أصبحت ممكنة الآن.. 5 مكاسب سريعة أمام تركيا والغرب

السبت 10 يونيو 2023 03:30 م

على الغرب وتركيا "العمل على تحقيق خمسة مكاسب سريعة أصبحت ممكنة الآن"، مع ضرورة السعي إلى التغلب على عقبات تحول منذ سنوات دون تحسن العلاقات بين الطرفين، بحسب تحليل لجيمس جيفري رئيس برنامج الشرق الأوسط في مركز ويلسون للدراسات بواشنطن (wilsoncenter).

جيفري وهو سفير أمريكي سابق في تركيا والعراق أضاف، في تحليل ترجمه "الخليج الجديد"، أن تلك المكاسب هي موافقة تركيا المأمولة على طلب انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وبيع الولايات المتحدة المرتقب لطائرات F-16 لأنقر)، واستمرار وقف إطلاق نار مع حزب العمال الكردستاني (أو على الأقل ضبط النفس التركي المستمر في شمال شرقي سوريا)، وتهدئة التوترات مع اليونان، وأخيرا التقدم في التقارب الأرمني الأذربيجاني.

وتابع أنه "لحسن الحظ، فإن فوز أردوغان الانتخابي (في 28 مايو/ أيار الماضي بفترة رئاسية جديدة تستمر خمس سنوات) يوفر للولايات المتحدة وتركيا فرصة للبدء من جديد (...)، ولا يمكن لواشنطن ولا أنقرة تحمل تجاهل العقبات أمام العلاقات الثنائية".

ورجح جيفري أن "يظل أردوغان (في الحكم منذ 20 عاما) شوكة في خاصرة الغرب لسنوات قادمة، لكن تركيا، باقتصادها القوي بحجم مجموعة العشرين والخبرة الدبلوماسية والقوة العسكرية والموقع ضرورية للغاية خلال هذا الوقت المحفوف بالمخاطر"، مشددا على أهمية مكالمة الرئيس الأمريكي جو بايدن الهاتفية مع أردوغان في 30 مايو/ أيار الماضي لتهنئته بنتيجة الانتخابات.

حزب العمال الكردستاني

و"القضية الأمريكية التركية الأكثر صعوبة هي حزب العمال الكردستاني، وهو حركة متمردة إرهابية كردية تركية نشطة منذ 1984"، بحسب جيفري.

وأردف: "على عكس البلدان المجاورة، حيث يتركز الأكراد في المناطق الحدودية، فإن الكثير من الأكراد في تركيا (20% من السكان) منتشرون في جميع أنحاء البلاد ومندمجون مع بقية السكان".

وحذر جيفري من أنه "إذا نجح حزب العمال الكردستاني في تنفيذ أجندته الانفصالية، فلن تواجه تركيا لحظة أخرى مثل كوسوفو في 1999 بل لحظة رواندا في 1993 (إبادة جماعية)، ومما يزيد من التهديد أن لدى حزب العمال قوات عسكرية عبر الحدود في العراق وسوريا".

ولفت إلى أنه "بعد 2014، دعمت الولايات المتحدة وحدات حماية الشعب المنبثقة عن حزب العمال الكردستاني السوري (أُعيدت تسميتها لاحقا باسم قوات سوريا الديمقراطية (قسد) لتمويه صلاتها بحزب العمال) ضد تنظيم الدولة".

ومضى قائلا إن "قوات سوريا الديمقراطية سيطرت على 20٪ من سوريا، ما أدى توتر كبير في العلاقات الثنائية (بين أنقرة وواشنطن)، ولا توجد رؤية واضحة بشأن  "الدولة الصغيرة" لقوات سوريا الديمقراطية التي أنشأتها واشنطن إلى حد كبير".

واعتبر جيفري أن "رسالة واشنطن كانت مختلطة بشكل ميؤوس منه، والنتيجة توغل عسكري تركي في أراضي قوات سوريا الديمقراطية في 2019، مما خاطر بجهود الولايات المتحدة وقوات قسد ضد تنظيم الدولة، حتى تم التفاوض على وقف إطلاق النار مع أردوغان، وهو صامد، لكن هذه القضية تسمم العلاقات الثنائية؛ لأن مصير قسد وعلاقاتها مع أنقرة ودمشق وواشنطن غير واضحة".

إيجه والمتوسط وقبرص

ومن القضايا الرئيسية الأخرى بين تركيا والغرب، وفقا لجيفري، الخلافات التركية اليونانية بشأن السيادة على جزر بحر إيجه ومناطق الصلاحيات الاقتصادية في منطقة شرق البحر المتوسط وجزيرة قبرص المنقسمة إلى قبرص تركية وأخرى يونانية.

وتابع: "في القوقاز، تتعارض مصالح تركيا مع التوسع الروسي والإيراني، وتدعم أذربيجان التي تربطها بها علاقات عرقية ولغوية وجيوستراتيجية واقتصادية، بينما يُنظر إلى أرمينيا، التي لا تزال على خلاف مع باكو، على أنها قريبة جدا من موسكو وطهران". وروسيا منافس استراتيجي للغرب، لاسيما الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وتمتلك علاقات شراكة مع إيران في عدة ملفات.

وقال جيفري إن "قدرة واشنطن وبروكسل (الاتحاد الأوروبي) على فهم وجهة النظر التركية تعرقلها جماعات ضغط مختلفة، بينها الأرمينية واليونانية والكردية والمحافظون الجدد المناهضون لأردوغان ومسؤولو الدفاع المنزعجون من شراء تركيا لمنظومة الدفاع الصاروخي إس-400 من روسيا، إضافة إلى منظمات حقوقية".

وأردف: "حتى عندما استجابت تركيا للمطالب الغربية، مثل عهد (الرئيس التركي الراحل) تورغوت أوزال في التسعينيات أو أردوغان، بقبولها في البداية خطة (كوفي) عنان (لحل النزاع بشأن) قبرص، استمرت جماعات الضغط في مطالبة نقرة بالاستسلام في قضايا إضافية".

وشدد جيفري على أنه "ردا على ذلك، أصبح الرأي العام التركي أكثر معاداة للغرب، مما حد من مرونة الحكومة، وبالتالي لا يمكن استمرار التقدم في قضايا محددة إلا إذا تمكنت واشنطن من التغلب على تلك العقبات".

المصدر | جيمس جيفري/ مركز ويلسون- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

تركيا الغرب أردوغان بايدن عقبات مكاسب

سي إن إن: تركيا تتطلع للتصالح مع الغرب مع تزايد عزلة روسيا

جيوبوليتيكال فيوتشرز: لماذا تنعطف تركيا نحو الغرب؟