جيوبوليتيكال: معضلة الانتصار في الحرب الروسية الأوكرانية والكابوس

الاثنين 15 مايو 2023 07:11 ص

"أي تهديد يجب أن يُنظر إليه على أنه تهديد نووي ذي مصداقية، حتى لو لم يحدث أبدًا، فهو كابوس".. هكذا يحذر تقرير لموقع "جيوبوليتيكال فيوتشرز" ترجمه "الخليج الجديد"، لافتا إلى معضلة المنتصر والمهزوم في الحرب الروسية من ناحية الأوكرانية الأمريكية الغربية من ناحية أخرى.

التقرير يحذر من تكرار سيناريو 1991، في ظل تساؤلات حول ما إذا كانت الحكومة الروسية موحدة أو حتى تعمل مع الجيش تحت راية الرئيس فيلاديمير بوتين.

ويستند التقرير إلى أن الروس غارقون في مستنقع مدينة باخموت منذ أكثر من 6 أشهر، ولم يتراجعوا أو يعيدوا تجميع صفوفهم، ولم يتمكنوا من التقدم.

والقوات الروسية هناك منقسمة بشدة بين القوات المسلحة النظامية ومجموعة فاجنر، وهي الشركة العسكرية الخاصة التي كانت تحمل الكثير من الحمولة، لدرجة أن الجيش الروسي رفض تقديم قذائف مدفعية إلى فاجنر، وهو أمر غير عقلاني، وفق التقرير، رغم مجادلة البعض بأن الجيش يفتقر إلى قذائف المدفعية، ما يثير التساؤل حول كيفية السماح بحدوث ذلك.

ويعلق التقرير على هذه الأزمة بالقول: "يبدو أن هناك معركة سياسية جارية بين الجيش النظامي وفاجنر، وبغض النظر عن السبب، فإن السؤال الأساسي هو لماذا لم تتدخل الحكومة المدنية، وتحديداً بوتين، وأمر باتخاذ الخطوات اللازمة، مثل إنتاج المزيد من القذائف أو تحويل جزء من المخزون، لحل المشكلة".

بعبارة أخرى، والحديث للتقرير، يدور صراع محتدم داخل الجيش الروسي، ورئيس الجمهورية لم يفرض سلطته على القوات وأمر بالحلول، متسائلا "ما إذا كان لدى بوتين الإرادة، أو الأهم من ذلك القوة، لفعل شيء حيال هذه المشكلة".

ويثير هذا احتمال فوز أوكرانيا وحلفائها في الحرب ضد روسيا المعطلة، ما يشي بسيناريو مخيف.

ففي عام 1991، عندما انهار جدار برلين وانهار الاتحاد السوفييتي، كانت القضية الرئيسية هي وضع الأسلحة النووية، وكان الخوف هو أن العناصر في الحكومة السوفييتية التي قاومت الانهيار أو اعتقدت أنها قد تعكس الأحداث ستحصل على أجزاء من الترسانة السوفييتية وتهدد الغرب بها.

وحينها أصبحت كيفية السيطرة على ترسانة الاتحاد السوفييتي بسرعة كبيرة مصدر قلق شامل، خفت حدته عندما تم التوصل إلى اتفاق للحد من الأسلحة مع الزعيم السوفييتي ميخائيل جورباتشوف.

كان الاتحاد السوفييتي حينها غير مستقر، ولكن كان لديه سيطرة.

في المقابل، ووفق التقرير، فإن درجة السيطرة في موسكو اليوم غير واضحة، هذا يعني أن كابوس عام 1991 قد يطل برأسه مرة أخرى، وإذا كانت القيادة العسكرية والسياسية غير متوافقة، فقد نتجه نحو أزمة عميقة.

ووفق "جيوبوليتيكال فيوتشرز"، فإن الهزيمة التقليدية لقوة نووية كبرى تحمل معها شكوكًا حول المدى الذي يمكن أن يذهب إليه المهزوم، وسيحاولون تعويض هزيمتهم.

ويضيف التقرير: "قد يكون احتمال الخيار النهائي ضئيلاً للغاية، لكن المخاطر أكبر من أن نتجاهل الاحتمال عندما يتعلق الأمر بالأسلحة النووية".

ويتابع: "إن هزيمة القوة النووية التي انهار نظام القيادة والتحكم فيها، والتي هدد رئيسها بالفعل بالعمل النووي، هو عمل صعب للغاية".

ويستطرد: "ليس من مصلحة الولايات المتحدة أو أوكرانيا هزيمة روسيا، وأنه حتى لو كان بإمكان الأوكرانيين التهديد بالنصر، فيجب عليهم الاتفاق على ذلك".

ويشير التقرير إلى أنه يمكن التعامل مع دول كفيتنام وأفغانستان والعراق بشكل عرضي بعد انتهاء الحرب فيها، لأنها لم تكن قوى نووية، مضيفا: "لكن إذا خسرت روسيا في أوكرانيا، فما هو هدفها التالي؟".

ويلفت إلى أن حماية أوكرانيا ضرورة استراتيجية، لأن التهديد الروسي يزداد إذا فازت موسكو في أوكرانيا، لكن في كلتا الحالتين، لن تتلاشى الشهية الروسية.

ويزيد التقرير: "سنصل إلى مرحلة التفاوض في مرحلة ما، وبعد ذلك ستصبح حالة عدم اليقين الكبيرة هي ما إذا كانت موسكو تسيطر على أسلحتها النووية وما إذا كان بإمكان الحكومة أن تأمر باستخدامها".

وإن كان هذا السيناريو بعيد الاحتمال، لكنه سيطارد نفسيًا محادثات السلام، وفق "جيوبوليتيكال فيوتشرز".

ويلفت إلى أن الدفاع عن أوكرانيا كان أمرًا ضروريًا ليس بسبب مركزية أوكرانيا، ولكن بسبب ما سيأتي بعد ذلك من روسيا إذا لم تكن هناك مقاومة، فلن تكون الخطوة التالية لروسيا هي غزو بولندا، لكن لا يمكن استبعاد احتمال وجود إشارات نووية مقنعة.

ويختتم التقرير بالقول: "لا أعتقد أن الكابوس سيكون حربًا نووية، ولكن سيكون استخدام روسيا للتهديد بالحرب النووية لتشكيل المفاوضات، وهذا هو أيضا كابوس".

المصدر | جيوبوليتيكال فيوتشرز - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

روسيا أوكرانيا نووي فاجنر باخموت حكومة روسيا بوتين

الاستماع لوجهة النظر الأخرى.. مودرن دبلوماسي يطرح حلا للأزمة الروسية الأوكرانية