5 شهداء في اقتحام بري وقصف جوي إسرائيلي لجنين ومخيمها

الاثنين 3 يوليو 2023 06:18 ص

اقتحمت قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي، فجر الإثنين، مدينة جنين ومخيمها شمال الضفة الغربية، بعد سلسلة غارات جوية على المخيم، ما إدى إلى استشهاد 5 فلسطينيين، وإصابة عشرات آخرين، بينهم حالات حرجة.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية، في بيان "5 شهداء (4 في جنين، وشهيد في رام الله)، و28 إصابة، بينها 8 إصابات خطيرة، برصاص الجيش الإسرائيلي في الضفة."

ولفت شهود عيان ومواقع فلسطينية محلية، إلى أن طائرات إسرائيلية قصفت في ساعة مبكرة من فجر الإثنين، بثلاثة صواريخ على الأقل منزلا وسط مخيم جنين، ما أدى إلى اشتعال النار فيه.

وفي أعقاب عملية القصف، اقتحمت قوات كبيرة من الجيش ترافقها جرافات عسكرية مدينة جنين من عدة محاور، وحاصرت مخيم جنين، وقطعت الطرق التي تربط بين المدينة والمخيم.

ولا تزال سماء جنين ومخيمها تشهد تحليقا مكثفا لطائرات الاحتلال الإسرائيلي، فيما يسمع بين وقت وآخر أصوات تفجيرات.

وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية، بأن قوات الجيش الإسرائيلي استولت على عدد من المنازل والبنايات المطلة على المخيم، ونشرت قناصتها فوق الأسطح، وقطعت التيار الكهربائي عن أجزاء كبيرة من المخيم.

ولفتت إلى أن القوات الإسرائيلية التي تحاصر المخيم من مختلف الجهات، تمنع مركبات الإسعاف من دخوله لنقل المصابين لتلقي العلاج.

في المقابل، اندلعت اشتباكات مسلحة بين مسلحين فلسطينيين والجيش الإسرائيلي في محيط المخيم.

كما قالت "كتيبة جنين"، التابعة لسرايا القدس الجناح العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، إن مقاتليها فجروا عبوات ناسفة في آليات عسكرية، ويخوضون معركة شرسة.

وأشار شهود عيان إلى أن الجيش الإسرائيلي يحكم السيطرة على مخيم جنين، واستولى على منزل عائلة القيادي في كتائب شهداء الأقصى زكريا الزبيدي.

وأوضح الشهود أن جرافات عسكرية شرعت بأعمال تجريف لشوارع محيطة في المخيم، فيما شوهد تحركات لناقلات جند مدرعة في محيط جنين.

وفي السياق، أفادت مصادر فلسطينية لـ"وكالة أنباء العالم العربي"، بسماع أصوات اشتباكات وانفجارات بشكل متتابع في أكثر من موقع.

وقال شهود للوكالة، إن الجيش الإسرائيلي أرسل رسائل نصية على هواتف الفلسطينيين في المدينة ومخيمها، تدعوهم للبقاء في منازلهم و"المحافظة على عائلاتهم".

من جهته، أفاد بيان مشترك صادر عن الجيش الإسرائيلي و"الشاباك"، بأنه شرع في عملية عسكرية واسعة على مدينة جنين ومخيمها، مشيراً إلى أن قواته "تعمل الآن في جميع أنحاء مدينة جنين ومخيمها".

وزعم أن الغارات استهدفت بنى تحتية تابعة لفصائل فلسطينية في جنين، وعناصر "كتيبة جنين".

وحسب البيان، فإن المقر الذي استهدفه، "استُخدم كنقطة مراقبة، ومكان لتجمع المسلحين" وفق تعبيره.

فيما قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، نقلاً عن مسؤول عسكري إسرائيلي، إن قرار تنفيذ العملية العسكرية الواسعة في جنين اتخذ قبل عام من الآن، وتم تأجيله عدة مرات.

وأوضحت الصحيفة أن مئات الجنود يشاركون في العملية، وتستهدف ما وصفته بـ"استعادة الردع" في شمال الضفة الغربية.

من جهته، صرح مسؤول أمني إسرائيلي لقناة "كان" (رسمية) قائلاً، إن "هذه ليست عملية واسعة النطاق، لكنها عملية عسكرية يمكن أن تستمر 24 أو 36 أو 48 ساعة"، لافتاً إلى "أننا لسنا في أيام تشبه (السور الواقي) لكن الفكرة هي استهداف النشطاء والبنية التحتية".

