باكستان.. عمران خان يمثل أمام القضاء بعد إبطال المحكمة العليا قرار توقيفه

الجمعة 12 مايو 2023 11:46 ص

يمثل رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان، الجمعة، أمام القضاء بعد إبطال المحكمة العليا قرار توقيفه الذي تسبب بأعمال شغب في كل أنحاء البلاد.

وكان خان (70 عاما) اعتقل الثلاثاء فيما كانت محكمة في إسلام أباد تستمع إلى إفادته في قضية فساد ثم وضع قيد الحجز الاحتياطي في اليوم التالي لثمانية أيام.

وقد وصل صباح الجمعة إلى المحكمة حيث سيطلب الإفراج عنه بكفالة، كما أفاد مراسل وكالة فرانس برس.

لكن المحكمة العليا اعتبرت الخميس أن توقيفه "باطل وغير قانوني" بحسب الحكم المكتوب الذي نشر ليلا. ورأت أن هذا الاعتقال بمبادرة من مكتب مكافحة الفساد "انتهك حقوقه في اللجوء إلى القضاء".

لكنها أبقته في عهدة الشرطة المكلفة حمايته حتى الجمعة حين تنعقد جلسة المحكمة التي أوقف فيها.

وقال فيصل حسين شودري محامي خان: "نأمل في منحه إفراجا بكفالة" ما يجنبه في الوقت الراهن توقيفا ثانيا في هذا الملف.

وحذّر وزير الداخلية الباكستاني رانا صنع الله من أن قوات الأمن "ستوقف خان مجددا". وأضاف في تصريحات تلفزيونية: "في حال أقرت المحكمة العليا الإفراج عنه بكفالة (...) سننتظر إلغاء الكفالة وسنعتقله مجددا".

وخان مستهدف بعشرات القضايا التي يعتبرها محاولة من الحكومة والجيش لمنعه من العودة الى السلطة.

ويقول المدافعون عن حقوق الإنسان إن المحاكم الباكستانية تستخدم في غالب الأحيان لإطلاق إجراءات طويلة بهدف خنق المعارضة السياسية.

"مهلة"

قال المحلل امتياز جول لوكالة فرانس برس إنه في هذا الإطار يبدو قرار المحكمة "مجرد مهلة، على الأرجح في إطار الجهود المبذولة لضبط الوضع الذي أصبح متفجرا ولخفض التوتر".

وتم نشر مئات من عناصر الشرطة والقوات شبه العسكرية حول المحكمة وتم إغلاق كل الطرقات المؤدية إليها كما أفاد مراسل وكالة فرانس برس. وقد دعا حزب خان حركة الإنصاف مناصريه إلى التوجه إلى إسلام أباد لدعمه لكن الشرطة أعلنت على الفور حظر أي تجمع.

أوقف مسؤولان كبيران من الحزب ليلا بتهمة تدبير أعمال العنف ما يرفع عدد الموقوفين من كوادر الحزب إلى 10. وقال شودري: "هذا يثبت أن الحكومة لا تحاول بجدية حل المشكلة".

وأثار اعتقال خان الذي أطيح به في أبريل/نيسان 2022 لكنه يعتمد على شعبية لم تتأثر، للعودة إلى السلطة خلال الانتخابات المقبلة هذا العام، احتجاجات عنيفة في كل أنحاء البلاد.

وأصيب مئات من عناصر الشرطة وتم توقيف أكثر من ألفي متظاهر خصوصا في إقليمي البنجاب (وسط-شرق) وخيبر باختونخوا (شمال غرب) بحسب الشرطة.

وقتل 9 أشخاص على الأقل في حوادث مرتبطة بالتظاهرات كما أعلنت الشرطة ومصادر طبية.

وفي أمر نادر في باكستان، هاجم آلاف من مناصري حزب خان رموز الجيش واتهموه بأنه ساهم في إزاحة زعيمه الذي كان يتولى السلطة منذ 2018.

وأمرت السلطات بقطع خدمات الإنترنت وفرضت قيودا على شبكات التواصل الاجتماعي، إضافة الى اغلاق المدارس وإلغاء امتحانات نهاية السنة.

خط أحمر

يأتي توقيف خان لاعب الكريكيت الدولي السابق الذي تولى رئاسة الحكومة من 2018 إلى 2022، في إطار أزمة سياسية طويلة في باكستان أدت الى إطلاقه حملة ضد الجيش الذي يحظى بنفوذ واسع في البلاد.

وتشكل هذه الأحداث تصعيدا لافتا في الأزمة السياسية المستمرة في باكستان منذ اشهر والتي شن خلالها عمران خان حملة غير مسبوقة على الجيش.

وكان الجيش ساند في بادئ الأمر وصول خان إلى السلطة في 2018 قبل أن يسحب دعمه له. ثم تمت إزاحة خان عبر تصويت لحجب الثقة عن حكومته في البرلمان في أبريل/نيسان 2022.

ويأمل خان في العودة إلى السلطة ويضغط عبثا على الحكومة من أجل تنظيم انتخابات مبكرة قبل أكتوبر/تشرين الأول، في بلد غارق في أزمة اقتصادية وسياسية عميقة.

ويعتبر انتقاد الجيش في باكستان خطاً أحمر. وتم اعتقال سياسيين وسجنهم تكرارا في باكستان منذ تأسيس البلاد عام 1947.

لكن قلة منهم تحدوا بشكل مباشر الجيش الذي نفّذ 3 انقلابات على الأقل وحكم البلاد لأكثر من 3 عقود، ويحظى قادته بنفوذ واسع في السياسة الداخلية والخارجية.

ويقول خان إن القضايا المرفوعة ضد هي جزء من حملة تقوم بها الحكومة والجيش لمنعه من العودة إلى السلطة.

وجاء اعتقال خان بعد ساعات من انتقاد الجيش له، على خلفية اتهامه خلال تجمع كبير نهاية الأسبوع الماضي في لاهور ضابط الاستخبارات الكبير الجنرال فيصل نصير بالتورط في محاولة لاغتياله في نوفمبر/تشرين الثاني، أصيب خلالها رئيس الوزراء السابق برصاصة في ساقه. وينفي الجيش التهمة.

المصدر | فرانس برس

  كلمات مفتاحية

باكستان عمران خان المحكمة العليا توقيف الجيش رئيس الوزراء السابق

القضاء الباكستاني يرفض التماس عمران خان لوقف محاكمته

باكستان.. توقيف عمران خان بعد إدانته بالسجن 3 سنوات في قضايا فساد