إيران تعيد فتح سفارتها في السعودية.. ماذا يعني؟

الأربعاء 7 يونيو 2023 10:15 ص

بعد قطيعة دبلوماسية استمرت 7 سنوات، أعادت إيران، الثلاثاء، فتح سفارتها في العاصمة السعودية الرياض؛ تنفيذا لاتفاق البلدين على استئناف علاقاتها، بوساطة الصين في 10 مارس/ آذار الماضي.

وبينما لم تحدد السعودية بعد موعدا لإعادة فتح سفارتها في طهران أو اختيارها لسفير، أعلنت إيران في مايو/ أيار الماضي تعيين المدير العام لمنطقة الخليج في وزارة الخارجية علي رضا عنايتي سفيرا في الرياض.

  • السفارة الإيرانية ستسهل السفر بين الدولتين، حيث تعملان على استئناف الرحلات الجوية المباشرة والروابط التجارية، لاسيما وأن المصالح الاقتصادية المشتركة يمكن أن تساهم في توطيد العلاقات المتجددة بين بلدين أجج تنافسهما الطويل الصراعات في أنحاء منطقة الشرق الأوسط.
  • يبدو أن إعادة فتح السفارة السعودية في طهران لن يتم في وقت قريب، إذ قال مصدر إيراني رفيع المستوى إن "السفارة تحتاح وقتا لإصلاحها وتجديدها". فيما أفاد مسؤول آخر بأن "دبلوماسيين سعوديين يواصلون منذ أسابيع عملهم في فندق، حيث تم منحهم طابقين مع تخصيص مصعد لهم". وشدد مسؤول ثالث على أن "الدبلوماسيين السعوديين من أفراد العائلة المالكة ولا يمكنهم البقاء في كل مكان"، في إشارة على ما يبدو إلى ارتباط محتمل بين تجهيز السفارة ووصول السفير السعودي.
  • إعادة فتح السفارة الإيرانية يشير إلى تنامي الثقة بين السعودية وإيران، وهما تاريخيا من ألد خصوم الشرق الأوسط. وفي مؤشر آخر على ذلك التقى وزير الخارجية السعودية فيصل بن فرحان ونظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان على هامش اجتماع مجموعة "بريكس" في دولة جنوب أفريقيا، الجمعة الماضي، وأعلن الأول اعتزامه زيارة طهران "قريبا" تلبية لدعوة موجهة له.
  • التوقيت كان لافتا، ويبدو مقصودا من الرياض، إذ تزامن إعادة فتح السفارة الإيرانية مع بدء وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن زيارة إلى السعودية، وبعد نحو شهر من استقبالها مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان. ويبدو أن ذلك التزامن يحمل رسالة من المملكة تؤكد تمسكها باستعادة كامل العلاقات مع إيران، التي تفرض عليها الولايات المتحدة عقوبات؛ جراء ملفات خلافية أبرزها برنامجي إيران النووي والصاروخي.
  • التزامن بين إعادة فتح سفارة إيران وبدء زيارة بلينكن للرياض ربما يغذي تقارير إعلامية أمريكية وإسرائيلية متواترة منذ شهور عن مسار موازٍ للمصالحة بين السعودية وإيران، يتمثل في مباحثات غير معلنة بين المملكة والولايات المتحدة وإسرائيل لتطبيع العلاقات بين الرياض وتل أبيب، خاصة مع تصريحات أمريكية عديدة عن أن التطبيع سيخدم أيضا المصالح الأمريكية، ومع اقتراب انتخابات الرئاسة في 2024.
  • مع تنامي الثقة بين الرياض وطهران، وضمن براجماتية أمريكية معتادة، ليس مستبعدا أن تطلب الولايات المتحدة من السعودية لعب دور وساطة، ربما بدأ بالفعل خلف الستار، لاستئناف محادثات لإعادة إحياء الاتفاق النووي لعام 2015 بين إيران وكل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين إلى جانب ألمانيا.
  • تلك الوساطة المحتملة تخدم أيضا مصالح السعودية، فضمن رغبتها في إحلال الاستقرار الإقليمي بما يسمح لها بتنفيذ رؤية 2030 التنموية، ستنخرط الرياض في أي جهد يحول دون هجوم عسكري إسرائيلي واسع على المنشآت النووية الإيرانية، لاسيما في ظل تقارير دولية متواترة عن اقتراب طهران من إنتاج سلاح نووي، ودعوات داخل إسرائيل إلى منعها من تجاوز العتبة النووية.

موضوعات متعلقة