ولاحقا، قال الجيش الإسرائيلي في بيان، أنه أغار على "بنية تحتية معادية" في منطقة جنين.

وقال الجيش: "في نشاط مشترك للجيش وجهاز الأمن العام "الشاباك" تم استهداف مقر قيادة غرفة عمليات موحدة في مخيم جنين".

وأضاف: "قامت قوات الأمن بالإغارة على غرفة العمليات الموحدة للفصائل في مخيم جنين وعناصر ما يسمى كتيبة جنين".

وتابع: "لقد شكل المقر أيضًا غرفة استطلاع ومكان لاجتماع مسلحين قبل وبعد نشاطات معادية وكمنطقة تسليح بقطع أسلحة وعبوات ناسفة وكمركز اتصالات وتواصل النشطاء" على حد تعبيره.

وأردف الجيش الإسرائيلي: "كما استخدم المقر كمأوى لنشطاء مطلوبين على خلفية تنفيذهم عمليات في الأشهر الأخيرة في المنطقة" وفق تعبيره.

وقالت هيئة البث العبرية إن الجيش الإسرائيلي أطلق على العملية في جنين اسم "بيت وحديقة".

وأشارت إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتلقى تحديثات منتظمة عن العملية.

وذكرت هيئة البث، إن الجيش الإسرائيلي نفذ سلسلة من 3 هجمات من الجو على مواقع في مخيم جنين قبل أن تتقدم القوات البرية.

وأشارت إلى أن فلسطينيين أضرموا النيران في إطارات السيارات وأطلقوا النار على الجيش الإسرائيلي.

بدوره، قال مسؤول سياسي إسرائيلي لإذاعة الجيش: "ستستمر العملية طالما كان ذلك ضروريا".

وأضاف المسؤول (الذي لم يكشف عن اسمه): "هذه عملية واسعة النطاق صادق عليها رئيس الوزراء ووزير الدفاع منذ حوالي أسبوع ونصف بالتنسيق مع جهاز الأمن العام "الشاباك" والجيش".

وفي مدينة رام الله، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، "استشهد محمد عماد حسنين (21عاماً) برصاص الاحتلال الحي في الرأس، عند مدخل البيرة الشمالي".

وفي وقت سابق، قالت الوزارة إن "إصابة حرجة برصاص الاحتلال الحي في الرأس وصلت إلى مجمع فلسطين الطبي من مدخل البيرة ".

وقال شهود العيان إن اشتباكا مسلحا وقع على حاجز بيت أيل العسكري الواقع على مدخل مدينتي رام والله البيرة وسط الضفة الغربية.

وأشار الشهود إلى أنهم سمعوا تبادلا لإطلاق النار في الموقع.

وشهدت عدة مناطق في الضفة الغربية في ساعات الفجر مواجهات مع الجيش الإسرائيلي تنديدا بالعملية العسكرية في جنين.

ويتعرض مخيم جنين منذ عام ونصف العام لسلسلة اقتحامات واجتياحات إسرائيلية أودت بحياة فيها العشرات، آخرها العملية العسكرية التي وقعت قبل أسبوعين وأودت بحياة 7 فلسطينيين، وأصيب أكثر من تسعين بجروح.

وأصيب في العملية المذكورة 7 جنود إسرائيلين، وتعرضت عدة مركبات عسكرية للعطب، جراء تفجير عبوات ناسفة على جوانب الطرق التي سلكتها داخل المخيم.

واستخدم الجيش مروحية عسكرية أثناء الاقتحام. وبعد يومين استخدم طائرة مسيرة في اغتيال 3 مسلحين قرب المخيم.

وكانت هذه المرة الأولى التي يستخدم فيها الجيش الإسرائيلي المروحيات والمسيرات في اقتحامات واغتيالات في الضفة الغربية منذ أكثر من عشرين عاماً.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

جنين فلسطين إسرائيل قصف جوي اجتياج بري المقاومة كتيبة جنين

تنديد فلسطيني لاقتحام جنين: جريمة حرب جديدة

لا سقف زمني لاقتحام جنين.. وإسرائيل تتأهب لإطلاق صواريخ من غزة

بعدما تحولت لساحة حرب.. تضامن واسع مع جنين: لن تركع

ارتفاع شهداء اقتحام جنين إلى 7.. المقاومة تهدد وإسرائيل: العملية لن تتوسع

إدانات عربية وتحركات أردنية ودعوات لتدخل أمريكي لوقف العدوان على جنين