خبير: التطبيع السعودي لا يجب أن يأتي على حساب أولوية إسرائيل القصوى

الجمعة 2 يونيو 2023 10:10 م

حذر مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق جاكوب ناجل، حكومة بلاده، من مغبة أن يأتي التطبيع الإسرائيلي-السعودي المحتمل على حساب أولية تل أبيب القصوى المتمثلة في تجنب إبرام اتفاق نووي معيب بين إيران والقوى العالمية.

جاء ذلك، وفق مقال نشره ناجل بموقع إسرائيل هيوم العبري، أشار فيه إلى إجراء الولايات المتحدة الأمريكية وإيران مؤخرا محادثات ضمت وسطاء من سلطنة عمان والكويت وغيرهما تهدف التوصل إلى اتفاق نووي.

وذكر ناجل، أنه في الوقت الحالي يتواجد مسؤولين إسرائيليين بارزين في واشنطن بينهم وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، ومستشار الأمن القومي تساحي هنغبي، ونائبه جيل رايش؛ من أجل عقد اجتماعات مع كبار مسؤولي البيت الأبيض؛ تمهيدا لاتخاذ قرارات حاسمة بشأن الاتفاق النووي مع إيران والتطبيع الإسرائيلي السعودي الذي تربطه الأخيرة بتلبية واشنطن وتل بشروطها.

وشدد ناجل أنه يجب على المسؤولين الإسرائيليين في واشنطن عدم الخلط بين الأولويات فيما يتعلق بالمحادثات وضرورة تحقيق تفاهم جيد مع الولايات المتحدة بشأن منع اتفاق سيء بشأن البرنامج النووي الإيراني، وذلك بعد التوصل لاتفاق مع السعودية.

وأضاف أنه من المهم للغاية منع حدوث خطأ محتمل في التقدير (ربما غير مقصود) والتأكد من أن الولايات المتحدة تدرك أن منع التوصل إلى اتفاق سيئ فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني لم ينزل إلى المرتبة الثانية بالنسبة لتل أبيب بعد التوصل إلى اتفاق مع السعودية.

وعقب أن الخطأ في التقدير في هذا الصدد قد يسبب أضرارًا خطيرة لإسرائيل، لافتا إلى أنه ثمة علاقة وثيقة بين بعض مكونات التطبيع السعودي والتعامل بطريقة صحيحة تخدم إسرائيل فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيران.

وعقب أن الطريقة الصحيحة لمعالجة هذا الأمر هي محاولة ربطها ببعضها البعض والتوصل إلى صفقة تعود بالفائدة على إسرائيل، وكذلك بالنسبة للولايات المتحدة، على الرغم من أن الأخيرة قد لا تنظر إليها بهذه الطريقة.

وأوضح أنه خلال الاجتماعات التي عقدت بين المفاوضين من الولايات المتحدة السعودية، أثيرت بعض المطالب السعودية، معظمها لم يكن له علاقة مباشرة بإسرائيل، والقرارات المتعلقة بها يجب أن تكون حصرية في واشنطن، مع مراعاة الآثار غير المباشرة على إسرائيل والحفاظ على تفوقها العسكري النوعي في المنطقة.

 من ناحية أخرى، فإن المطالب السعودية المتعلقة بالقدرات النووية المستقلة مرتبطة بشكل مباشر ومقلق بإسرائيل وإيران والمنطقة بأسرها. في هذه القضية الحساسة، يجب على إسرائيل الامتناع عن ارتكاب الأخطاء.

ووفق تقارير فإن مطالب السعودية الرئيسية من أمريكا تتضمن الحصول على ضمانات أمنية؛ صفقات أسلحة متقدمة، الحصول على نفس مكانة حليف الناتو، منطقة تجارة حرة؛ تخفيف الضغط على قضايا حقوق الإنسان.. وغيرها.

وذكر ناجل أنه يمكن لإسرائيل أن تتعايش مع كل هذه المطالب إذا حافظت الولايات المتحدة على تفوقها العسكري النوعي في المنطقة.

لكن فيما يتعلق بالمطالب السعودية المتعلقة بالحصول على قدرات نووية مدنية مستقلة وفي مقدمتها تعدين اليورانيوم وتخصيبه إلى المستويات المطلوبة لإنتاج قضبان الوقود النووي لمفاعلات الطاقة (لتوليد الكهرباء) للاستخدام المحلي ولأغراض التصدير، فإن ذلك سيكون من الصعب على إسرائيل قبولها.

وأضاف أن المطالب السعودية تستند بالطبع، إلى سابقة خاطئة أوجدتها خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي الذي انسحبت منه واشنطن)، والتي أعطت إيران قدرات تخصيب مستقلة موسعة وأبحاث وتطوير أجهزة طرد مركزي متطورة على الأراضي الإيرانية.

ولفت إلى أن السعوديين يرون أن الإيرانيين، الذين انتهكوا كل معاهدة واتفاق وقعوا وخدعوا العالم، حصلوا على حق التخصيب المستقل، فلماذا لا يحصلون على نفس الشيء؟

وأشار إلى فهم الحجة السعودية هو مفتاح الحل للوصول إلى وضع يربح الجميع، لذلك، فإن الطريقة الصحيحة والعملية الوحيدة لدفع صفقة سعودية من شأنها أن تساعد في تحقيق التطبيع مع إسرائيل، والتغلب على قضية طلب الرياض لدورة وقود مستقلة، وإلغاء الصفقة السيئة مع إيران، هو أن يصر الإسرائيليون خلال اجتماعهم مع الأمريكان على تفعيل سناب باك إلى أقصى حد ضد إيران، من خلال إعادة جميع عقوبات مجلس الأمن الدولي التي تم رفعها عند توقيع الاتفاقية، بما في ذلك الحظر الشامل على تخصيب اليورانيوم.

ولفت ناجل أن مثل هذا الطلب الأمريكي، سيسحب البساط تحت مطالب التخصيب السعودي، ويجعل من الممكن المضي قدمًا في صفقة سعودية أمريكية إسرائيلية، بدون تهديد نووي من السعودية، وفتح الباب لعمل إسرائيلي أمريكي مشترك ضد البرنامج النووي الإيراني.

وخلص إلى أنه يجب أن تكون الرسالة الإسرائيلية ضد اتفاق مع إيران واضحة وضوح الشمس، لأن أي سلوك أخر سيبعث برسالة - خاصة إلى دول الخليج - مفادها أن إسرائيل ضعيفة ولا يمكن الوثوق بها.

المصدر | جاكوب ناجل/ إسرائيل هيوم- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

التطبيع الإسرائيلي السعودي الاتفاق النووي إيران

خبير إسرائيلي: احتياج متبادل بين بايدن ونتنياهو بالاتفاق الإيراني والتطبيع السعودي

مع زيارة بلينكن.. مصادر: إسرائيل مترددة إزاء طلب السعودية نقل تكنولوجيا نووية مقابل التطبيع