تحليل إسرائيلي: جنين نموذج لسيناريو اليوم التالي لوفاة محمود عباس

الثلاثاء 20 يونيو 2023 06:28 ص

سلط المحلل الإسرائيلي، هيرب كينون، الضوء على تطورات المواجهات المحتدمة بين الجيش الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، مشيرا إلى عمليات المداهمة التي ينفذها جنود جيش الاحتلال كان لها دور حيوي في قمع الانتفاضة الفلسطينية الثانية.

وذكر كينون، في تحليل نشره موقع صحيفة "جيروزاليم بوست" وترجمه "الخليج الجديد"، أن جنود الجيش الإسرائيلي عادة ما ينفذون عمليات المداهمة للمدن والقرى ومخيمات اللاجئين الفلسطينية بحثا عن المقاومين ويقومون بحملة اعتقالات، التي تواجهها بعض عمليات المقاومة، مثل إطلاق النار عليهم، أو إلقاء قنابل حارقة، أو وابل من الحجارة، أو تفجير قنابل مزروعة على جانب الطريق.

وفي بعض الحالات تؤدي عمليات المقاومة الفلسطينية إلى خسائر بصفوف جنود الاحتلال، كما جرى يوم الإثنين، إذ أصيب 5 من أفراد شرطة الحدود وجنديان إسرائيليان بجروح عندما انفجرت قنبلة على جانب الطريق بجانب عرباتهم المدرعة في مخيم جنين.

ويشير كينون إلى أن مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنغبي، صرح، في مقابلة مع KAN Bet ، الإثنين، بأن الجنود يعملون في بيئة جنين شديدة العدائية لمنع الهجمات في قلب المدن الإسرائيلية.

وأضاف: "إذا لم نواجه تلك القنابل المزروعة على جوانب الطرق في جنين، فسيتم تفجيرها في حافلات بالقدس أو في سيارات مفخخة بتل أبيب".

وتابع: "علينا أن نوجه المعركة نحو العدو (..) هذا ما فعله الجيش الإسرائيلي منذ شهور، بنتائج مذهلة، لكن المعركة ليست سهلة".

وأشار كينون إلى أن معركة يوم الإثنين كانت صعبة بشكل خاص وتطلبت استخدام مروحية هجومية من طراز أباتشي للمساعدة في تخليص الجرحى من الجنود الإسرائيليين، وهي المرة الأولى التي استخدمت فيها القوة الجوية الإسرائيلية في عملية بالضفة الغربية منذ 20 عامًا.

وفي السياق، يلفت قائد العمليات المركزية السابق، غادي شامني، إلى مقولة في الجيش الإسرائيلي مفادها أنه في التعامل مع إرهاب الضفة الغربية، من الأفضل استخدام M-16 بدلاً من F-16، وهذا يعني القوات البرية بدلاً من القوة الجوية.

ويعود السبب في ذلك، حسبما يرى كينون، إلى أن استخدام القوة الجوية ضد مدن الضفة الغربية لا يؤدي إلا إلى تغذية روح المقاومة الفلسطينية.

وبسبب عدم الرغبة في تغذية هذه الروح، أو الرغبة في إعطاء أي "صورة انتصار" للمقاومة الفلسطينية، أمضى الجيش الإسرائيلي ساعات تحت نيران كثيفة، الإثنين، في إخراج المركبات المعطلة من جنين بمجرد إجلاء الجنود المصابين بنجاح.

وكان استخدام المروحية لضمان إخلاء جنود الجيش الإسرائيلي بمثابة تذكير للمقاومة الفلسطينية بقدرات الجيش الإسرائيلية، بحسب كينون، مضيفا أن اضطرار الجيش الإسرائيلي إلى نشر مروحية، وتفجير قنبلة مزروعة على جانب الطريق، كشفا، في المقابل، عن قدرات المقاومين الفلسطينيين.

