مع زيارة بلينكن.. مصادر: إسرائيل مترددة إزاء طلب السعودية نقل تكنولوجيا نووية مقابل التطبيع

الأربعاء 7 يونيو 2023 09:03 ص

قال مصدر دبلوماسي إسرائيلي إن تل أبيب لم تحسم بعد موقفها إزاء طلب السعودية نقل تكنولوجيا نووية إليها كأحد المطالب من الرياض مقابل التطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، وذلك بالرغم من التقارير التي تشير إلى أن زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الحالية إلى المملكة ستركز على ملف التطبيع المحتمل، وفقا لما نقله موقع "المونيتور".

وكانت تقارير متعددة أشارت إلى أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قدم جملة طلبات إلى واشنطن وتل أبيب، مقابل موافقته على تطبيع علني للعلاقات، ليس من بينها ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، لكنها تركزت حول امتيازات اقتصادية وعسكرية، أبرزها مساعدة الرياض للحصول على التكنولوجيا النووية، في وقت سرعت فيه إيران  المجاورة من برنامجها النووي، وهو ما ينظر إليه المسؤولون في المملكة بقلق.

وزير الطاقة الإسرائيلي متحفظ

وأشار الموقع، في تقرير كتبه الصحفي الإسرائيلي بين كاسبيت، وترجمه "الخليج الجديد"، إلى تصريحات لوزير الطاقة الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الإثنين الماضي، أعرب فيها عن تحفظاته بشأن خطط السعودية لتأسيس برنامج طاقة نووية تدعمه الولايات المتحدة، وذلك في أول بيان علني حول هذه القضية لمسؤول إسرائيلي كبير.

وأدلى كاتس بهذا التصريح بينما كان بلينكين يستعد للسفر إلى المملكة لإجراء محادثات من المتوقع أن تشمل مناقشات حول البرنامج النووي الذي يسعى السعوديون للحصول على التكنولوجيا والمعرفة الأمريكية من أجله.

وقال كاتس لقناة "Ynet" التلفزيونية، ردا على سؤال حول موقف إسرائيل من المطالب السعودية بأن تعطي الولايات المتحدة الضوء الأخضر للبرنامج النووي كشرط لتطبيع العلاقات مع المملكة: "من الطبيعي أن إسرائيل لا تشجع مثل هذه الأمور".

وكانت تصريحات كاتس، وهو أحد أعضاء المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر الذي يبت في الشؤون السيادية، بمثابة أول تعليق علني من تل أبيب على قضية المطلب السعودي منذ الإعلان عنه لأول مرة، في وقت سابق من العام الجاري.

ووفق الكاتب، تبدو تعليقات كاتس بمثابة بالون اختبار لموقف البعض داخل دائرة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذين لا يستبعدون مثل هذه الصفقة، لكنهم أثاروا أيضًا اعتراضات شديدة.

إسرائيل لم تصغ موقفا موحدا بعد

وقال مصدر دبلوماسي رفيع، طلب عدم الكشف عن هويته، لـ "المونيتور": "ما قاله (كاتس) لم يكن موقفًا رسميًا، والحقيقة هي أن إسرائيل لم تصغ بعد موقفًا واضحًا من القضية النووية السعودية".

ستثير تصريحات كاتس ضجة كبيرة خلف الكواليس، لكن إسرائيل لا تزال بعيدة عن الوصول إلى موقف نهائي، وهناك عناصر قوية تعارض هذا الخيار، بينما "البعض من حول رئيس الوزراء لا يرفضونه بشكل قاطع"، بحسب الدبلوماسي.

وأكد المصدر أن هذه مسألة استراتيجية "يجب البت فيها على أساس اعتبارات ومناقشات عميقة الجذور"، مردفا: "الحقيقة هي أنه لا يتعين علينا اتخاذ قرار الآن بشأن هذه المسألة لأن الصفقة مع السعودية في مهدها واحتمالات نضجها أقل بكثير من احتمالات إتمامها".

موقف الكونجرس

وقال مصدر دبلوماسي آخر مطلع على العلاقات الإسرائيلية الأمريكية لـ"المونيتور"، بشرط عدم الكشف عن هويته أيضا: "إسرائيل ستصطف إلى جانب الكونجرس الأمريكي في هذا الملف، حيث من المتوقع أن يقدم الكونجرس للسعوديين مطالب صعبة مقابل الموافقة على المسألة النووية".

ويرى ذلك المصدر أنه "ليست هناك فرصة أن يوافق الكونجرس على خطوة من شأنها أن تسمح للسعوديين بتخصيب اليورانيوم بأنفسهم على الأراضي السعودية"، وهو ما يتوقع أن يرفضه السعوديون، حيث لا يمكنهم الموافقة على وضع أقل من إيران، التي تخصب اليورانيوم على أراضيها.

