقا.
من انجازات الحوار الوطني هو انهم بقوا يحبسوا اهالي المرشحين واعضاء حملتهم بدل ما كانوا بيحبسوا المرشح نفسه. خليك ايجابي
— Amr Waked (@amrwaked) May 4, 2023
واعتبر الناشط مصطفى الأعصر أن واقعة اعتقال أقارب الطنطاوي قبيل وصوله إلى مصر يقطع التشكيك في نوايا الأخير، وأنه معارض حقيقي.
أظن مفيش أي مساحة في التشكيك في نوايا أحمد الطنطاوي بعد ما الأمن اعتقل عمه وخاله، قبل يومين من موعد رجوعه لمصر.#الاختلاف_في_الرأي_لا_يفسد_للوطن_قضية#الحوار_الوطني
— Mostafa Al-a’sar | مصطفى الأعصر (@MostafaAlasar) May 4, 2023
وأيده مستخدم آخر، مؤكدا أنه سيعطي صوته لأحمد الطنطاوي في الانتخابات المقبلة، إن تمت.
الوحيد اللي ممكن افكر اديله صوتي لو رشح نفسه لانتخابات الرئاسة ٢٠٢٤ لو البلد دي ناوية تتعدل ويكون فيها ذرة امل
— アーメド・أحمد・AHMED (@darkman82j_) May 5, 2023
وتداول سلمي للسلطة هو #أحمد_طنطاوي .
انا مصدق الراجل دا ومن زمان .
دا لو فضل لسه عايش أو ماتقبضش عليه زي خاله وعمه . pic.twitter.com/QIuvHOnv3k
وعلق الإعلامي المعارض حسام الغمري على رد الطنطاوي على اعتقال أقاربه، واصفا الأمر بـ"اللامنطق المرعب".
استمعت إلى كلمات #احمد_طنطاوي تعليقاً على نبأ اعتقال اقاربه جوراً وعدوانا فاعتصرني الألم مع نبراته المتهدجة وأنفاسه المتقطعة ودموعه الصامدة
— حسام الغمري (@HossamAlGhamry) May 4, 2023
مصر يا سادة أمست
جمهورية الخوف
وقهر الرجال
وعذابات الأمهات
واللامنطق المرعب
عششت الأحزان فيها وتزوجت الجراح وأفرخت لنا النكبة تلو النكبة pic.twitter.com/9ZW6jQ3nmH
وقال الكاتب والحقوقي بهي الدين حسن، إن القبض على أقارب الطنطاوي يستهدف توجيه "رسالة إذلال" إلى المعارضة في مصر، على حد قوله، وأن الأمر دليل على أن انتخابات 2024 ستكون نسخة من انتخابات 2018، التي وصفت بالهزلية.
لا أظن أن القبض علي خال وعم أحمد الطنطاوي يستهدف فقط توجيه رسالة إليه، ربما الأهم هو توجيه رسالة إذلال لا لبث فيها إلي المعارضة التي كان منذ شهور رئيسا لأحد أحزابها المشاركة فيما يسمي "الحوار الوطني". رسالة كاشفة/فاضحة ايضا لحقيقة مايسمي "الانتخابات الرئاسية" لمن نسي انتخابات٢٠١٨
— Bahey eldin Hassan (@BaheyHassan) May 4, 2023
وكان طنطاوي غادر مصر في أغسطس/آب الماضي، بعد إعلان استقالته من رئاسة حزب الكرامة، وقال وقتها إن قرار مغادرته البلاد جاء لالتقاط الأنفاس، والدراسة وليس هروبًا من "التضييق" الذي يتعرض له.
وحينها أفادت تقارير نشرها موقع "مدى مصر"، بسفر طنطاوي إلى لبنان بناء على نصيحة كثير من المقربين منه، وأبرزهم المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي، الذي تم إبلاغه من جهات سيادية بضرورة إبعاد طنطاوي من المشهد السياسي.
ودأب طنطاوي، خلال السنوات الخمس الماضية، على انتقاد سياسات النظام المصري، لا سيما فرض القيود على الحريات العامة وتوقيف معارضين وسياسيين وصحفيين، وطالب الرئيس المصري بالاستقالة، مذكرا إياه بوعده بألا يستمر في منصبه أكثر من الفترة الدستورية المحددة بـ4 سنوات، قبل أن يتم تعديل الدستور خصيصا لمنح السيسي الفرصة لحكم البلاد لفترات طويلة.
وألمح البرلماني السابق، أكثر من مرة، إلى أن لديه نيّة لخوض انتخابات الرئاسة، ويرى في نفسه الأهلية لذلك، إلا أن هناك صعوبة تصل حد الاستحالة للإقدام على تلك الخطوة، في ظل وجوده خارج مصر.