الولايات المتحدة: نزع السلاح النووي رهن بالصين

الجمعة 2 يونيو 2023 08:54 م

قال مسؤول كبير في البيت الأبيض، إن أي التزام أمريكي بنزع السلاح النووي في المستقبل، سيعتمد على الصين، مؤكدا أن الولايات المتحدة ما زالت تتتبع ما تفعله روسيا.

وأضاف المسؤول الكبير، الذي طلب عدم كشف اسمه، في مقابلة صحفية الجمعة: "سنكون مستعدين لاحترام القيود والمشاركة في نظام للحد من التسلح بعد عام 2026، لكن المتغير الرئيسي سيكون طبيعة مبادلاتنا مع الصين حتى ذلك الحين".

جاء هذا التصريح قبل خطاب ألقاه الجمعة، مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان حول نزع السلاح النووي.

ووفقاً للمسؤول، فإن الولايات المتحدة ما زالت تتتبع روسيا، التي علقت مشاركتها في معاهدة "نيو ستارت" لنزع السلاح النووي، وهي الاتفاقية الثنائية الأخيرة من نوعها التي تربط بين البلدين وينتهي العمل بها في 2026.

وأكد المصدر أن الولايات المتحدة "منفتحة" على حوار "غير مشروط" مع روسيا، حول مسألة التسلح النووي، موضحاً أن الأمريكيين يسعون دائماً للحصول من الروس على "مستوى معين من المعاملة بالمثل".

ولاحقا، قال سوليفان إن الولايات المتحدة مستعدة للإبقاء على الحد المتفق عليه للرؤوس الحربية النووية بموجب معاهدة تعود إلى فترة الحرب الباردة طالما فعلت روسيا ذلك، كما أنها مستعدة للتفاوض بشأن معاهدات جديدة مع موسكو وبكين.

وأضاف ساليفان: "نحن على استعداد للالتزام بالحدود الوسطى طالما فعلت روسيا ذلك"، في إشارة إلى سقف الرؤوس الحربية المحدد في معاهدة ستارت الجديدة.

ودعا موسكو إلى الدخول في محادثات لتبني معاهدة جديدة تحل محل معاهدة "ستارت الجديدة" التي تنتهي في 2026، وقال: "نحن مستعدون أيضاً لإشراك الصين من دون شروط مسبقة".

والخميس، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية "إجراءات مضادة" رداً على قرار روسيا تعليق مشاركتها في المعاهدة، ما قد يدفع الولايات المتحدة لتقيد مشاركة المعلومات مع روسيا بشأن ترسانتها النووية.

فيما يتعلق بالمسائل النووية؛ كما هي الحال بالنسبة إلى بقية نشاطها الدبلوماسي، تركز الولايات المتحدة في المقام الأول على الصين التي تطور ترسانتها بسرعة، كما ذكر المسؤول الكبير الذي شدد على أن "حجم ترسانتها وطبيعة قوتها والتطورات الأخرى في سياستها ستؤثر على موقفنا في المستقبل".

وتابع: "وستكون لذلك تداعيات على تموضع روسيا الذي بدوره سينعكس على فرنسا وبريطانيا... كل الأمور مترابطة للغاية".

وأكد أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، على الرغم من افتراضها منطق التنافس مع الصين، أرسلت إشارات لبكين عن "استعدادها واهتمامها" بالنقاشات المتعلقة بالتسلح النووي.

وفقاً لـ"معهد استوكهولم الدولي لأبحاث السلام"، تمتلك الصين ترسانة من 350 رأساً نووياً، فيما تمتلك روسيا 4477 رأساً، والولايات المتحدة 3708.

لكن بكين قد يكون لديها 1500 بحلول عام 2035، كما توقع تقرير وزارة الدفاع الأميركية في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

والشهر الماضي، زار مدير الاستخبارات المركزية الأمريكية ويليام برنز، الصين، في محاولة من إدارة بايدن لاستئناف العلاقات بين واشنطن وبكين، حيث التقى نظيره الصيني وشدد على أهمية الحفاظ على خطوط الاتصال مفتوحة عبر قنوات الاستخبارات.

وقال مسؤولون أمريكيون، إن إدارة بايدن دأبت على إجراء ترتيبات للانخراط مع بكين عبر كبار المسؤولين كجزء من محاولة لإعادة التواصل مع الصين بشأن القضايا الجوهرية، بعد أن دفع حادث منطاد التجسس الصيني وزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى تأجيل رحلة كانت مجدولة إلى بكين.

وأكد متحدث باسم "البنتاغون" أن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن "تحدث بإيجاز" مع نظيره الصيني في سنغافورة.

وقال المتحدث باسم البنتاجون بات رايدر في بيان: "تحدث الوزير أوستن ووزير الدفاع الوطني في الصين، لي شانغ فو، بإيجاز في افتتاح مأدبة العشاء الليلة ضمن منتدى شانغريلا للحوار في سنغافورة".

وجاء التواصل المختصر بعد رفض الصين مقترحا أمريكيا يتضمن عقد أوستن اجتماعا رسميا مع نظيره الصيني في منتدى شانغريلا الأمني للحوار الذي يُجرى الآن في سنغافورة.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

أمريكا الصين روسيا سلاح نووي

الصين ترفض نشر غواصات أمريكية في الخليج العربي لمواجهة إيران

الاستراتيجية الاقتصادية الأمريكية لتحقيق الغايات الجيوسياسية في الشرق الأوسط وآسيا