وخلال مؤتمر للتعدين في الرياض في 11 يناير/كانون الثاني الماضي، قال وزير الطاقة في المملكة، الأمير عبدالعزيز بن سلمان، إن بلاده تخطط لتخصيب مخزوناتها من اليورانيوم المحلية لضمان قدرتها على إكمال "دورة الوقود النووي بأكملها".

ويقول الكاتب إن الحاجة إلى موافقة الكونجرس تطرح السؤال عما إذا كان نتنياهو سيسعى لتسخير موقف اللوبي القوي للجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (AIPAC) وتأثير إسرائيل، الذي لا يزال يعتبر مهمًا في مجلس النواب، لدفع الخطوة السعودية.

وقال مصدر سياسي في القدس لـ "المونيتور"، شريطة عدم الكشف عن هويته: "في الوقت الحالي، من المستحيل معرفة ذلك؛ لأن الصفقة لم تنضج بعد".

الموافقة مقابل "ابتلاع" اتفاق نووي جديد مع إيران

تظهر احتمالات أخرى، بموجبها توافق إسرائيل على "ابتلاع" اتفاق نووي جديد بين الولايات المتحدة وإيران، وفي المقابل، ستوافق واشنطن على قطع شوط طويل تجاه السعوديين من أجل تطبيع العلاقات مع تل أبيب بعد تزويدهم بالتكنولوجيا النووية.

ويدعم هذا الاحتمال تعليق نتنياهو الأخير على أنباء تجدد المفاوضات بين أمريكا وإيران حول إحياء الاتفاق النووي أو توقيع اتفاق جديد، حيث لم يطلق خطبا لاذعة، كعادته، ضد الأمر، ولم يتحدث عن الخطر النووي الإيراني، بل اكتفى بالقول إن "الاتفاقات مع إيران في نهاية المطاف ليس لها قيمة عملية؛ نحن مصممون على فعل كل شيء لمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية".

ويشير التقرير إلى أن مؤسسة الدفاع الإسرائيلية ليست متحمسة، على أقل تقدير، لحصول السعودية على التكنولوجيا النووية وتخصيب اليورانيوم بأنفسهم.

وقال مسؤول إسرائيلي آخر: "لقد قلنا منذ سنوات أن البرنامج النووي في إيران سيعرض الشرق الأوسط بأكمله لسباق تسلح نووي، وهذا لا يختلف في الحالة السعودية، ومع قيام الإيرانيين بتخصيب اليورانيوم لدرجة عسكرية والسعوديين في طريقهم للقيام بذلك، ليس هناك شك في أنه بغضون فترة قصيرة سنشهد تقدمًا نحو الأسلحة النووية في مصر ودول الخليج وأماكن أخرى أيضًا".

في غضون ذلك، لم يتم إحراز أي تقدم كبير على المسار الإسرائيلي السعودي.

وقللت باربرا ليف، مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى، أمام لجنة في مجلس الشيوخ في 31 مايو/أيار الماضي، من أهمية التقارير الأخيرة التي تشير إلى أن إسرائيل والسعودية على وشك التوصل إلى اتفاق تطبيع.

بدوره، شدد بلينكن أيضًا في خطابه أمام "إيباك" على أن مثل هذه العملية ستستغرق وقتًا، وكرر التزام الولايات المتحدة بحل الدولتين، الذي يدعمه السعوديون، وهي قضية اختفت تمامًا من الأجندة الإقليمية.

المصدر | بن كاسبيت / المونيتور - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

تطبيع السعودية العلاقات السعودية الإسرائيلية أنتوني بلينكن تكنولوجيا نووية البرنامج النووي السعودي نووي السعودية

منتدى الخليج الدولي: تطبيع السعودية مع إسرائيل لا يمر عبر واشنطن

الاجتماع الخليجي الأمريكي يرحب بالمصالحة السعودية الإيرانية ويدعو لحل أزمات المنطقة سلميا

السعودية: التطبيع مع إسرائيل يصب بمصلحة المنطقة.. ولكن

ترميم العلاقات وإنعاش التطبيع.. هل نجح بلينكن في زيارة الأيام الثلاثة بالسعودية؟

توقعات بالتوصل لاتفاق.. كبير مستشاري بايدن يبحث في السعودية ملف التطبيع مع إسرائيل

ن. تايمز عن مسؤولين أمريكيين: صفقة محتملة لتطبيع السعودية وإسرائيل نهاية 2023

عبر برنامج نووي.. هل تعيد الرياض وواشنطن تخصيب تحالفهما؟