هاجم رئيس مجموعة "فاجنر" العسكرية الروسية يفجيني بريجوجين، كبار قادة الدفاع الروس بالمسؤولية عن الخسائر التي تكبدها مقاتلو مجموعته في أوكرانيا، والذين قدرهم بـ"عشرات آلاف الضحايا والجرحى"، قبل أن يهدد بسحب قواته من مدينة باخموت الأوكرانية بحلول الأربعاء المقبل، في خلاف حول الذخائر.
ونشر بريجوجين، مقطع فيديو الجمعة، يظهر فيه واقفاً في ميدان تتناثر فيه الجثث ويكيل السباب، متهماً وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو ورئيس هيئة الأركان العامة فاليري جيراسيموف، بحرمان قواته من الذخيرة.
وجاء مقطع الفيديو بعد ساعات من إعلان رئيس "فاجنر" سحب قواته من مدينة باخموت الأوكرانية التي تشهد أعنف معارك الحرب وأكثرها دموية، ونقل مواقعها إلى الجيش النظامي الروسي بحلول 10 مايو/أيار.
وبريجوجين حليف للرئيس فلاديمير بوتين، لكنه يخوض بصفته رئيس مجموعة عسكرية خاصة صراع نفوذ مع وزارة الدفاع في روسيا.
وظهر بريجوجين إلى جوار عشرات الجثث الملطخة بالدماء التي قال إنها لمقاتلي فاجنر.
ونشرت الخدمة الصحفية التابعة له مقطع الفيديو الذي غطى فيه صوت صفير كلمات السباب.
وكان الرجل يصرخ بوجه الكاميرا قائلاً: "لدينا نقص 70% في الذخيرة.. يا شويجو! يا جيراسيموف! أين الذخيرة (...)؟".
وصاح قائلاً إن المسؤولين عن ذلك "سيذهبون إلى الجحيم"، قبل أن يقول إن خسائر "فاجنر" كانت لتكون أقل بخمس مرات لو كان يتم تزويدها بما يكفي من الذخيرة.
وتابع بريجوجين: "هؤلاء من رجال فاجنر الذين ماتوا اليوم" والدم لم يجف بعد، مشيراً إلى الجثث من حوله. وأضاف "أتوا إلى هنا متطوعين ويموتون ليتسنى لكم أن تسمنوا في مكاتبكم".
وبدأ بريجوجين عداوة علنية مع قادة الدفاع في العام الماضي، متهماً إياهم بالافتقار إلى الكفاءة وبحرمان "فاجنر" من الذخيرة عمداً بدافع عدائهم الشخصي نحوه.
وتقود فاجنر هجوم روسيا المستمر منذ أشهر على مدينة باخموت في شرق أوكرانيا.
وفي الأسابيع الماضية، عزف بريجوجين عن مهاجمة شويجو علناً، على الرغم من مواصلته الإشارة إلى أن النقص المتعمد في الذخيرة فاقم أعداد ضحايا فاجنر ومصابيها.
وأضاف بريجوجين الذي يعرف بـ"طباخ بوتين" أن "فاجنر" ستضطر إلى نقل مواقعها في المدينة إلى القوات الروسية النظامية في 10 مايو/أيار، بسبب نقص الذخيرة، وقال إنه "خطأ وزارة الدفاع".
وقال في مقطع فيديو نشره مكتبه: "كنّا في طريقنا للسيطرة على مدينة باخموت قبل 9 مايو/أيار، وعندما رأى البيروقراطيون العسكريون ذلك أوقفوا إمدادات (الذخيرة). (...) لذلك، اعتباراً من 10 مايو/أيار، سننسحب من باخموت".
وحققت فاجنر أغلب التقدم الروسي في باخموت، التي تتركز فيها الحرب حالياً، وترفض أوكرانيا التراجع عن الدفاع عنها، على الرغم من تحذيرات الغرب من أن المدينة ليست ذات أهمية استراتيجية وتشكل محرقة للجنود الذين تم تدريبهم والمعدات العسكرية التي يرسلها الغرب لأوكرانيا.
وتقول كييف إن سقوط المدينة سيفتح الطريق أمام القوات الروسية للسيطرة على مدن أخرى.