وكشف نوع القنبلة المزروعة على جانب الطريق في جنين عن قدرات عسكرية وصفها كينون بـ "المزعجة"، مشيرا إلى أن تفجير هذا النوع من القنابل يشير إلى وجود بنية تحتية للمقاومة الفلسطينية في جنين.

ولطالما كانت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية على دراية بهذه القدرات، بحسب كينون، مشيرا إلى أنه قدرات مدعومة تحديدا من حركتي حماس والجهاد الإسلامي، إضافة إلى حزب الله اللبناني.

وفي الشهر الماضي، صرح رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي، رونين بار، بأن إسرائيل أحبطت محاولة الجهاد الإسلامي لإنتاج صواريخ ومنصة إطلاق في مخيم جنين.

غير أن صور انفجار عبوة ناسفة بمركبات للجيش الإسرائيلي أعطت زخما لما تدركه إسرائيل بالفعل، وهو ما عبر عنه كينون بقوله: "شيء آخر أن تستيقظ وترى صور قنبلة مزروعة على جانب الطريق، تعيد ذكريات لبنان".

ويؤكد كينون أن ما جرى يوم الإثنين لن يردع الجيش الإسرائيلي عن شن حملات مداهمة ليلية لاعتقال المشتبهين في صلتهم بالمقاومة الفلسطينية، حيث أصبحت تلك المداهمات عنصرا مركزيا ضمن استراتيجية إبقاء المقاومة عند مستوى منخفض نسبيا.

وهنا يلفت كينون إلى أن القدرة العسكرية المعززة للمقاومين الفلسطينيين، وما جرى يوم الإثنين، يكشفان عن شيء آخر يعرفه الجميع على المستوى النظري ولكن لا يقدرونه حقًا إلا عندما يتضح عمليا، وهو أن "السلطة الفلسطينية لا تؤكد أي سيطرة في جنين ولا في شمال الضفة الغربية".

فقدرة المنظمات الفلسطينية على بناء وتفجير هذه الأنواع من القنابل المعقدة، المزروعة على جانب الطريق، تظهر بنية تحتية كبيرة نشأت دون عوائق من قبل السلطة الفلسطينية.

وكانت جنين وشمال الضفة الغربية النقطة المحورية للمقاومة الفلسطينية ضد إسرائيل خلال الأشهر الماضية "لأنه لا يوجد حكم فلسطيني أو احتكار لاستخدام القوة هناك" بحسب كينون، مشيرا إلى أن الفراغ الأمني يزدهر فيه نشاط حماس والجهاد الإسلامي.

ويضيف كينون: "جنين اليوم، حيث فقدت السلطة الفلسطينية سيطرتها، هي معاينة مروعة لما قد يظهر في جميع أنحاء الضفة الغربية في اليوم التالي لوفاة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أو لم يعد بإمكانه الاستمرار في منصبه الحالي".

وإذا تمركز عجز السلطة الفلسطينية الآن في جنين وشمال الضفة الغربية، "فإن هذا العجز سينتشر عبر المناطق عندما يغادر عباس المشهد" حسبما يرى كينون.

وأشار المحلل الإسرائيلي إلى أن جيش الاحتلال يعكف على تقدير كيفية التعامل مع الفراغ الذي خلفته السلطة الفلسطينية في جنين، ومن المرجح أن يستخدم الدروس المستفادة هناك في مكان آخر بمجرد رحيل عباس وحدوث فراغ بالسلطة الفلسطينية.

المصدر | جيروزاليم بوست/ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

فلسطين الضفة الغربية جنين الجيش الإسرائيلي المقاومة الفلسطينية

جنين.. ارتفاع حصيلة العدوان إلى 6 شهداء وتوثيق جديد لتفجير مركبة إسرائيلية (فيديو)

تقرير إسرائيلي: إيران موجودة في الضفة الغربية

5 شهداء في اقتحام بري وقصف جوي إسرائيلي لجنين ومخيمها

تنديد فلسطيني لاقتحام جنين: جريمة حرب جديدة

بعدما تحولت لساحة حرب.. تضامن واسع مع جنين: لن تركع