تحليل: قمة جدة تبرز السعودية كقوة دبلوماسية صاعدة

الأربعاء 24 مايو 2023 09:40 م

سلطت القمة العربية الأخيرة التي استضافتها مدينة جدة السعودية مؤخرا، الضوء على دور المملكة الخليجية كقوة دبلوماسية صاعدة وتحولها من نهج القوى العسكرية الحازمة، كما ظهرت خلال حملتها العسكرية على اليمن، إلى البراجماتية الحذرة

جاء ذلك، وفق تحليل أورده موقع أمواج ميديا، الذي استشهد بحضور الرئيس السوري بشار الأسد للقمة لأول مرة منذ 12 عاما، ومشاركة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وأشار التحليل إلى أن مشاركة الأسد في القمة تضفي بلا شك طابعًا رسميًا لاستعادة سوريا علاقاتها بمعظم الدول العربية.

وأشار إلى الجامعة العربية جمدت علاقاتها مع دمشق عام 2011 بعد حملة القمع العنيفة التي قادتها حكومة الأسد ضد الاحتجاجات والتي تحولت في ما بعد إلى صراع أهلي.

ورأى التحليل أن لقاء بن سلمان والأسد على هامش اجتماعات القمة في جدة يعد ثمرة للجهود التي قادتها السعودية في الفترة الأخيرة للدفع نحو تطبيع العلاقات بنظام الأسد، فيما أفادت تقارير أن الجانبين ناقشا العلاقات الثنائية.

ووفق التحليل فإن الحراك السعودي الرامي إلى إنهاء عزلة سوريا وحشد الجهود لمعالجة الصراعات في السودان وأوكرانيا، يسلط الضوء على كيفية توظيف المملكة لاجتماع القمة العربية لتعزيز صورتها كعنصر أساسي في تحقيق السلام العالمي.

أوكرانيا والسودان

وإلى جانب عودة سوريا إلى الحضن العربي، نسق ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بنفسه حضور الرئيس الأوكراني للقمة العربية، ويبدو أن هدف الرياض من هذه الخطوة هو تأكيد دورها كوسيط في الصراع الأوكراني الروسي.

وبعد القمة، أعلنت السعودية والولايات المتحدة الأمريكية كل على حدة، التوسط في وقف مؤقت لإطلاق النار في السودان.

وبغض النظر عن مدى فاعلية الجهود الدبلوماسية السعودية الأخيرة في ملفات أوكرانيا والسودان وسوريا، إلا أنها توكد تحول المملكة من نهج القوة العسكرية الحازمة، التي ظهرت جلية من خلال حملتها العسكرية في اليمن، إلى البراجماتية الحذرة.

وفي الوقت الذي قدمت فيه القمة العربية القليل من الإجراءات الملموسة، إلا أنها سلطت الضوء على دور المملكة كقوة دبلوماسية صاعدة.

من المرجح أن تستمر الرياض في تواصلها الفعال مع دمشق للحد من النفوذ الإيراني على حكومة الأسد.

ومن المرجح أيضًا أن تقدم السعودية وغيرها من دول الخليج الدعم المالي لسوريا، في حال تمكنت دمشق من الإيفاء بتعهداتها بالحد من تهريب المخدرات وتسهيل العودة الآمنة للاجئين السوريين من الدول العربية.

وفيما يخص الصراع الأوكراني الروسي، فمن المرجح أن تحافظ الرياض على حيادها من جهة وأن تعزز صورتها كوسيط في محادثات السلام المستقبلية.

المصدر | الخليج الجديد+ أمواج ميديا

  كلمات مفتاحية

السعودية قمة جدة سوريا الجامعة العربية

المركز العربي بواشنطن: ولي العهد السعودي منح نفسه زعامة هشة في قمة جدة

الدبلوماسية الإقليمية تتسارع مع تراجع حدة التنافس الإيراني السعودي.. ماذا حدث؟