تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، في رابع أيام عدوانها على قطاع غزة، قصف أراضي ومواقع مختلفة تابعة لحركة الجهاد الإسلامي، في وقت تحدثت تقارير عن وقف محادثات مصر بين الجانبين لوقف النار، وهو ما نفته الحركة الفلسطينية، التي وصلت رشقات صواريخها إلى القدس المحتلة.

ونقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن بيان للجيش الإسرائيلي القول إنه شن سلسلة ضربات على مراكز القيادة التابعة لحركة الجهاد في قطاع غزة.

كما أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، عبر "تويتر"، أن "الجيش شن غارات على مواقع تابعة لحركة الجهاد في غزة"، لافتاً إلى أن "مقاتلات إسرائيلية أغارت على 4 مواقع عسكرية للحركة".

وأضاف أن طائرة مسيرة قصفت موقعاً لإطلاق قذائف الهاون تابعاً لحركة الجهاد في جنوب قطاع غزة ومنطقة إطلاق قذائف في جنوب القطاع، مشيراً إلى أن المنطقة الأخيرة أُطلقت منها قذائف نحو جنوب إسرائيل.

فيما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" (رسمية)، أن طائرات الاحتلال الإسرائيلي أغارت على أراض زراعية ومناطق خالية غرب مدينة غزة، وشرق بلدتي بيت لاهيا وبيت حانون شمال القطاع، وغرب مخيم النصيرات وشرق مدينة دير البلح وسط القطاع.

كما شنت قوات الاحتلال غارة شرق محافظة رفح، واستهدفت أرضاً خالية شرق محافظة خان يونس جنوب القطاع.

وقالت الوكالة الفلسطينية إن القصف خلّف أضراراً مادية في الأماكن المستهدفة وفي بعض منازل وممتلكات الفلسطينيين المجاورة، دون أن يبلغ عن إصابات.

وحذرت الوكالة الفلسطينية من أن "قوات الاحتلال تواصل إغلاق معابر غزة، ما ينذر بنفاد المخزون المتوفر لحاجات المواطنين من المواد الغذائية والمواد الطبية، ومشتقات النفط".

ودعت بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في إسرائيل والأراضي الفلسطينية، الجمعة، طرفي الصراع إلى اتخاذ جميع التدابير الاحتياطية الممكنة لتجنب وقوع ضحايا مدنيين.

وحتى الآن ووفق بيانات رسمية، أودى التصعيد الإسرائيلي بحياة 31 فلسطينياً، منهم 6 أطفال و3 سيدات، وتسبب بإصابة نحو 109 آخرين، حالة بعضهم خطيرة، منهم 32 طفلاً و17 سيدة.

في وقت قالت "سرايا القدس" الذراع العسكري لحركة الجهاد في بيان، إن "المقاومة الفلسطينية وجهت ضربة صاروخية مركزة على مرحلتين"، وذلك رداً على ما وصفته بـ"الاغتيالات واستمرار العدوان" على الشعب الفلسطيني.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن نظام القبة الحديدية اعترض صواريخ عدة، فيما سقط صاروخ على أرض زراعية في مستوطنة تابعة للمجلس البلدي لأشكول. ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات أو أضرار جراء القصف.

وفي وقت سابق، قال الجيش الإسرائيلي إن صفارات الإنذار دوت في المنطقة المحيطة بالقدس، وذلك بعد إطلاق الفصائل الفلسطينية مجموعة جديدة من الصواريخ.

جاء ذلك بعدما أعلنت "سرايا القدس"، توجيه ضربة صاروخية وصفتها بأنها "مركزة" تجاه القدس وتل أبيب ومدن إسرائيل.

وتوعدت حركة الجهاد، بضرب عمق العدو (إسرائيل)، لافتة إلى مدن عدة ستتلقى مزيدا من الضربات ردا على استهداف وتدمير البيوت السكنية.

واعترف الجيش الإسرائيلي، أنه تم إطلاق 866 قذيفة صاروخية من قطاع غزة على الداخل الإسرائيلي منذ بدء العملية العسكرية في القطاع.

يأتي ذلك في وقت نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر حكومي إسرائيلي، قوله إن الحكومة أبلغت الجانب المصري بأن محادثات وقف إطلاق النار "لم تعد ضرورية".

كما نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية عن مصدر (لم تكشف عن هويته) قوله إن تل أبيب أوقفت محادثات وقف إطلاق النار التي تجريها القاهرة.

وأضاف المصدر ذاته أن إسرائيل بصدد شن "هجوم نوعي" على حركة الجهاد في غزة.

إلا أن الناطق باسم "الجهاد" طارق سلمي، قال إن المفاوضات الجارية في القاهرة من أجل التهدئة مع إسرائيل "ما زالت مستمرة"، لكنه قال إن الحركة لن تقبل باتفاق "هش".

وأكد سلمي أن "المقاومة أيضاً مستمرة بشكل مباشر وعلى نفس الوتيرة مع إسرائيل".

فيما ذكر موقع "واللا" العبري، أن رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (شاباك) رونين بار، أوصى في تقييمه للوضع الأمني مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف جالانت، مساء الجمعة، بالسعي لإنهاء العملية، في ضوء حقيقة أن معظم أهداف الإجراءات المضادة المستهدفة قد استنفدت.

ونقل الموقع الإسرائيلي عن مصدر مطلع على تفاصيل المناقشات قوله إن رئيس الشاباك ورئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي أوصيا بالامتناع عن شن هجمات على غزة، ما لم يكن هناك إطلاق نار من القطاع، إلا إذا كان الغرض إحباط إطلاق النار على إسرائيل.