يشهد قطاع السياحة الحيوي في تركيا ازدهارا منذ العام الماضي، على الرغم من التحديات التي واجهتها البلاد وأبرزها زلزال كارثي في 6 فبراير/ شباط الماضي وقبله تداعيات تدابير وباء كورونا على مستوى العالم، بحسب تقرير لبيكا رولاند في موقع "OAG" وهي منصة بيانات خاصة بصناعة السفر العالمية.
وأضافت بيكا، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، أن "وزارة الثقافة والسياحة التركية أعلنت عن زيادة بنسبة 71.1% في عدد السياح الوافدين إلى 51.4 مليون في 2022، كما كشفت الخطوط الجوية التركية مؤخرا عن أعلى إيرادات لها على الإطلاق في الربع الأول من العام الجاري".
وأوضحت أن سوق الطيران المحلي التركي قاد الانتعاش، إذ زادت السعة بسرعة بعد الشعور بتأثير الوباء في أبريل/ نيسان ومايو/ أيار 2020، واستعاد عافيته إلى مستويات 2019 بحلول الربع الثالث من 2021.
وأفادت بأن "أوروبا الغربية لا تزال منذ صيف 2021 أكبر سوق دولي (للسياحة في تركيا) وتجاوزت في صيف 2022 مستويات ما قبل الجائحة، فيما نمت منطقة الشرق الأوسط وأمريكا الشمالية بشكل مطرد إلى مستوى مرتفع جديد في أغسطس/ آب 2022، وكلاهما بدأ في 2023 أعلى على أساس سنوي".
وتابعت بيكا أنه "اعتبارا من مايو/ أيار 2023، تتمتع السوق التركية بسعة أكبر بنسبة 4٪ مقارنة بمايو/ أيار 2019، وتوفر أوروبا الغربية عددا أكبر من السياح بنسبة 20٪ والشرق الأوسط 25٪، وتظل ألمانيا السوق الدولي الرئيسي لتركيا، حيث تجاوزت السعة في اتجاه واحد مليون مقعد في مايو/ أيار 2023، بزيادة 26٪ عن الشهر نفسه من 2019".
وأردفت أنه "مع نمو بنسبة 35٪ في مايو/ أيار 2023 مقارنة بالشهر ذاته من 2019، أصبحت المملكة المتحدة الآن ثاني أكبر سوق سياحي لتركيا، بينما شهدت روسيا انخفضا 19٪ خلال الفترة نفسها. ونما السوق الإماراتي بأكثر من الضعف".
خصوصية تركيا
و"لطالما كان يُنظر إلى تركيا على أنها نقطة التقاء بين أوروبا وآسيا، وكوجهة سياحية، فهي تقدم آلاف السنين من التاريخ والتقاليد، وتوجد بها معالم شهيرة مثل آيا صوفيا والبازار الكبير، وتتميز بمناظر طبيعية خلابة وسكان ودودين وبوتقة تنصهر فيها الثقافات"، بحسب بيكا.
وأضافت أن "تركيا، وخاصة إسطنبول، أصبحت مشهورة أيضا بعمليات زراعة الشعر عالية الجودة بأسعار معقولة، وواحدة من أفضل 10 وجهات لكل من احتياجات الأسنان والعمليات الجراحية التجميلية الأكثر شيوعا".
وأردفت: "بفضل أن الساحل والشواطئ الجميلة في أنطاليا وإزمير ودالامان كانت دائما تحظى بشعبية لدى السياح الألمان والبريطانيين والسويسريين، فإن الرغبة في قضاء عطلة في الهواء الطلق بعيدا عن الزحام أعطت دفعة قوية للسياحة التركية".
وأوضحت أنه "قبل الوباء، كان اقتصاد تركيا يعتمد بشكل كبير على السياحة الدولية، لذا فإن تعافيها أمر بالغ الأهمية للاقتصاد".
أسباب الانتعاشة
وبخصوص أسباب ازدهار السياحة في تركيا، قالت بيكا إنه "قبل العديد من الوجهات السياحية، أعلنت وزارة الخارجية التركية في 6 يونيو/ حزيران 2022، رفع قيود السفر في محاولة للاستفادة من الطلب المتزايد على السفر في جميع أنحاء العالم وحرص الناس على رؤية أماكن جديدة بعد الوباء".
وأوضحت أنه "لم يعد المسافرون بحاجة إلى تقديم تأكيد بتلقي التطعيم ضد كورونا أو إثبات الشفاء من المرض لدخول تركيا".
وأضافت أن "انخفاض سعر الليرة (العملة المحلية) ساعد تركيا أيضا على أن تصبح وجهة سياحية أكثر تنافسية".
كما يوجد عامل رئيسي إضافي خلف انتعاشة السياحة في تركيا، بحسب بيكا، وهو "الزيادة الكبيرة في سعة سوق الطيران، حيث تم افتتاح مطار إسطنبول الجديد في أبريل/ نيسان 2019، وأصبح البوابة الدولية الرئيسية للمدينة".
وتابعت أن "المطار لا يزال قيد التوسيع، وبحلول 2025 ، من المقرر أن يصبح أكبر مطار في العالم من حيث سعة الركاب، مع القدرة على التعامل مع 200 مليون مسافر سنويا، وفي العام الماضي، قفز المطار تسعة مراكز من رقم 17 في 2021 إلى رقم 8 في تصنيفات سكاي تراكس (Skytrax) لأفضل المطارات في 2022".
وزادت بأنه "في الوقت نفسه، ارتفعت قدرة الخطوط الجوية التركية من وإلى تركيا 16٪ مقارنة بمايو/ أيار 2019، وبلغت إيرادات الربع الأول من العام الجاري 4.4 مليار دولار، بزيادة 43٪ على أساس سنوي، وحققت الشركة أرباحا صافية 233 مليون دولار".
وقالت بيكا إن "آفاق صناعة السياحة التركية بدت إيجابية قبل الزلزال المدمر، إذ ارتفعت الطاقة الاستيعابية في يناير/ كانون الثاني 2023 بنسبة 25٪ عن العام السابق".
وختمت بأنه "في حين أن السلطات التركية كانت مشغولة في التعامل مع تداعيات الزلزال، فمن الجيد معرفة أن صناعة السياحة استمرت في التعافي، ويتواصل الدخل من السياحة في مساعدة البلاد في جهود إعادة الإعمار".
